وقامت الشركة بالتعاون مع «ناسا» باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في رسم وإنتاج قاعدة بشرية أو مدينة سكنية من أجل البدء بتنفيذها على سطح الكوكب الأحمر بمجرد الوصول إليه، حيث تبدو القاعدة البشرية وهي تتضمن مساكن مريحة وفارهة تحتوي على تلفزيون بحجم 55 بوصة وغرفة لياقة بدنية ومناطق لزراعة المحاصيل.
وقالت جريدة «دايلي ميل» البريطانية، في تقرير اطلعت عليه «القدس العربي» إن الناس ما زالوا مفتونين بالكوكب الأحمر منذ اكتشافه من قبل غاليليو في عام 1610 فيما استحوذت حمى سباق القمر على العالم، وبعد أن أصبح نيل أرمسترونغ أول رجل يمشي على سطح القمر في عام 1969 وضع الجنس البشري نصب عينيه على الفور تقريباً نحو الهدف التالي وهو المريخ.
ولفتت الصحيفة إلى أن السباق الفضائي الجديد الذي يشارك فيه المليارديرات إيلون ماسك وجيف بيزوس والسير ريتشارد برانسون أوجد أفكاراً للناس لوضع أقدامهم في عوالم أخرى خارج عالمنا.
ومن بين هؤلاء، الرئيس التنفيذي لشركة «سبيس إكس» إيلون ماسك الذي أعرب عن رغبته في إنشاء مستعمرة تضم مليون شخص على سطح المريخ بحلول عام 2050.
وتمكنت شركة «ICON» الناشئة لتكنولوجيا البناء ومقرها تكساس في الولايات المتحدة من بناء أول مخطط للقاعدة البشرية باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وذلك بالشراكة مع وكالة ناسا الأمريكية للفضاء.
وبحسب الشركة فإن «هذه هي التقنية المفضلة لبناء موائل خارج كوكب الأرض بسبب نقص مواد البناء المطلوبة» حسب ما نقلت «دايلي ميل».
وتقول الصحيفة إن الوحدة المعمارية التي تبلغ مساحتها 158 متراً مربعاً والمعروفة باسم «Mars Dune Alpha» قيد الإنشاء حالياً في مركز جونسون للفضاء في تكساس.
وفي آب/أغسطس الماضي قالت وكالة الفضاء الأمريكية إنها ترحب بالمتقدمين للمشاركة في مشروع مدته عام واحد لمحاكاة الحياة في عالم بعيد، ومن المقرر أن يبدأ في الخريف العام المقبل.
وستكون هناك ثلاث مهام من هذا القبيل، تتكون كل منها من أربعة أفراد من الطاقم يعيشون ويعملون في وحدة «ICON» المطبوعة ثلاثية الأبعاد.
وسوف تحاكي هذه الوحدات المعمارية تحديات مهمة على المريخ، بما في ذلك محدودية الموارد، وتعطل المعدات، وتأخير الاتصالات، والضغوط البيئية الأخرى. وقد تشمل مهام الطاقم محاكاة السير في الفضاء، والبحث العلمي، واستخدام الواقع الافتراضي وأدوات التحكم الروبوتية، وتبادل الاتصالات.
وقال جيسون بالارد، الشريك المؤسس في الشركة المنتجة: «هذا هو الموطن الأكثر دقة الذي تم محاكاته من قبل البشر على الإطلاق».
ويهدف «Mars Dune Alpha» إلى خدمة غرض محدد للغاية، وهو إعداد البشر للعيش على كوكب آخر.
وأضاف بالارد: «أردنا تطوير أكثر النماذج قرباً قدر الإمكان للمساعدة في حلم البشرية بالتوسع نحو النجوم».
وكشف ماسك الأسبوع الماضي أيضاً عن خطة لنقل «سفينة نوح المستقبلية» إلى المريخ على الرغم من أن العلماء سخروا من ذلك. وقالوا إن الادعاء لم يكن أكثر من مجرد «مقطع صوتي رائع» والواقع بعيد قرونا وسيكون من الصعب للغاية تحقيقه.
وقال ماسك: «الشيء الكبير التالي حقاً هو بناء مدينة مكتفية ذاتياً على سطح المريخ وجلب الحيوانات والمخلوقات الموجودة على الأرض إلى هناك».
وتابع: «نوع من مثل سفينة نوح المستقبلية. سنحضر أكثر من اثنين، رغم ذلك إنه أمر غريب بعض الشيء إذا كان هناك اثنان فقط».
ورداً على سؤال حول القاعدة البشرية ومتى يمكن بناؤها، غرد ماسك قائلاً: «من المحتمل أن يتم بناء قاعدة في عام 2028».
نموذج صيني
وفي الوقت نفسه، تم إنشاء مشروع «حالة المريخ» من قبل شركة التصميم الصينية بالشراكة مع عملاق التكنولوجيا الصيني «Xiaomi».
وتم كشف النقاب عنها في عام 2018 كمساحة معيشية مدمجة وقائمة على الاكتفاء الذاتي، يبلغ طولها 7.8 قدم فقط وعرضها 7.8 قدم وارتفاعها 6.5 قدم. ويمكن نفخ «الفقاعة الحية» المتصلة بالقاعدة، وانهيارها، وطيها داخل نفسها «مثل تغليف الحقيبة وتفريغها».
في الداخل، توجد منطقة معيشة رئيسية يبدو أنها حمام ومكتب وبعض الكراسي ومنطقة تخزين.
ويمكن استخدام الهواتف الذكية، مثل تلك التي صنعتها شركة «Xiaomi» للتحكم في الأجهزة والوظائف الأخرى، مثل الإضاءة في المنزل.
وتم الكشف عن تصميم صيني آخر من قبل شركة «C-Space» يسمى «Mars Base 1» والمعروف أيضاً باسم «مخيم المريخ».
وتم بناء جهاز محاكاة الكوكب الأحمر في صحراء جوبي الصينية، وهو مجمع بمساحة 574 ألف قدم مربع (53 ألف متر مربع).
وتأمل وكالة الفضاء الصينية أن يصبح المعسكر مركزاً للباحثين وطالبي المغامرة على حد سواء في المستقبل لمواجهة التحديات التي تواجه رواد الفضاء على سطح المريخ. وتم اختيار الموقع لمحاكاة المناظر الطبيعية وظروف المعيشة القاسية على المريخ قدر الإمكان.
وتحتوي القاعدة ذات اللون الأبيض على قبة فضية وتسع وحدات، بما في ذلك أماكن المعيشة وغرفة التحكم ودفيئة وغرفة معادلة الضغط.
ويمكن إيواء ما يصل إلى 60 شخصاً في منشأة مصممة لتشبه أماكن الإقامة على كوكب المريخ. ويتكون المرفق من عدة وحدات حاويات مترابطة بما في ذلك دفيئة وغرفة وهمية لإزالة الضغط.
تصميم سويسري
في غضون ذلك ، صمم علماء من مدرسة «EPFL» السويسرية قاعدة بحثية ذاتية الاستدامة يمكن أن تدعم البعثات المأهولة لعدة سنوات في كل مرة.
وتتضمن الخطة متعددة الخطوات إرسال روبوت إلى المريخ لبناء القاعدة، وتسخير الموارد الطبيعية للكوكب الأحمر، وفي النهاية إرسال طاقم إلى سطحه يمكن أن يعيش هناك لمدة تسعة أشهر على الأقل.
وستتألف قاعدة البحث من ثلاث وحدات مختلفة، وفقًا للعلماء. وستشمل التركيب الرئيسي للقاعدة نواة مركزية يبلغ ارتفاعها 41 قدمًا (12.5 متر) وقطرها 16 قدمًا (5 أمتار).
ويصفه العلماء بأنه «مساحة معيشية صغيرة» من شأنها أن تضم جميع المواد والبضائع المهمة، حسب التقرير الذي نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية.
وسيتم توصيل ثلاث كبسولات حية بالنواة عبر قفل الهواء. كما ستكون تغطية الفضاء عبارة عن قبة مكونة من ألياف البولي إيثيلين وطبقة ثلجية بسمك ثلاثة أمتار، مما يجعلها هيكلًا شبه كوخ الإسكيمو.
وستمثل القبة أيضاً مساحة معيشة إضافية، وتوفر حاجزاً ثانياً لحماية الطاقم من الإشعاع والنيازك الدقيقة، وتساعد في الحفاظ على الضغط ثابتاً داخل القاعدة، وفقاً للعلماء، الذين شاركوا رؤيتهم لأول مرة في عام 2018.
وبالإضافة إلى ذلك، فهم يتصورون إنشاء نظام رافعة يدور حول المريخ، ليكون بمثابة نقطة نقل للبضائع بين المكوكات القادمة من الأرض والقاعدة على المريخ. ويمكن إعادة استخدامها حتى ست مرات وتقليل حجم الحمولة المرسلة من الأرض بين كل رحلة.
وتم إدخال هذا المفهوم في مسابقة لوكالة «ناسا» تدعو الشركات إلى تقديم موائل مطبوعة ثلاثية الأبعاد تعتقد أنه يمكن استخدامها لاستعمار الكوكب الأحمر في العقود المقبلة.
