الوثيقة | مشاهدة الموضوع - طالبان تصل كابول وتحاصرها من كل الجهات وتجري مفاوضات من أجل “الانتقال السلمي”.. الحكومة تسعى للحفاظ على العاصمة وأمريكا تُرسل المزيد من الجنود لتأمين إجلاء “منظم وآمن”
تغيير حجم الخط     

طالبان تصل كابول وتحاصرها من كل الجهات وتجري مفاوضات من أجل “الانتقال السلمي”.. الحكومة تسعى للحفاظ على العاصمة وأمريكا تُرسل المزيد من الجنود لتأمين إجلاء “منظم وآمن”

مشاركة » الأحد أغسطس 15, 2021 9:24 am

8.jpg
 
كابول-(رويترز) – ( د ب ا)- أكدت حركة طالبان اليوم الأحد أنها لا تعتزم دخول العاصمة الأفغانية كابول بالقوة، ووجهت مقاتليها بالبقاء على أبوابها.
وقالت الحركة في بيان، نشرته صفحة المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد على موقع تويتر، :”العاصمة كابول مدينة كبيرة ومكتظة بالسكان، والمجاهدون لا يعتزمون دخول المدينة بالقوة أو الحرب”، مضيفة أن مفاوضات تجري من أجل “انتقال سلمي”.
وذكرت وكالة “بلومبرج” للأنباء أن مسلحين من الحركة دخلوا إلى ضواحي كابول اليوم، وأن الولايات المتحدة ودول أخرى تعمل مسرعة على إخلاء المدينة.
وأكد مكتب الرئيس الأفغاني أشرف غني أن القوات الوطنية “تسيطر على المدينة ولا داع للقلق”.
هذا وسيطرت حركة طالبان على مدينة جلال آباد بشرق أفغانستان اليوم الأحد دون قتال لتتقلص المساحة التي تسيطر عليها الحكومة الأفغانية المتداعية إلى ما يزيد قليلا عن كابول العاصمة.
وأرسلت الولايات المتحدة المزيد من الجنود إلى العاصمة المحاصرة للمساعدة في إجلاء مواطنيها بعد تقدم طالبان الخاطف الذي وضعها على بعد أيام من دخول كابول.
وقبل أسبوع فقط، قالت المخابرات الأمريكية إن كابول قد تصمد ثلاثة أشهر على الأقل.
وبالسيطرة على جلال آباد تحكمت الحركة في طريق سريع مؤدي إلى مدينة بيشاور الباكستانية.
ويأتي ذلك بعد سيطرة طالبان على مدينة مزار الشريف الرئيسية في الشمال بدون مقاومة أيضا.
وقال مسؤول أفغاني في جلال آباد لرويترز “لا توجد اشتباكات حاليا في جلال آباد لأن الحاكم استسلم لطالبان…فتح المجال أمام مرور طالبان كان السبيل الوحيد لإنقاذ حياة المدنيين”.
وقال مسؤول أمني آخر إن طالبان وافقت على توفير ممر آمن لمسؤولي الحكومة وقوات الأمن لمغادرة جلال آباد.
وأضاف المسؤول إن قرار الاستسلام اُتخذ لتجنب “سقوط ضحايا وحدوث دمار”.
واجتاحت طالبان البلاد في الأسابيع الأخيرة مع انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة.
وزادت حملة الحركة في الأسبوع الأخير بسرعة خاطفة صدمت الدول الغربية خاصة في ظل انهيار دفاعات الجيش الأفغاني.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم السبت إنه وافق على نشر خمسة آلاف جندي للمساعدة في إجلاء المواطنين وضمان تقليص عدد العسكريين الأمريكيين بطريقة “منظمة وآمنة”. وذكر مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية أن العدد يشمل ألف جندي من الفرقة 82 المحمولة جوا.
وقال مسؤولون محليون إن قوات طالبان دخلت مزار الشريف يوم السبت دون مقاومة تذكر مع فرار قوات الأمن عبر الطريق السريع إلى أوزبكستان الواقعة شمالا على بعد نحو 80 كيلومترا.
وأظهر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لم يجر التحقق منه مركبات تابعة للجيش الأفغاني ورجالا بالزي العسكري يحتشدون على الجسر الحديدي الرابط بين بلدة حيرتان الأفغانية وأوزبكستان.
وفر أيضا اثنان من أبرز قادة الميليشيات ذوي النفوذ وهما عطا محمد نور وعبد الرشيد دوستم.
وقال نور على وسائل التواصل الاجتماعي إنه جرى تسليم إقليم بلخ، حيث تقع مزار الشريف، إلى طالبان نتيجة “مؤامرة”.
وقالت طالبان في بيان في ساعة متأخرة من مساء السبت إن مكاسبها السريعة تثبت أنها تحظى بقبول لدى الشعب الأفغاني كما طمأنت الأفغان والأجانب على حد سواء بأنهم سيكونون في أمان.
وذكرت الحركة في البيان أنها “تؤكد مرة أخرى لجميع مواطنيها أنها ستعمل كعادتها على حماية حياتهم وممتلكاتهم وشرفهم وتهيئة بيئة سلمية وآمنة لأمتها الحبيبة. ولا ينبغي لأحد أن يقلق على حياته”. وأضافت أن الدبلوماسيين وموظفي الإغاثة لن يواجهوا أي مشاكل.
* تطويق العاصمة
لجأ بعض الأفغان إلى كابول التي بدت معزولة بشكل متزايد فرارا من أقاليمهم وخوفا من عودة الحكم الإسلامي المتشدد.
وقال أحد السكان إن مئات الناس قضوا ليلتهم في خيام أو في العراء بكابول وعلى جوانب الطرق وفي أماكن انتظار السيارات.
وتابع قائلا “تستطيع أن ترى الخوف في وجوههم”.
وتعجل حكومات غربية خطط إجلاء موظفي سفاراتها ومواطنيها والأفغان الذين عملوا لديها. ووصل جنود أمريكيون إلى كابول لحماية العملية والسيطرة على المطار.
وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن السفير البريطاني سيغادر أفغانستان مساء الأحد. وأوضحت التقارير أن بريطانيا، التي أرسلت 600 جندي، عجلت إجراءات إجلاء البريطانيين بسبب مخاوف متزايدة من احتمال اجتياح طالبان للمطار.
وقال بايدن إن إدارته أبلغت مسؤولي طالبان في قطر أن أي تحرك يضع الأمريكيين في خطر “سيواجه برد عسكري أمريكي سريع وقوي”.
* انتقادات لبايدن
كانت طالبان سيطرت في وقت سابق على مدينة بل علم عاصمة إقليم لوجار التي تقع على بعد حوالي 70 كيلومترا جنوبي كابول، حسبما قال عضو مجلس إقليمي محلي لرويتر شريطة عدم نشر اسمه.
لكن مسؤولي الشرطة نفوا التقارير التي أفادت باقتراب طالبان بشكل أكبر من كابول عبر بل علم وهي نقطة انطلاق لهجوم محتمل على العاصمة.
وسيطرت طالبان على قندهار أكبر مدن الجنوب يوم الجمعة مع اكتمال انسحاب القوات الدولية بعد 20 عاما من الحرب التي اندلعت في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول على الولايات المتحدة عام 2001 .
وسقطت هرات، وهي أكبر مدن الغرب قرب حدود إيران، يوم الجمعة أيضا.
ويواجه بايدن انتقادات محلية متزايدة مع سيطرة طالبان على المدن الأفغانية واحدة تلو الأخرى بوتيرة أسرع مما كان متوقعا لكنه دافع عن خطة الانسحاب التي بدأها سلفه دونالد ترامب لإنهاء المهمة العسكرية الأمريكية بأفغانستان بحلول 31 أغسطس آب.
وقال بايدن أمس السبت “الوجود الأمريكي بلا نهاية وسط صراع أهلي ببلد آخر غير مقبول عندي”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى أحدث خبر

cron