الوثيقة | مشاهدة الموضوع - مع استمرار اعتصام أنصار الصدر: ماهو المخرج من الأزمة السياسية الراهنة في العراق؟ bbc عربي
تغيير حجم الخط     

مع استمرار اعتصام أنصار الصدر: ماهو المخرج من الأزمة السياسية الراهنة في العراق؟ bbc عربي

مشاركة » الجمعة أغسطس 12, 2022 1:41 am

4.jpg
 
في الوقت الذي يواصل فيه، الآلاف من أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اعتصامهم داخل مبنى البرلمان، كجانب من احتجاجاتهم، لقطع الطريق على تشكيل حكومة يدعمها الإطار التنسيقي الموالي لإيران، وفي وقت يزداد فيه التوتر بين أنصار التيار الصدري من جانب، وأنصار الإطار التنسيقي من جانب آخر، يجد العراق نفسه على مفترق طرق، وتثار أسئلة كثيرة، حول إلى أين يمضي الصراع الشيعي-الشيعي في البلاد؟ وماهو المخرج من الموقف المتأزم حاليا؟ وهل ينتهى الأمر إلى مواجهات في الشارع المحتقن؟

دعوات للتهدئة

ووسط دعوات من قادة كافة الأحزاب في العراق، إلى التهدئة وانتهاج أسلوب الحوار للخروج من الأزمة الحالية ، قرر رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، السبت 30 تموز/ يوليو، تعليق جلسات البرلمان حتى إشعار آخر، ودعا الحلبوسي جميع القادة والكتل السياسية إلى "لقاء وطني عاجل؛ لإنجاز حوار وطني فاعل ومسؤول تكون مخرجاته من أجل الوطن، وتغليب مصلحته على كل المصالح الحزبية والفئوية، وأن يجتمعوا على رأي واحد يحفظ البلاد ومقدرات الشعب، ويعبر بنا من هذه الأزمة التي طالت وطال انتظار الشعب لحلِّها".

وكان العديد من القادة العراقيين، بمن فيهم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس البلاد برهم صالح، قد دعوا جميعا إلى التهدئة وضبط النفس، وحذر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في كلمة متلفزة السبت 30 تموز/يوليو، مما وصفه "بالتشنج السياسي" في البلاد، داعيا الكتل السياسية إلى حل الأزمة عبر حوار صادق وبناء، والابتعاد عن حوار التخوين والإقصاء.
إعلان

ويعتبر مراقبون أن الوضع الحالي في العراق، وتفجر الصراع بهذه الصورة، بين التيار الصدري من جانب، والإطار الشيعي من جانب آخر، يؤكد على أن الأوان قد فات لرأب الصدع، بين الطرفين السياسيين، وأن تراكمات من الخلافات خلال الفترة الماضية، أدت إلى تفجرها بهذه الصورة، وسط مخاوف كثيرين، من انتقال الصراع بين الطرفين إلى الشارع، وهو ما قد يؤدي برأيهم إلى مزيد من الفوضى والدماء.وكان "الإطار التنسيقي" العراقي، المدعوم من قبل إيران، قد دعا بالتزامن مع جهود التهدئة، إلى تأجيل التظاهرات التي دعا إليها في وقت سابق، السبت 30 تموز/يوليو ، حتى إشعار آخر، لإعطاء وقت للحوار والحلول السياسية، من أجل ضمان وحدة الصف، وفقا لبيان للإطار.

على مفترق طرق
تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست
تغيير بسيط
تغيير بسيط (A Simple Change)

تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

الحلقات

البودكاست نهاية

وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال"، في تقرير لها عن الأحداث، إن الاضطرابات في بغداد، هي بمثابة تحذير من توترات أكبر، في حال تشكلت حكومة برئاسة محمد شياع السوداني، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع، على أنه مساعد وثيق الصلة، برئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، الحليف المقرب من طهران، والخصم الشرس لمقتدى الصدر.

وفي الوقت الذي يرى فيه بعض المراقبين، أن الأمور ستصل إلى حالة من التهدئة في في نهاية الأمر، في ظل دعوات العديد من الفرقاء السياسيين، إلى التزام الحوار سبيلا لإنهاء الأزمة، وإقامة دولة المؤسسات، فإن آخرين يرون أن الواقع على الأرض، لايشير إلى ذلك، وأن ما يجري ليس سوى نتيجة حتمية، لأعوام من الاحتقان وتدهور العلاقة بين الطرفين الشيعيين القويين، في الحياة السياسية العراقية.

ويعتبر غير المتفائلين بالوصول إلى تهدئة، أن تحركات التيار الصدري الحالية، وبكل زخمها، لاتؤشر إلى أن الزعيم العراقي مقتدى الصدر، يهدف فقط للاحتجاج على تشكيل حكومة عراقية جديدة ،برئاسة محمد شياع السوداني، وإنما تؤشر إلى أن الرجل يسعى إلى إعادة صياغة العملية السياسية بشكل كامل في العراق.

اهتمام دولي

على مستوى الاهتمام الدولي ، فإن ردود الأفعال توالت من أطراف عدة، كان آخرها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، فقد قال فرحان حق، المتحدث باسم جوتيريش، إن الأمين العام، يتابع بقلق الاحتجاجات المستمرة في العراق، وهو يناشد جميع الجهات الفاعلة في البلاد، اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الموقف، وتجنب المزيد من العنف، كما يحث جميع الأطراف والجهات الفاعلة في العراق، على التسامي على خلافاتهم وتشكيل حكومة وطنية فعالة، من خلال الحوار السلمي.

من جانبها ، قالت السفارة الأميركية في بغداد، إنها تراقب عن كثب، ما وصفتها بالاضطرابات في بغداد، وأكدت أن الحق في التظاهر السلمي مكفول بالدستور، وأبدت قلقها إزاء ما قالت إنها تقارير تتحدث عن وقوع أعمال عنف، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام بضبط النفس والابتعاد عن العنف.

أما السفير البريطاني لدى العراق مارك بريسون ريتشاردسون، فقد أعرب السبت 30 تموز/يوليو، عن قلق المملكة المتحدة من تصاعد التوترات في العراق، وقال في تغريدة على تويتر، إن "الحق في الاحتجاج السلمي، واحترام مؤسسات الدولة وممتلكاتها، هو جزء مهم من الديمقراطية".

وأضاف ريتشاردسون"وأنا أرحب بالاستجابة الأمنية المحسوبة للاحتجاجات، لكنني قلق من تصاعد التوترات وأشجع جميع الأطراف على ممارسة ضبط النفس والتهدئة".
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات