الوثيقة | مشاهدة الموضوع - لماذا لا نستغرب قصة هروب اشرف غني من مطار كابول بالطريقة المخجلة التي روى تفاصيلها احد سفرائه؟ وكيف تختار أمريكا هؤلاء الفاسدين بعناية فائقة في الدول الخليجية؟ وهل يكرر تنظيم ولاية خراسان تجربة “القاعدة الام” في نسختها الأولى؟
تغيير حجم الخط     

لماذا لا نستغرب قصة هروب اشرف غني من مطار كابول بالطريقة المخجلة التي روى تفاصيلها احد سفرائه؟ وكيف تختار أمريكا هؤلاء الفاسدين بعناية فائقة في الدول الخليجية؟ وهل يكرر تنظيم ولاية خراسان تجربة “القاعدة الام” في نسختها الأولى؟

مشاركة » الأربعاء سبتمبر 01, 2021 4:09 pm

14.jpg
 
قصص عديدة مثيرة سيتم الكشف عنها فيما هو مقبل من الايام والشهور والسنين عن اسرار وفضائح الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، ولكن قصة هروب الرئيس الافغاني اشرف عبد الغني وزوجته اللبنانية وافراد اسرته تظل الأكثر اثارة حتى الآن على الأقل.
السيد محمد زهير اغبار السفير الافغاني في طاجيكستان الذي يعتقد انه استقبل الرئيس الهارب عندما توقف في محطته الأولى “طشقند” حسب بعض التقارير الإخبارية، روى جوانب قصة الهروب هذه بقوله ان الرئيس عبد الغني دعا يوم فراره الى عقد اجتماع طارئ للوزراء وكبار المسؤولين في الدولة، وبهدف التمويه، ليتوجه الى المطار ليستقل الطائرة ومعه افراد اسرته، وما تيسر من الملايين من الدولارات متجها الى أبو ظبي محطة لجوئه الآمن الأخيرة، بينما كان الوزراء ينتظرونه، وعلى رأسهم نوابه الذين لم يكن لديهم أي علم بخطط هروبه.
السفير اغبار قال “ان الرئيس لم يترك “شعبه” والمقربين منه من المسؤولين تحت رحمة القدر، بل قام بسرقة الأموال من ميزانية الدولة والشعب، واستقل وافراد اسرته واقاربه اسطولا من ثلاث طائرات، وادعى انه خرج بثيابه وعمامته واحذيته فقط”.
هذا الهروب المعيب والجبان من رئيس وعد أنصاره بالقتال حتى الموت قبل يوم من هروبه، يفسر أسباب انهيار الجيش الافغاني وتعداده 300 الف جندي انفقت أمريكا على تدريبه وتسليحه اكثر من مئة مليار دولار، مثلما يجسد حجم الفساد وضخامة تعداد الفاسدين في البلاد، ابتداء من الرئيس وحتى آخر موظف في سلطته.
كيف يتوقع أي احد، أمريكيا كان او افغانيا ان يدافع هذا الجيش عن نظام حكم يتزعمه رئيس فاسد جبان يهرب من البلاد، ومعه الملايين، ويترك أنصاره يواجهون مصيرهم لوحدهم؟
الرئيس عبد الغني ادعى انه هرب من اجل حقن الدماء، لا نعرف عن أي دماء يتحدث، المؤكد انه حقن دمائه واسرته، وليس دماء الشعب الافغاني او الشق الذي راهن عليه والاحتلال الأمريكي على وجه التحديد.
انه فشل امريكي بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، فشل في بناء الدولة، وفشل في تحقيق الازدهار الاقتصادي، وفشل في زرع بذور الديمقراطية والحداثة، وحتى فشل في القضاء على تنظيم “القاعدة” و”الإرهاب” رغم انفاق اكثر من ترليوني دولار في هذا الميدان، فتنظيم الدولة الإسلامية ـ ولاية خراسان الذي يحتمي بكهوف تورا بورا، النسخة المستحدثة الأخطر من تنظيم “القاعدة” لتبنيه عقيدة ابو مصعب الزرقاوي ونهجه، بدأ يتحرك بقوة في أفغانستان، ويهدد باستقرارها ويكشف عن نواياه مجددا باستهداف حركة طالبان.
أمريكا لا تراهن الا على الفاسدين الانتهازيين من أمثال اشرف عبد الغني، لأنها لا تجد الا امثالهم الذين يقبلون باحتلالها، وتنفيذ مخططاتها، هكذا فعلت في فيتنام، وهكذا تفعل في العراق وسورية وليبيا ومعظم الدول العربية الموالية لها.. ولهذا تخرج من هزيمة لتدخل في أخرى واكثر اذلالا.. والله اعلم.
“راي اليوم”
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى اراء

cron