محترفو الفساد..

يثرثرون عن الطهر والشرف..

يتفلسفون في التصدي للمنحرفين، وهم النهّابون..

احذروا اولئك الذين يهذرون حول مجابهة الفساد لان معاركهم على الشاشات هي من اجل التغطية على انحلالهم..

أخير الفاسدين وليس آخرهم..

رجل، صيّرته الصدفة العمياء، سياسيا، بلا علم او تجربة او مهارات، و في غفلة من الشعب..

انه بهاء الأعرجي..

المدمن على الظهور التلفزيوني، مرتديا ثياب النزاهة، وهو الناهب للمال العام..

يطل علينا في كل يوم على الشاشات، يسهب في الحديث عن سوء الإدارة في مكاتب الحكومة والأحزاب، وهو الأمي إداريا، والفاسد سلوكا.

لم يترك منبرا خطابيا او تواصليا او فضائيا الا وظهر فيه، حتى فاق شاشي كابور الهندي، وعمالة نجوم الفن في الدعاية.

انه الرجل الذي ربح الأموال والعقارات، وخسر شعبه..

التاجر الفاسد الذي فاز بالأرصدة، والصفقات، وأضاع نفسه..

فساد بهاء الاعرجي، موصوم، وبيّن، ولا يحسم أمره سوى سؤال: من أين لك هذا؟

لكن، من الذي يوجّه له هذا السؤال؟

ربما يصعب اليوم.

لكن لن يصعب على الشعب غدا.

لقد ملأت دلائل فساد الأعرجي، الآفاق، وراح العراقيون يتناقلونها بألم كبير، لان الفاسد الذي يعرفونه يظهر في التلفاز، ناسِكا، ورِعا.

قيل يوما، ان الغراب في المنام يدل على الشخص الفاسد، لكن الغراب العراقي حتى في الصحو يدل على بهاء الأعرجي.

والعراقيون اليوم بعد انتفاضة تشرين، ليسوا عراقييّ الامس، ولم تعد تنطلي عليهم ألاعيب الفاسدين، وتسويقهم من قبل فضائيات فاسدة على انهم شرفاء، مصلحون، عفيفون.

واليه حصرا، يسأل العراقيون:

من الذي جيّر عقود عقارية من امانة بغداد، حصل من خلالها على صفقات وعقارات.

من اين لشخص فقير الحال ان يتحول في ظرف سنوات الى ملياردير، صاحب ارصدة وشقق وأطيان وشركات مالية واستثمارية.

من الذي قبض مئات الالاف من الدولارات عبر صفقات نفط مع تجار في الدول المجاورة.

من الذي جيّر عقارات في الكاظمية باسمه وباسم عائلته واقرباءه.

من الذي غسل الأموال، وهرّبها بأسماء وهمية الى حسابات شخصية في الأردن ودول الجوار.

من الذي ساوم تجار السجائر ليحصل منهم على العمولات العظيمة بالدولار.

من الذي استغل صفته النيابية والحكومية، للاستحواذ على عقارات ومزارع.

من الذي سوّى ملف فساد جمعية الهلال الأحمر وفاسدها جمال الكربولي.

من الذي يتوسل الفضائيات، أو يتخادم معها، لكي يظهر بها في كل يوم تقريبا ؟

من الذي تلاعب بعائدية العقارات؟

من الذي صممه قصره حين كان مسؤولا حكوميا بأكثر من نصف مليون دولار !!

وأخيرا

فساد الأوطان يتضخم حين يتحول الى ألفاظ ومظاهر على أيدي الأعرجي وامثاله.