الوثيقة | مشاهدة الموضوع - “إيران واير” يكشف .. دور “روسيا” السري في البرنامج النووي لآيات الله
تغيير حجم الخط     

“إيران واير” يكشف .. دور “روسيا” السري في البرنامج النووي لآيات الله

مشاركة » الأحد نوفمبر 14, 2021 12:04 pm

4.jpg
 
ترجمة – د. محمد بناية :

بعد القرار الأميركي بشأن التعاون النووي مع “إيران” والاتفاق على تحديث مفاعل (آراك) للماء الثقيل، طالبت “روسيا” بحق حصري في البرنامج النووي الإيراني؛ على غرار الصلاحيات في منشأة (بوشهر).

وتراجعت “موسكو”، التي كانت قد وافقت قبلأً على إنشاء “بانك” للوقود النووي في “إيران”، عن هذا الاتفاق بالتوازي مع مباحثات “الاتفاق النووي”. وفي هذا الصدد قال المفاوض النووي الروسي في “جنيف”: “نحن لا نعارض بالأساس دخول (بوشهر) في مفاوضات الدول الست”. بحسب “فرامرز داور”؛ في موقع (إيران واير) المعارض.

“بوشهر” والاحتكار الروسي..

ويبدو أن “روسيا” كانت تتأهب لاحتكار توريد الوقود النووي إلى محطة (بوشهر)، ولم تكن ترغب في وجود شركاء حتى لو كان النظام الإيراني نفسه. بالنهاية روعيت خطوط “روسيا” الحمراء، في “الاتفاق النووي”؛ وبقيت (بوشهر) حكرًا على “موسكو”؛ بل لا تستطيع “الجمهورية الإيرانية”، التي تقوم بإنتاج (اليورانيوم) المخصب في منشأة (نطنز)؛ الاستفادة منه في محطة (بوشهر).

وحتى قبيل انسحاب “الولايات المتحدة” من “الاتفاق النووي”، وتشديد الضغوط المالية على “الجمهورية الإيرانية”، بالإضافة إلى القيود على المعاملات المصرفية، كاد العمل يتوقف في مفاعل (بوشهر) بسبب عجز النظام الإيراني عن تسديد المستحقات المالية إلى “روسيا” وشراء الوقود النووي، ولم يكن بمقدور “إيران” الاستفاد وفق الاتفاقية مع “موسكو” من إنتاج محطة (نطنز).

وبعد الاتفاق، وقعت “إيران” مع “روسيا” اتفاقية تطوير منشأة (بوشهر) واستكمال باقي المراحل. وكان “ظريف” قد وعد المفاوضين الروس بالتوقيع على اتفاقية بناء 08 مفاعلات.

وخلال مراسم بدء العمليات؛ قال “اسحاق جهانگیري”، النائب الأول للرئيس الإيراني السابق: “نتعاون مع روسيا باعتبارها دولة صديقة. ووقعنا اتفاق إنشاء محطتين جديتين باستثمارات: 08 مليار و500 مليون دولار مع موسكو”. وأثناء تدوين نص “الاتفاق النووي” نفذت “روسيا” خطوة استثنائية وغامضة تعكس ممانعة “موسكو” دون إنتاج الوقود النووي في الدول الأخرى؛ على نحو قد يؤثر سلبًا على السوق الروسية.

واقترح المفاوض الروسي إضافة عبارة: “أي قرار يصدر هو خاص بإيران فقط”. واعترض “ظريف”، خلال لقاء مع، “سيرغي ريباكوف”، مساعد وزير الخارجية الروسي، على هذا النص، لكن بالنهاية أُدرج العبارة في نص “الاتفاق النووي”.

آلية “كبح الزناد”..

ولا تقتصر الخطط الإيرانية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني والعقوبات، على “طهران”، على هذا الحد. فقد كانت آلية: (اسناب باك) أو (كبح الزناد)؛ أو العودة إلى الوضع السابق، مثار انتقادات شديدة بين فريق المفاوضات الإيراني، وقد كان من اقتراح، “سيرغي لافروف”، وزير الخارجية الروسي.

وفي مذكراته المنشورة؛ بعنوان: “الخوف يعني الهزيمة، دورس في الشجاعة، والقوة، والصلابة”، كتب “وندي شيرمن”، كبير المفاوضيين الأميركيين: “لم يرغب الطرف الروسي في تفعيل آلية عودة العمل بعقوبات مجلس الأمن خارج نطاق مجلس الأمن، حيث لا يتطلب الأمر ضرورة الوجود الروسي، وبالتالي خسارة حق (الفيتو)… وقد ساهم، لافروف، بتقديم حل بديع ينص على أحقية كل من أطراف (1+5) مخاطبة مجلس الأمن حال أعتقد انتهاك إيران للاتفاق. حينها يحق لكل دولة الاستفادة من حق الفينو وإحياء العقوبات ضد إيران مجددًا. وعليه يكون بمقدور كل دولة حتى الولايات المتحدة العمل بشكل منفرد وإعادة العقوبات”.

لم يكن أمام “إيران” سوى القبول بالمقترح الروسي، وساد تصور بين الدول الغربية أن علاقات “إيران” مع “روسيا” تكون مختلفة عن “أوروبا” و”أميركا”، لكن “ظريف”؛ سعى إلى تقديم تقييم صحيح للمباحثات خلف الأبواب المغلقة، ساهمت إلى حد ما في تغيير تصور وزراء خارجية “أوروبا” و”أميركا”.

التدخلات الروسية..

على سبيل المثال؛ زار “ظريف” نظيره الأميركي، “جون كيري”، بغرفته في فندق “كوبورغ”؛ لمناقشة البند المتعلق بعقوبات استيراد السلاح. وكان في الغرفة، “سيرغي لافروف” و”فدريكا موغريني”، مسؤول السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي.

واقترح الدول الست تمديد العقوبات مدة: 05 سنوات، لكن “ظريف” رفض. حينها كان “لافروف” يستعد لمغادرة “فيينا”، لكن “كيري” و”موغريني”، عمل على تأخيره بضع ساعات، ثم دخل “ظريف” الغرفة؛ حينها بادره “لافروف” بالسؤال: لماذا ترفض مدة: 05 سنوات ؟.. تأكد أن الغرب لن يمنحك مقترح أفضل من ذلك. هل ناقشت مقترح الأميركيين مع “طهران” ؟.. وفي مذكراته؛ كتب “كيري” عن هذه اللحظة ما يلي: “بينما كان، لافروف، يستعد لمغادرة فيينا إلى أوزبكستان، قطع حديث، ظريف، وقال: جواد كأنك لا تملك خيار التوقيع ؟.. لو أن الأمر كذلك، أخبرنا من فضلك، لأنك تتلف وقتنا”. بالنهاية وافق، ظريف، على مدة: 05 سنوات؛ وبذلك حُسمت مسألة “برنامج الخطوات المشتركة” أو “الاتفاق النووي”.

يقول “ظريف”: “في الجلسة الختامية أتكيء، لافروف، على المقعد الروسي ليثبت أن بلاده كانت إلى جانب سائر مجموعة الدول الست، لكن بمجرد إنتهاء الجلسة توجه إلى المطار على الفور”.

من ثم؛ فالمساعي الروسية في إطار المفاوضات النووي، وتهدف إلى تثبيت دور “موسكو” السري في البرنامج النووي الإيراني. ورغم سياسة “ضغط الحد الأقصى” وفرض إدارة، “دونالد ترامب”، عقوبات غير مسبوقة على “إيران”، استمر العمل في بناء محطة (بوشهر) دون فرض عقوبات، وصدور إعفاءات أميركية بسبب “روسيا”.

لكن مع بداية عمل حكومة، “إبراهيم رئيسي”، وزيارة “محمد إسلامي”، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية؛ إلى “موسكو” أتضح أن الجانب الروسي أوقف العمل بالمحطة، قبل 22 شهرًا.

فالتماهي الظاهري مع “الجمهورية الإيرانية” والتبعية الحقيقة لـ”العقوبات الأميركية”، هو انعكاس آخر للدور السري الروسي في برنامج آيات الله النووي !
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى أحدث خبر

cron