الوثيقة | مشاهدة الموضوع - هل ستؤدي عملية خطف الجنرال الإيراني المتقاعد في دمشق الى حرب اغتيالات بين تل ابيب وطهران؟ وما مدى صحة الربط بينها واتهامات لإيران بالوقوف خلف عملية اغتيال مزعومة لعدد من رجال الاعمال في قبرص؟
تغيير حجم الخط     

هل ستؤدي عملية خطف الجنرال الإيراني المتقاعد في دمشق الى حرب اغتيالات بين تل ابيب وطهران؟ وما مدى صحة الربط بينها واتهامات لإيران بالوقوف خلف عملية اغتيال مزعومة لعدد من رجال الاعمال في قبرص؟

مشاركة » الأحد أكتوبر 10, 2021 4:10 pm

26.jpg
 
اقدام عملاء لجهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية “الموساد” قبل أسبوعين على خطف جنرال إيراني متقاعد يحمل اسما مستعارا (صبري) بعد مغادرته منزله في دمشق للتحقيق معه بحثا عن معلومات عن الطيار الإسرائيلي آرون آراد الذي جرى اسره بعد اسقاط طائرته في لبنان في الثمانينات من القرن الماضي، قد يقود الى اشعال فتيل حرب اغتيالات خطيرة بين البلدين، أي ايران ودولة الاحتلال الاسرائيلي في الأشهر القادمة.
المعلومات المتوفرة لدى صحيفة “راي اليوم” تقول ان وحدة سرية تابعة للموساد راقبت الجنرال الذي كان يقيم قرب السفارة الإيرانية في دمشق لعدة اشهر، ونصبت له كمينا من أربعة اشخاص قرب منزله، ادعوا انهم يقومون بإصلاح شاحنة، وعندما اقترب منهم وهو يمارس هواية الركض، هاجمه العملاء الأربعة، وخدروه ووضعوه في صندوق، ونقلوه في الشاحنة نفسها الى مكان مجهول.
كشفت مصادر وثيقة ان الجنرال المتقاعد الذي كان احد القادة العسكريين في فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، واشرف على تدريب عناصر من “حزب الله” في بداية تأسيسه جرى التحقيق معه من قبل جهاز الموساد في السفارة الإسرائيلية في ساحل العاج، وليس جنوب افريقيا مثلما نشرت بعض الصحف، وعندما لم يعثر المحققون على أي معلومات لديه حول الطيار المذكور، وما اذا كان حيا او ميتا، جرى اطلاق سراحه بعد تزويده بأرقام سفارة بلاده في العاصمة العاجية.
ايران التزمت الصمت، ولكن يسود اعتقاد في أوساط الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حسب ما جرى نشره في الصحف ومحطات التلفزة العبرية، ان ردها على عملية الاختطاف هذه جاء سريعا من خلال تجنيد شاب من أذربيجان يحمل الجنسية الروسية، وعمره 38 عاما، للقيام بعملية اغتيال للعديد من رجال الاعمال الإسرائيليين المقيمين في قبرص ومن بينهم ملياردير إسرائيلي معروف.
الشاب المعتقل يُعتقد انه ينتمي الى احد “المافيات” الروسية، وجرى العثور على مسدس مجهز بكاتم للصوت، وعدد من الرصاصات في سيارته اثناء اعتقاله من قبل البوليس القبرصي، ويجري التحقيق معه حاليا وسط حالة من التكتم الشديد.
اذا صحت هذه الرواية الإسرائيلية حول الاتهامات الإيرانية، والربط بين عملية الاغتيال “المزعومة”، وخطف الموساد للجنرال الإيراني المتقاعد وهو يمارس رياضة الركض اليومية قرب منزله، فإن هذا يعني اننا امام حرب اغتيالات ربما تكون اكثر شراسة من حرب السفن بين ايران ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وستكون الغلبة لإيران فيها تماما مثلما كان عليه الحال في حرب السفن لما لها من خبرة عميقة في هذا الميدان.
الصحافة العبرية تتحدث عن اعلان حالة الطوارئ في السفارات والقنصليات الإسرائيلية، في العالم تحسبا لهجمات يقدم عليها أعضاء في خلايا “فدائية” إيرانية، او حليفة، مما يؤكد ان حرب الاغتيالات هذه ربما باتت وشيكة، ولعل حالة الارتباك والقلق التي تسود الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في الأسبوعين الماضيين، وما زالت مستمرة، احد ابرز الأدلة في هذا المضمار.
حرب الاغتيالات والهجمات التي قد تستهدف سفاراتها ومؤسساتها في الخارج واحدة من اخطر التهديدات للدولة العبرية ومواطنيها، خاصة اذا صحت الاتهامات بأن ايران اشعلت فتيلها أولا، واذا عدنا الى مرحلة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، عندما لجأت منظمات فلسطينية متشددة الى هذا الخيار، فان الصورة تبدو قاتمة جدا، حيث تحولت هذه السفارات والمؤسسات التجارية والطائرات في أوروبا ومطاراتها، وقارات أخرى، الى سلسلة من الهجمات الدموية، رغم تحولها الى ثكنات عسكرية وإجراءات حماية امنية غير مسبوقة.
نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي اعترف “متباهيا” بأن جهاز “الموساد” هو الذي بادر بالإقدام على هذا العمل “الاستفزازي” الفاشل ضد ايران، واوحى بخطف جنرالها المتقاعد، والمتقدم في السن، وربما يكون ثمن هذا الاستفزاز باهظا جدا، ولعل حالة الرعب التي تسود الجالية الإسرائيلية في قبرص، وهي كبيرة، وتملك شركات ضخمة، بعد كشف تفاصيل عملية الاغتيال المزعومة، هي البداية.. والله اعلم..
“راي اليوم”
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى اراء

cron