الوثيقة | مشاهدة الموضوع - الجمعية العامة تبدأ انعقادها.. لماذا يتحول روحاني الى نجم يستجدي الجميع لقاءه ومعظم القادة العرب الى “كومبارس”؟ وكيف احتلت القضية الفلسطينية ذيل الاهتمامات الدولية ومن المسؤول؟
تغيير حجم الخط     

الجمعية العامة تبدأ انعقادها.. لماذا يتحول روحاني الى نجم يستجدي الجميع لقاءه ومعظم القادة العرب الى “كومبارس”؟ وكيف احتلت القضية الفلسطينية ذيل الاهتمامات الدولية ومن المسؤول؟

مشاركة » الاثنين سبتمبر 23, 2019 1:27 pm

10.jpg
 
تبدأ الثلاثاء اجتماعات الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة مجموعة من القضايا، ابرزها التوتر الراهن في منطقة الخليج، والازمة المناخية، والخلاف الهندي الباكستاني، والعقوبات الامريكية المفروضة على فنزويلا، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأخيرا الصراع العربي الإسرائيلي.
وبينما يحرص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حضورها، والقاء كلمة من على منبرها، يغيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكذلك بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي لم يفز حزبه الليكود في الانتخابات التشريعية الأخيرة.
النجم الأكبر في هذه الدورة هو الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي سيحرص العديد من القادة الأوروبيين، وعلى رأسهم بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا، على اللقاء به في محاولة لتخفيف حدة التوتر في منطقة الخليج، وعلى ضوء هذا اللقاء، واللقاءات الأخرى المماثلة، سيتقرر مصير القمة المنتظرة بين الرئيسين الأمريكي والإيراني.
من المؤلم ان الصراع العربي الإسرائيلي الذي كان يحتل صدارة الاهتمامات الدولية يتراجع الى ذيل الأولويات في هذه الدورة، ليس بسبب غياب نتنياهو، وانما لضعف الموقف الفلسطيني الرسمي، ومضمون خطابات الرئيس محمود عباس التي باتت مكررة ولا تتضمن أي جديد، ولهذا بات العديد من أعضاء الوفود يغادرون القاعة اثناء كلمة الرئيس الفلسطيني.
الرئيس روحاني تعهد بطرح مبادرة سلام اثناء القائه لكلمته امام الجمعية العامة، ومن المتوقع ان تعكس الموقف الإيراني الذي يشترط عودة الإدارة الامريكية الى الالتزام بالاتفاق النووي، ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على الدولة الإيرانية وشعبها، ولا نعتقد ان الرئيس روحاني سيرحب بأي لقاء مع الرئيس الأمريكي، ما لم يتم تلبية هذه الشروط، فقرار هذا اللقاء من عدمه هو من مسؤولية السيد علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية في طهران.
الحكومات العربية الرسمية العربية هي الحلقة الأضعف في الدبلوماسية الدولية، نقولها وفي الحلق الكثير من المرارة، فعندما كانت هناك زعامات كاريزماتية عربية تتمسك بالثوابت الوطنية وابرزها مواجهة المؤامرات الامريكية الإسرائيلية، كان العالم يحسب لنا الف حساب، لكن عندما تحول العرب، او الأغنياء منهم، الى بقر حلوب للراعي الأمريكي، ويتهافتون على التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، تغير الحال، وأصبحت المنطقة العربية الأقل تأثيرا في السياسات الإقليمية والدولية.
العرب تحولوا الى شهود زور في الأمم المتحدة، او الرجل المريض الذي يعيش حالة من النزاع انتظارا للموت، فرغم ان منطقة الخليج التي تشهد التوتر حاليا، وتحتل قائمة الاهتمام الدولي حاليا هي عربية في الأساس، والتوتر والاضطرابات تقع في عمق خريطتها الجغرافية، واي حرب قادمة ستكون هي ميدانها، فان الزعماء العرب، والخليجيين منهم على وجه الخصوص، مهمشين كليا، لانهم سلموا رسنهم للسيد الأمريكي للأسف.
السيد روحاني يتحول الى نجم تسعى القيادات الأوروبية اليه، ويستجدي الرئيس الأمريكي اللقاء به، لانه يملك القوة، ويستند الى مؤسسة عسكرية تملك ترسانة من الأسلحة المتطورة، ويقود تحالفا يضم حركات مقاومة تستطيع تغيير المعادلات السياسية والعسكرية في مناطقها، وخاصة في اليمن ولبنان وفلسطين، وقريبا في العراق.
اين مصر، اين العراق، اين الجزائر، اين سورية، اين السعودية في اجتماعات الجمعية العام للامم المتحدة.. الجواب هو الغياب الكامل، وهذا يلخص حال الامة العربية المريض والمتدهور، اما الأسباب فهي معروفة، وليس هنا مجال تكرارها، والباقي متروك لفهمكم.
“راي اليوم”
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى اراء