الوثيقة | مشاهدة الموضوع - عندما تفقد السعودية ثقتها بالولايات المتحدة نجاح محمد علي
تغيير حجم الخط     

عندما تفقد السعودية ثقتها بالولايات المتحدة نجاح محمد علي

مشاركة » الأحد مارس 19, 2023 5:05 am

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله ، إن الاتفاق على إعادة العلاقات مع إيران لا يعني حل الخلافات كلها مرة واحدة .
وأكد بن فرحان ، في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية وكان صاحب امتيازها سلمان بن عبد العزيز و التي تتخذ من لندن مقراً لها ، أن الاتفاق المعلن في 10 آذار / مارس في بكين بوساطة وضمانات صينية ، يظهر رغبة مشتركة من إيران والسعودية في “حل الخلافات من خلال التواصل والحوار”.
وشدد ، مع ذلك ،أن”هذا لا يعني أنه تم التوصل إلى اتفاق لحل جميع الخلافات المعلقة بينهما”.

واضح أن الخلاف الأكبر بين ايران والسعودية هي الحرب في اليمن حيث تواصل السعودية وحلفاؤها هذه الحرب العبثية المستمرة لمدة 8 سنوات. رفضت إيران هذه الحرب وقدمت عدة مبادرات للسلام وأيدت حق الحوثيين وحلفائهم في الدفاع عن أنفسهم وفي تقرير اليمنيين مصيرهم داخل نطاقهم العرقي والديني التقليدي.
و في الوقت الذي دعمت فيه السعودية القوات المناهضة للحوثيين بتدخل عسكري مباشر ، استخدم الحوثيون صواريخ بالستية وطائرات مسيرة محلية الصنع لشن عشرات الهجمات النوعية ضد أهداف أستراتيجية حيوية داخل العمق السعودي نجحت في الردع وفي تحويل معادلة الحرب الى الرعب أيضاً، الأمر الذي دفع معظم المحللين الى الاعتقاد أن الرياض تريد من وراء المصالحة مع طهران ، إنهاء حربها على اليمن وهي تشرع في خطة طموحة دائمًا للتنمية الاقتصادية ، والتي تحتاج إلى الأمن خصوصاً وأنها وقعت عدداً من الاتفاقات مع الصين راعية اتفاق المصالحة مع ايران.

أشار روبرت ساتلوف ، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن ، في سلسلة طويلة من التغريدات ، الأحد ، إلى سعي السعودية لتحقيق نمو اقتصادي سريع ، ونقل عن مسؤول سعودي كبير قوله إن هذا النمو “يمكن أن ينحرف عن مساره بسبب انعدام الأمن ، سواء من صواريخ الحوثيين أو الابتزاز النووي الايراني “.
وأكد وزير الخارجية السعودي في مقابلته مع “الشرق الأوسط” على العامل الاقتصادي وقال : “نحن في المملكة نأمل في فتح صفحة جديدة مع إيران وتعزيز التعاون الذي من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار ودفع التنمية والازدهار ، ليس فقط في كلا البلدين ، ولكن في المنطقة بأكملها”.

قال الدبلوماسي الإيراني السابق صديقي القديم جاويد قربان أوغلو لموقع ديدبان الايراني في طهران يوم الإثنين إن إنهاء الصراع في اليمن هو الهدف الرئيس للسعودية. ” المملكة العربية السعودية نظام محافظ يحاول تجنب الصداع. وتنتهج خطة تنموية طموحة تحتاج إلى الأمن والاستقرار في المنطقة “.
كما سرد أسباب طهران لاستئناف العلاقات مع الرياض. قال إن إيران ، الطرف الآخر في هذا الاتفاق ، تواجه أزمة اقتصادية خطيرة بسبب الضغوط الغربية و محاولات لإثارة فوضى اجتماعية وسياسية وأزمات متعددة أخرى. وقال إن الفاعل الثالث في هذه الصفقة هو الصين ، مضيفًا أن بكين تسعى إلى “أمن الطاقة”.

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني ، الإثنين ، أن الاتفاق مع السعوديين هو نتيجة ما يقرب من عامين من المحادثات في بغداد وسلطنة عمان ، والتي تم رفعها إلى مستوى أعلى في الأشهر الأخيرة بوساطة صينية. تظهر ملاحظة كنعاني أنه على الرغم من أن الجانبين كان من الممكن أن يتوصلا إلى اتفاق بدون بكين ، قرر أحد البلدين أو كلاهما في مرحلة ما أن يكون للصين نوع من الضمان.
كما جادل ساتلوف في تغريداته بأن الرياض فقدت إلى حد ما الثقة في إدارة بايدن لتأمين احتواء إيران. مع قيام طهران بتوسيع برنامجها النووي واقترابها من حالة العتبة النووية وفرض واشنطن قيودًا على مبيعات الأسلحة إلى الرياض ، تراجعت ثقة المملكة العربية السعودية في تلقي الحماية الأمريكية.
وقال ساتلوف “استئناف العلاقات مع إيران تعبير دراماتيكي عن انعدام الثقة في الولايات المتحدة.”

ختم روبرت ساتلوف ، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن تغريداته محذراً : “لقد رأينا للتو ما فعله أحد الشركاء الأمنيين عندما فقد الثقة ؛ قد نستيقظ بمفاجأة أكثر تعقيدًا عندما يصل شريك أمني آخر إلى نفس النتيجة ولكن يتصرف بطريقة مختلفة”

لكن رغم ذلك ، تعمل المملكة العربية السعودية ، مع دورها القيادي في أوبك بلاص + وقربها من منطقة غير مستقرة عرضة للصراعات بالوكالة ، كحليف مناسب للولايات المتحدة ، التي تسعى باستمرار إلى الهيمنة الاقتصادية والعسكرية من أجل تخريب المصالح الروسية والإيرانية في الشرق الأوسط .
و في مواجهة علاقة امتدت لعقود من الزمان حددها التعاون في نزاعات طويلة ودموية ومثيرة للجدل سياسيًا ، يبدو أن مسألة انتهاكات حقوق الإنسان التي شكلت نقطة خلاف بين السعودية والديمقراطيين في واشنطن ، ليس لها تأثير يذكر بعد زيارة بايدن للملكة ومصافحته لبن سلمان. ناهيك عن راحة صناعة مبيعات الأسلحة ؛ تدفع المملكة العربية السعودية المليارات من الأسلحة والذخائر والدعم التكتيكي الأمريكي المتقدم “للدفاع عن أراضيها” بعد سنوات طويلة من الفشل العسكري في اليمن ، بينما تكسب الحكومة الأمريكية والشركات الخاصة ثروة تغذي الهجمات وتخريب أعدائها من خلال صراعات تشنها بالوكالة.

ليس من الواضح ما إذا كان هذا التحالف بارزًا من الناحية الأخلاقية أم لا ، ولكن السؤال حول أصل الحلفاء له إجابة: من خلال التعاون بشكل روتيني في النزاعات الإقليمية ، خلقت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية علاقة متشابكة ليس من السهل التراجع عنها.
قد يكون البلدان متشابكين لفترة أطول ، أو طالما أن الأمر يتطلب هزيمة القوى العالمية (والاقليمية) الكبرى الأخرى مرة واحدة وإلى الأبد.

• صحفي استقصائي مستقل من العراق. خبير في الشؤون الايرانية والإقليمية
• لمتابعته على تويتر @najahmalii
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات

cron