الوثيقة | مشاهدة الموضوع - عمليات سرية و أنشطة مشبوهة.. حادثة المروحية تربط طالباني بــ "تنظيم اجنبي" وتركيا تطالب بغداد بالكشف عنها
تغيير حجم الخط     

عمليات سرية و أنشطة مشبوهة.. حادثة المروحية تربط طالباني بــ "تنظيم اجنبي" وتركيا تطالب بغداد بالكشف عنها

مشاركة » الأربعاء مارس 22, 2023 7:42 pm

8.jpg
 
خاص بـ "المطلع"
وصفته وسائل الاعلام الأجنبية بــ "الغامض"، وأثارت المعلومات المكشوفة عنه أسئلة اكثر مما اجابت عليها، شهدت منطقة تشامنكي في محافظة دهوك شمالي العراق في ليلة الخامس عشر من مارس الحالي، تحطم مروحية "مجهولة الهوية" كشف لاحقا عن نقلها لعناصر مسلحة تنتمي الى قوات سوريا الديمقراطية، مع تضارب الانباء حول عددها، بين من يؤكد انها مروحيتين، واخر يؤكد انها واحدة فقط.

الحادثة التي كشفت عن تفاصيل "سرية" حول الأنشطة التي تمارس شمالي العراق دون علم السلطات العراقية في بغداد، او الجزء الأكبر من سلطات إقليم كردستان العراق ممثلة بالحزب الديمقراطي الكردستاني، أدت الى ظهور "صراع إقليمي" بين الحزبين الرئيسيين، وتورط "امريكي" في دعم المنظمات المسلحة الكردية، التي تصنفها دول المنطقة ومنها ايران وتركيا، بانها "إرهابية".

ما الذي تفعله تلك المروحيات شمالي العراق ولماذا تقل مسلحين أجانب داخل الحدود العراقية، تلك الأسئلة سيطرت على مضامين وسائل الاعلام منذ الخامس عشر من الشهر الحالي، لتكون الإجابات "غامضة اكثر من الحادثة نفسها"، بحسب وصف شبكة الميدل ايست أي، التي كشفت خلال تحقيق نشرته، عن وجود "ممر جوي سري" يستخدم من قبل الجماعات المسلحة، دون علم السلطات العراقية، او بتسهيل من "بعض اجزائها".

الحزب الديمقراطي الكردستاني وخلال تناوله للحادثة، اتهم منافسه السياسي التحالف الوطني الكردستاني، بامتلاك المروحيات واستخدامها بــ "أنشطة" تقوض من السيادة العراقية عبر "تسهيل" تواصل الجماعات المسلحة الأجنبية داخل العراق، امر نفاه الحزب، وسط "صمت غريب" بحسب شبكة ذا كرايدل الأمريكية، من قيادة قوات التحالف التي اكتفت بــ "مواساة" اسر قتلى التحطم، رافضة الكشف عن تفاصيل تعاملها مع تلك المروحيات، كونها مسؤولة عن الأجواء العراقية، او الحديث عما اذا كانت تلك المروحيات تنفذ "عمليات مرتبطة بمكافحة تنظيم داعش الإرهابي"، من عدمه.

وبين المعلومات والبيانات المتضاربة والاتهامات المتبادلة بين اطراف سياسية داخل العراق وخارجه عن طبيعة نشاط تلك المروحيات ومن تقلهم الى داخل العراق، وان كانت الولايات المتحدة او السلطات العراقية "متورطة" في دعم أنشطة جهات مسلحة اجنبية داخل البلاد، ظهر الى العلن تفاصيل جديدة تتعلق بالانشطة الأجنبية داخل العراق، ودور الحزبين الكرديين وخلافاتهم السياسية فيها.



التحطم "الغامض".. مروحية تحمل "معدات عسكرية" وأخرى "هربت الى جهة مجهولة"

حادثة سقوط المروحية التي وقعت ليلة الخامس عشر من مارس الحالي، شهدت تضاربا في الانباء حول عائديتها، بين انكار المعلومات الأولية من قبل السلطات التركية عن عائدية المروحيات لها، وإعلان السلطات العراقية انها "لا تملك علما" بوجود مروحيات اجنبية داخل اجوائها، وحتى "رفض" قوات التحالف المقادة من قبل الولايات المتحدة الإعلان عن أي تفاصيل حول الحادثة التي وقعت ضمن منطقة صلاحياتها الجوية.

بحسب ذا كرايدل الامريكية، ونقلا عن محافظ دهوك علي تاتار، فان المروحية التي سقطت كانت تقل مقاتلين مسلحين تابعين لحزب العمال الكردستاني، فيما كانت الأخرى تحوم حول موقع الحادث، قبل توجهها الى "جهة مجهولة"، ليلحق لاحقا بتصريح للصحيفة من المتحدث الرسمي باسم حزب العمال الكردستاني، ينفي خلاله ان تكون المروحية تابعة للفصيل المسلح، او تحمل عناصره، مؤكدا "لا يملك حزب العمال الكردستاني قوة جوية خاصة به".

تلك التصريحات سرعان ما لحق بها تصريح لرئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور برزاني، اكد خلاله، ان المروحية تعود الى التحالف الوطني الكردستاني، منافسه السياسي، وانها استخدمت من قبل الحزب لــ "تسهيل تواصل جهات مسلحة اجنبية ونقل معداتها وافرادها داخل العراق واراضي الإقليم دون علم السلطات"، بحسب ما أوردت روداو الكردية عنه في التاسع عشر من الشهر الحالي.

رئيس وزراء الإقليم اكد أيضا، ان حكومته على تواصل مع السلطات المركزية في بغداد وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، لمعرفة ما الذي كانت تنوي المروحيات فعله في العراق، بالنظر الى انها كانت تحمل معدات واسلحة، كشف مقطع فيديو مصور من عمال احد الحقول النفطية القريبة على موقع الحطام، تفجرها بعد سقوطها.

بالتزامن مع المعلومات التي كشفت عن حمل الطائرات لمعدات عسكرية، رفض متحدث رسمي باسم قوات التحالف في حديث لوكالة الاسوشيتد برس دون الكشف عن هويته، الحديث عن الحادثة، مكتفيا بالتأكيد على ان وقوعها يعتبر "خارج منظور عمل وعمليات قوات التحالف في العراق وسوريا" بحسب وصفه.

النفي الأمريكي قاد الى "تكهنات" بحسب شبكة الميدل ايست أي والاشوسيتد برس، حول طبيعة العمليات التي كانت تلك المروحيات تنوي تنفيذها داخل العراق، كونها تقل "مقاتلين أجانب" وتعمل دون علم مباشر من الحكومة العراقية، او سلطات كردستان الرسمية، امر أكده مجلس الامن القومي في كردستان العراق من خلال بيان أصدره في التاسع عشر من الشهر الحالي، ومؤكدا خلاله ان عدد المروحيات التي سقطت هي واحدة فقط.



المروحيات لسوريا الديمقراطية.. احد القتلى قريب قائدها

استمرار الغموض حول عائدية المروحيات انهي أخيرا بعد اعلان قوات سوريا الديمقراطية عن "مقتل تسع من افرادها" بتحطم احدى مروحياتها شمالي العراق، كاشفة عن وجود "احد القادة" الذي عرفته على انه شيرفان كوباني، احد الأقارب المقربين من زعيم التنظيم مزلوم عبدي، مشيرة الى ان المروحيات كانت تحمل "مقاتلين من التنظيم" متوجهين الى مدينة السليمانية بهدف "تبادل المعلومات والخبرات العسكرية" مع جانب رفضت الكشف عن هويته.

وفيما يخص الحديث عن أسباب سقوط المروحية اكتفت سوريا الديمقراطية بالتأكيد على انه اتى نتيجة لــ "الظروف الجوية الصعبة" في المنطقة، مؤكدة خلال تصريحاتها، ان الهدف من دخول المروحيات لم يكن مرتبطا بالعمليات ضد تنظيم داعش الإرهابي والتعامل المباشر مع قوات التحالف الدولي، رافضة الكشف عن مزيد من التفاصيل بحسب ما أوردت الاسوشيتد برس.

الرفض المستمر من سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الأمريكي لبيان المهمة التي كانت المروحيات ومن على متنها يرومون تنفيذها في العراق، وكيف حصلت على مروحيات، انعكست على الخلافات السياسية بين الحزبين الكرديين الديمقراطي والتحالف الوطني، لتقود الى الكشف عن اصل تلك المروحيات وكيف انتهى بها المطاف بعهدة فصيل اجنبي مسلح.



استأجرتها الحكومة الامريكية ومنحتها للتحالف الوطني.. كيف انتهى المطاف بالمروحيات تعمل "سريا" لصالح تنظيم اجنبي

المروحيات التي كشف عن انها ايروكوبتر من طراز 250 أي اس والمنتجة من قبل شركة ايربص الفرنسية، اتضح بحسب تحقيق الميدل ايست أي انها استاجرت من قبل الحكومة الامريكية لتنفيذ عمليات داخل العراق، ومنحت بشكل مباشر الى التحالف الوطني الكردستاني بزعامة بافل طالباني، ليثير الكشف عن تساؤلات حول الكيفية التي الت بها المروحيات الى عهدة التنظيم الأجنبي المسلح.

التحقيق بين، ان المروحيات وعددها الكلي أربعة، كانت بعهدة التحالف الوطني الكردستاني، قبل ان تسقط مؤخرا ويكشف عن حيازتها من قبل التنظيم الأجنبي المسلح قوات سوريا الديمقراطية، موضحا "المروحيات استخدمت من قبل القوات الخاصة التابعة للتنظيم"، متابعة "شيرفان كوباني، قريب قائد سوريا الديمقراطية والذي قتل خلال التحطم، يحمل منصب قائد قوات مكافحة الإرهاب الخاصة بالتنظيم الكردي".

تفاصيل التحقيق اشارت أيضا الى ان القوات الخاصة، وتحديدا تحت قيادة كوباني، لا تقوم بــ "عمليات دبلوماسية"، متسائلة عن الهدف من وجودها على الأراضي العراقي، امر عكسه رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور برزاني، الذي اكد أيضا عائدية المروحيات للتحالف الوطني، امر رفضه الأخير من خلال متحدث باسمه للمونيتر.

برزاني ومن خلال تصريحاته، اكد "ان المروحيات تم شراؤها من جهة تابعة للتحالف الوطني الكردستاني"، مشددا "نقوم بالتحقيق الان لبيان ماذا كانت تنوي المروحيات فعله داخل العراق خصوصا وانها دخلت العراق دون اذن من السلطات الرسمية، او ابلغ الإقليم بتواجدها"، تلك التصريحات عكسها أيضا احد قادة الديمقراطي الكردستاني خلال تصريحات للمونيتر مؤكدا "السؤال الأهم، لماذا تحركت تلك المروحيات ليلا وسط عاصفة شديدة ودون علم السلطات العراقية، ان كانت مشتركة بالقتال ضد تنظيم داعش الإرهابي، فلماذا رفضت قوات التحالف أي ربط بينها وبين الحادثة"، على حد وصفه.

الخلافات بين الديمقراطي والتحالف الوطني حول المروحيات، اشتدت مع ظهور صور عبر وسائل التواصل الاجتماعي لبافل طالباني، وهي يرتدي زي قوات سوريا الديمقراطية، الامر الذي اثار مزيد من الجدل حول علاقة التحالف بقوات سوريا الديمقراطية والعمليات "السرية" التي تنفذها داخل العراق دون علم سلطات بغداد او أربيل.



الكشف عن "ممر سري جوي" واتهامات من تركيا ضد أمريكا و "اطراف" عراقية

الغموض الذي ما يزال يلف الهدف من وجود تلك المروحيات ومن على متنها في العراق وغياب أي تنسيق رسمي لدخولها البلاد، دفع السلطات التركية، التي تشن حربا منذ اشهر ضد حزب العمال الكردستاني في الشمال العراقي، الى اصدار تصريحات كشفت خلالها عن "تفاصيل تعلن للمرة الأولى" حول ما يجري في الشمال العراقي على يد الفصائل المسلحة الأجنبية.

غياب وجود أي معلومات لدى السلطات العراقية، وإعلان سلطات الإقليم رسميا عدم وجود أي تنسيق معها حول دخول تلك المروحيات او ابلاغ رسمي، بالإضافة الى تصريحات برزاني والكشف عن ارتباط التحالف الوطني الكردستاني بقوات سوريا الديمقراطية وتورطه بــ "تمويله بالمروحيات"، اجيب عنه أخيرا من قبل أعضاء داخل الديمقراطي الكردستاني، والاستخبارات الرسمية التركية.

مصادر داخلها، اكدت لشبكة الميدل ايست أي، ان السلطات التركية "ترصد ومنذ عامين" تحرك مروحيات مشبوهة وغير معروفة الهوية داخل الحدود العراقية وتحديدا إقليم كردستان العراق، كاشفة عن وجود ما وصفته بــ "ممر جوي سري" يعمل خارج الأطر والقنوات الرسمية ويتضمن نقل المعدات العسكرية والافراد بين سوريا الديمقراطية وحزب العمال الكردستاني، بحسب معلوماتها.

رسميا وبحسب الشبكة، فان كل من حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية "لا تملك مروحيات خاصة بها"، وبالتالي فان وجودها وعملها داخل العراق يؤشر "خرقا خطيرا" لسلامة البلدان التي تنشط داخلها تلك الفصائل، اما عن الدور الأمريكي، فقد اكد المصدر من داخل الاستخبارات التركية ان قوات التحالف "متورطة" بدعم تلك الأنشطة المشبوهة داخل العراق.

وأوضح "التحركات المشبوهة لتلك المروحيات تؤشر لدينا وجود تعاون غير قانوني لدعم تنظيم حزب العمال الكردستاني ونقل افرادهم بين الأراضي العراقية والسورية بتنسيق من الحكومة العراقية والسلطات الامريكية"، مشددا "لا يمكن ان تتحرك تلك الطائرات دون علم قوات التحالف التي تسيطر على الأجواء في المنطقة".

وبحسب تحقيقات المونيتر والميدل ايست أي، فان المروحيات استخدمت في رحلات جوية "سرية" بين منطقة الحسكة السورية ومدينة السليمانية المقر الرئيس للتحالف الوطني الكردستاني، وشغلت "ممرا سريا" قامت بالطيران بعلو منخفض داخله بشكل متكرر خلال العامين الماضيين لتفادي أنظمة الرصد التركية.

الاستخبارات التركية بينت أيضا، انها رصدت وصول تلك الطائرات الى منطقة تعرف باسم غارا، واصفة إياها بانها النقطة الأخيرة قبل الدخول الى مقر قوات حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل، مشيرة الى وجود "تعاون بين اطراف عراقية والفصائل الكردية الإرهابية لاستهداف امن المنطقة"، بحسب وصفها.

تلك الأطراف العراقية، كشفت عنها تصريحات للديمقراطي الكردستاني، بحسب المونيتر، مشيرة، الى ان الحزب الكردي اتهم التحالف الوطني الكردستاني بــ "إقامة جسر سري للتعاون بين حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية دون علم حكومة كردستان او بغداد"، ولاهداف قالت انها ما تزال "مجهولة".

التصريحات التي صدرت عن الديمقراطي الكردستاني، دفعت بالسلطات التركية الى مطالبة الحكومة العراقية وحكومة كردستان العراق بــ "الكشف عن ارتباط التحالف الوطني الكردستاني بتلك التعاملات المشبوهة مع حزب العمال وقوات سوريا الديمقراطية"، التي تعدها انقرة منظمة إرهابية.

من بين المعلومات التي كشفت عنها الاستخبارات التركية للشبكة أيضا، ان بافل طالباني وبتسهيل من الولايات المتحدة "اجتمع بشكل متكرر مع قادة قوات سوريا الديمقراطية"، موضحة "التحالف الوطني بات يعتمد بالكثير من الجوانب على علاقته بقوات سوريا الديمقراطية" دون ان تشير الى اهداف ذلك الاعتماد.

حتى اللحظة، ومع تسليم السلطات في إقليم كردستان العراق جثث القتلى في سقوط المروحية ومن بينهم ابن اخت قائد قوات سوريا الديمقراطية، ما يزال الرفض للكشف عن طبيعة المهمة التي كانت تلك المروحيات تنوي القيام بها داخل العراق مسيطرا على موقف التنظيم الأجنبي المسلح، فيما يزداد الضغط على السلطات العراقية والكردية للكشف عن ارتباط بافل طالباني وحزبه التحالف الوطني الديمقراطي، بتنظيم قوات سوريا الديمقراطية، ومدى تورطه بالسماح لهم ومساعدتهم على تنفيذ أنشطة داخل الأراضي العراقية دون علم السلطات الرسمية في البلاد.

بعض الانباء تحدثت بحسب المونيتر، عن ان المروحيات كانت تقل مسؤولين من سوريا الديمقراطية للقاء بافل طالباني ضمن "مساعي يقوم بها للتوسط بين التنظيم والحكومة التركية نحو تطبيع العلاقات بين الجهتين"، الامر الذي نفته المصادر الاستخباراتية كليا، مؤكدة "موقف انقرة واضح، وهي ترى بان قوات سوريا الديمقراطية وحزب العمال الكردستاني الإرهابي، كجهة واحدة".

اما من جانب الحكومة العراقية ومطالبات انقرة لها بالكشف عن "تورط طالباني بالتعامل مع حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية داخل العراق"، فقد بينت صحيفة العربي الجديد، ان بغداد "لا تزال تمتنع عن الحديث حول حادثة المروحية"، مؤكدة "المتحدث العسكري باسم الحكومة العراقية اللواء يحيى رسول، رفض التعليق على الحادثة، او اصدار أي تصريح رسمي عن بغداد"، بحسب وصفها.

يشار الى ان حزب العمال الكردستاني مصنف على قائمة الإرهاب لدى كل من انقرة والاتحاد الأوروبي، بحسب وصف شبكة المونيتر الدولية.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير