الوثيقة | مشاهدة الموضوع - اتساع خطير في ثقب الأوزون أصبح حجمه ثلاثة أضعاف البرازيل
تغيير حجم الخط     

اتساع خطير في ثقب الأوزون أصبح حجمه ثلاثة أضعاف البرازيل

مشاركة » الأحد أكتوبر 15, 2023 3:33 am

7.jpg
 
لندن ـ «القدس العربي»: كشفت بيانات الأقمار الصناعية أن ثقب الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية أصبح الآن واحدا من أكبر الثقوب المسجلة بعد أن توسع بشكل خطير وأصبح حجمه يبلغ ثلاثة أضعاف حجم البرازيل.

والأسوأ من ذلك أن منطقة استنفاد طبقة الأوزون (الدرع الذي يحمي الحياة على الأرض من المستويات الضارة للأشعة فوق البنفسجية) قد تصبح أكبر من 26 مليون كيلومتر مربع (10.3 مليون ميل مربع) التي تم قياسها في 16 ايلول/سبتمبر، لأن الثقب لا يصل عادة إلى ذروته حتى منتصف تشرين الأول/أكتوبر، حسب ما أورد تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية.
وفي كل عام، يتشكل ثقب الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية (أو أنتاركتيكا) بسبب وجود المواد المستنفدة لطبقة الأوزون في طبقة الستراتوسفير والظروف الخاصة بالمنطقة.
والعلماء ليسوا متأكدين من سبب تضخم ثقب الأوزون هذا العام، لكن البعض توقعوا ربطه بالثوران البركاني تحت الماء في تونغا في كانون الثاني/يناير 2022.
وكان الثوران يعادل أقوى تجربة نووية أمريكية على الإطلاق وأكبر انفجار طبيعي منذ أكثر من قرن.
ويتقلب حجم ثقب الأوزون بشكل منتظم. وفي شهر اب/أغسطس من كل عام، وبداية ربيع القارة القطبية الجنوبية، يبدأ النمو ويصل إلى ذروته في شهر تشرين الأول/أكتوبر، ثم يتراجع ليعود في النهاية إلى مستويات الأوزون الطبيعية بحلول نهاية كانون الأول/ديسمبر.
ويحدث هذا لأن القارة القطبية الجنوبية تدخل فصل الصيف وتبدأ درجات الحرارة في طبقة الستراتوسفير في الارتفاع.
وعندما يحدث هذا، فإن الآلية التي تستنزف الأوزون وتخلق الثقب تتباطأ وتتوقف في النهاية، ما يمنع الثقب من النمو مرة أخرى.
وتم إغلاق الثقب في وقت متأخر عن المعتاد في السنوات الثلاث الماضية، ويرجع ذلك جزئيا إلى حرائق الغابات في أستراليا في 2019-2020 والتي أطلقت كميات كبيرة من الدخان المدمر للأوزون.
كما تم افتتاحه مبكرا هذا العام، في بداية شهر اب/أغسطس، وليس من الواضح متى سيتم إغلاقه بشكل مؤكد.
وتم رصد استنفاد طبقة الأوزون فوق القارة المتجمدة لأول مرة في عام 1985 وعلى مدى السنوات الـ 35 الماضية تم اتخاذ تدابير مختلفة لمحاولة تقليص الثقب.

بخار الماء

وقالت أنتجي إينيس، العالمة البارزة في خدمة كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي «CAMS» : تُظهر خدمة مراقبة الأوزون التشغيلية والتنبؤ بها أن ثقب الأوزون لعام 2023 بدأ بداية مبكرة ونما بسرعة منذ منتصف اب/أغسطس. ووصل حجمه إلى أكثر من 26 مليون كيلومتر مربع في 16 ايلول/سبتمبر، ما يجعله أحد أكبر ثقوب الأوزون المسجلة».
وأضافت الدكتورة إينيس: «أن ثوران بركان هونغا تونغا في كانون الثاني/يناير 2022 أدى إلى حقن الكثير من بخار الماء في طبقة الستراتوسفير التي لم تصل إلى المناطق القطبية الجنوبية إلا بعد نهاية ثقب الأوزون في عام 2022. ومن الممكن أن يكون بخار الماء قد أدى إلى زيادة تكوين السحب الستراتوسفيرية القطبية، حيث يمكن أن تتفاعل مركبات الكلوروفلوروكربون (CFCs) وتسريع استنفاد الأوزون».
وتابعت: «قد يساهم وجود بخار الماء أيضا في تبريد طبقة الستراتوسفير في القطب الجنوبي، ما يزيد من تعزيز تكوين هذه الكتل الستراتوسفيرية القطبية ويؤدي إلى دوامة قطبية أكثر قوة».
وعلى الرغم من هذه النظرية، يحذر العلماء من أن التأثير الدقيق للثوران على الحفرة لا يزال موضوع بحث مستمر.
ومع ذلك، هناك سابقة لذلك. ففي عام 1991 أطلق ثوران بركان جبل بيناتوبو كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكبريت، والذي تبين لاحقا أنه أدى إلى تفاقم استنزاف طبقة الأوزون.
ويعتمد استنفاد الأوزون على درجات حرارة شديدة البرودة، حيث أنه فقط عند -78 درجة مئوية يمكن أن يتشكل نوع معين من السحاب، يسمى السحب الستراتوسفيرية القطبية.
وتحتوي هذه السحب المتجمدة على بلورات ثلجية تحول المواد الكيميائية الخاملة إلى مركبات تفاعلية، ما يؤدي إلى تدمير طبقة الأوزون.
والمواد الكيميائية المعنية هي مواد تحتوي على الكلور والبروم والتي تصبح نشطة كيميائيا في الدوامة المتجمدة التي تحوم فوق القطب الجنوبي.
وقال مدير مهمة وكالة الفضاء الأوروبية كلاوس زينر: «يتوقع العلماء حاليا أن طبقة الأوزون العالمية ستصل إلى حالتها الطبيعية مرة أخرى بحلول عام 2050 تقريباً».
والأوزون مركب يتكون من ثلاث ذرات أكسجين ويتواجد بشكل طبيعي بكميات ضئيلة في أعالي الغلاف الجوي.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى منوعات