الوثيقة | مشاهدة الموضوع - السودان يتّجه بسُرعةٍ إلى الانهِيار والتفكّك وثُلاثي التطبيع والمُؤامرة البرهان وحميدتي وحمدوك المسؤول الأوّل.. والاحتِجاجات الشعبيّة الغاضبة يجب أن تستمر حتى تقديمهم للعدالة بتُهمة التآمر وسفْك دِماء الشّهداء
تغيير حجم الخط     

السودان يتّجه بسُرعةٍ إلى الانهِيار والتفكّك وثُلاثي التطبيع والمُؤامرة البرهان وحميدتي وحمدوك المسؤول الأوّل.. والاحتِجاجات الشعبيّة الغاضبة يجب أن تستمر حتى تقديمهم للعدالة بتُهمة التآمر وسفْك دِماء الشّهداء

مشاركة » الاثنين ديسمبر 27, 2021 2:07 am

3.jpg
 
مُنذ أن اتّخذ الحُكم العسكري في السودان قراره بالانضِمام إلى “التحالف” السعودي الإماراتي في حرب اليمن، والاستِسلام لضُغوط إدارة الرئيس دونالد ترامب الأمريكيّة، والقُبول بالتّطبيع مع دولة الاحتِلال الإسرائيلي، والأوضاع في البِلاد تسير من سيء إلى أسوأ، فلا الأوضاع الاقتصاديّة تحسّنت، ولا السُّلَّم الاجتماعي تحقّق، وتحوّل الانتقال للحُلم المدني إلى سراب.
اليوم السبت خرج مِئات الآلاف من المُتظاهرين في مظاهر احتجاجيّة هي العاشرة مُنذ الانقِلاب العسكري الذي قاده الجِنرال عبد الفتاح البرهان، ونائبه “حميدتي” في شهر تشرين أوّل (أكتوبر) الماضي، وحلّ بمُقتضاه مجلس السّيادي الانتِقالي والوزراء وفكّ الشّراكة بين الجيش وحركة الحريّة والتغيير المدنيّة، وخيانة كُل الوعود والاتّفاقات المُتّفق عليها، تكريسًا لحُكم العسكر عبر قوانين الطّوارئ.
الجِنرال البرهان والمجموعة الصّغيرة من الضبّاط المُحيطة به، خانوا الأمانة، وانفَردوا بالحُكم، واستخدموا القبضة الحديديّة لتكريس انقِلابهم العسكري، وصادروا الحُريّات، وقطعوا شبكة “الإنترنت” لمنع كُل أشكال التّواصل الشعبي، لمصلحة وسائل الإعلام العسكري البائسة التي “تُطبّل” لحُكمهم، وتَبُث بياناتهم الديكتاتوريّة المُضلّلة.
السودان يعيش حالةً من الفوضى تعمّ مُختلف أرجائه ومُحافظاته، وربّما تقود إلى تفكّكه، وإنهاء وحدته الترابيّة، وبِما يُؤدِّي إلى إعلان جُمهوريّات انفصاليّة على أُسسٍ عِرقيّة ومناطقيّة، وانهِيار جميع المُؤسّسات الاتحاديّة بِما في ذلك مُؤسّسة الجيش الذي كان العمود الفِقري للحمة الوطنيّة.
تحالف البرهان الحمدوك الأخير كرّس هذه الفتنة التي تجتاح البِلاد، واتّفاقهما الأخير الذي أضفى شرعيّةً، ولو مُؤقّتة، على الانقِلاب العسكري، وتهديد الأخير، أيّ حمدوك، بالاستِقالة، ثمّ التّراجع عنها، وكشف أبشع أنواع الضّعف والتّواطؤ مع المُؤامرة الأمريكيّة والصهيونيّة الرّامية إلى إضعاف السودان وتفتيته وسِيادة حُكم العسكر.
الدول الخليجيّة التي زجّت بالسودان في أتون حرب اليمن، ومن ثمّ مسيرة التطبيع مع الكيان المُحتل، تقف الآن موقف المُتفرّج عن بُعد، وتدير وجهها إلى الجانب الآخَر، في تَخَلٍّ مُخجل عن كُلّ وعودها “المسمومة” والكاذبة، بدعم الاقتِصاد السوداني، وها هو الشعب السوداني الوطني الطيّب يدفع الثمن غاليًا من أمنه واستِقراره وتعايشه وإرثه الوحدوي المُشَرِّف.
الاحتِجاجات يجب أن تستمر حتى سُقوط هذا المُثلّث الفاسد الذي يضم البرهان وحميدتي وحمدوك، وإعادة السودان إلى الحُكم المدني، وتقديم هؤلاء وكُل من وقف إلى جانب انقِلابهم إلى العدالة لمُحاكمتهم على كُل الجرائم التي ارتكبوها بحقّ البِلاد والشّعب السوداني الذي صدّق أكاذيبهم ووعودهم المُضلّلة.
“رأي اليوم”
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى اراء