الوثيقة | مشاهدة الموضوع - لماذا غابت ثلاث دول خليجية عن التحالف البحري الأمريكي لحماية مياه الخليج الذي بدأ مهامه رسميا؟ وهل تستطيع ست دول فقط معظمها عضويتها “شكلية” التصدي لإيران وحماية مضيق هرمز؟ وهل الابتزاز المالي هو الدافع الحقيقي لكل هذه المسرحية؟
تغيير حجم الخط     

لماذا غابت ثلاث دول خليجية عن التحالف البحري الأمريكي لحماية مياه الخليج الذي بدأ مهامه رسميا؟ وهل تستطيع ست دول فقط معظمها عضويتها “شكلية” التصدي لإيران وحماية مضيق هرمز؟ وهل الابتزاز المالي هو الدافع الحقيقي لكل هذه المسرحية؟

مشاركة » الخميس نوفمبر 07, 2019 5:05 pm

2.jpg
 
الإعلان عن بدء التحالف العسكري البحري بقيادة الولايات الامريكية المتحدة لمهمته رسميا، المتمثلة في حماية الملاحة في منطقة الخليج، وبمشاركة ست دول فقط، يذكرنا بالمثل العربي المأثور الذي يقول “تمخض الجبل فولد فارا”.
ضآلة عدد الدول المشاركة في هذا الحلف يعكس بشكل جلي تراجع النفوذ الأمريكي ليس في المنطقة الخليجية فحسب وانما في العالم بأسره، ويبدو ان الزمن الذي كانت تشكل فيه الإدارات الامريكية الحالية والسابقة تحالفات تضم ثلاثين او ستين دولة مثل تلك التي خاضت الحروب على العراق او في ليبيا وسورية وأفغانستان قد ولت الى غير رجعة.
كان لافتا تغيب ثلاث دول خليجية رئيسية عن هذه الحلف الجديد، وهي دولة الكويت وسلطنة عُمان وقطر، ليس لأنها تتخذ موقفا شبه حيادي في التصعيد الأمريكي ضد ايران، وانما أيضا لأنها لا تثق بالولايات المتحدة وادارتها الحالية، لما تتسم به من تهور في سياساتها، وهو التهور الذي قد يؤدي الى حرب إقليمية وربما دولية، مضافا لذلك ان هذا الحلف وتشكيله قد يكون عنصر “توتير” وليس ضمانا للحماية والاستقرار.
لا نعتقد ان هذه الدول الست، هي بريطانيا والسعودية والامارات والبحرين وأستراليا والبانيا الى جانب الولايات المتحدة، قادرة على حماية الملاحية البحرية، لان معظمها، باستثناء أمريكا وبريطانيا لا تملك قوة بحرية فاعلة فأين هي اساطيل البانيا والبحرين والامارات والسعودية على سبيل المثال، خاصة اذا علمنا ان وسائل الردع البحري الإيرانية على درجة عالية من الكفاءة، وخاصة الصواريخ والغواصات محلية الصنع، علاوة على مئات الزوارق البحرية الصغيرة والكبيرة القادرة على تدمير السفن المعادية دون ان ترصدها الرادارات.
ثم لماذا لم تنضم دول لها مصلحة في هذه الحماية في الخليج مثل فرنسا والمانيا وبلجيكا والصين والهند تستخدم سفنها وناقلاتها مياه الخليج بكثرة، وكانت او معظمها، شريكا في كل حروب أمريكا في المنطقة؟ الجواب ببساطة ان أمريكا هي التي تسببت لكل هذا التوتر وتهديد الامن والاستقرار في المنطقة والعالم بانسحابها من الاتفاق النووي الإيراني.
بالاستناد الى تجارب سابقة، يمكن القول ان الزوارق البحرية الإيرانية نجحت في احتجاز سفينتين بريطانيتين كرد على احتجاز ناقلتها في جبل طارق، ومن وسط السفن البحرية الامريكية التي لم تحرك ساكنا، ولم تتدخل لمنع هذا الاحتجاز، والأخطر من ذلك ان الرئيس ترامب اعلن انه لن يقوم بحماية هذه السفن، وان الحماية تقتصر فقط على السفن الامريكية.
فاذا كانت حاملات الطائرات، ومعظم السفت البحرية الامريكية هربت الى بحر العرب، ورابطت على بعد 800 كم من مياه الخليج حتى تكون خارج مرمى الصواريخ الإيرانية، فكيف ستتمكن هذه الحاملات حماية ناقلات النفط والسفن التجارية في مياه الخليج ومضيق هرمز؟
المسألة كلها لا تخرج عن إطار عمليات الابتزاز الامريكية لدول الخليج الثلاث المشاركة في هذا التحالف، أي السعودية والامارات والبحرين، لان وجودها فيه هو بهدف التمويل، وتغطية النفقات سواء بأمداد السفن بالوقود، او بالدفع نقدا بشكل مباشر، او غير مباشر، فالرئيس ترامب بات بارعا، ويملك خبرة طويلة في هذا المجال، ولا يمكن ان يقدم على أي حماية دون ان يقبض الثمن مقدما، وبأسعار عالية جدا، وربما فوقها “البقشيش” أيضا.. والله اعلم.
“راي اليوم”
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى اراء