بغداد/المسلة: يقف العراق على عتبةِ مرحلةٍ جديدة، حيث يتقدمُ الإطار التنسيقي بتواقيعِ نوابه، يضعها بين يدي رئيس البرلمان كوثيقةُ ميلادٍ لكتلةٍ أكبر، في البرلمان السادس.
انها ليست مجرد أرقامٍ في جداول انتخابية، بل عهدٌ ومسؤوليةٌ وأمانةٌ ثقيلة.

العراقُ، اليومَ أمامَ مرآةِ القدر: الكتلةُ الأكبرُ قد تشكّلت، والدستورُ أعطى صوتهُ، والأعذارُ تنحسرُ كالضبابِ أمامَ شمسِ الحقيقة.
نحنُ لا نبحثُ عن رئيس وزراء يُرضي هذا الطرفَ أو ذاك، او شخصية تخشى هذه الجهة او تلك، من قوتها واستقلاليتها، ضعيفة، راضية بقدرها في الاستسلام لمطالب الجهات المتصارعة بل عن شخصيةٍ تجمعُ الصلابةِ والحكمة، قادرةٌ على بناءِ جسورِ التوازنِ الداخلي، وعلى قراءةِ خرائطِ الخارجِ بعينٍ وطنيةٍ لا تنحني.

العراقَ لم يعد يتحملُ تجاربَ الاستثناءاتِ الفاشلة، كما حدثَ مع عادل عبد المهدي ومصطفى الكاظمي، حيث كانت الانتقائيةُ طريقًا إلى الضياع، بل يبحث عن زعامة يفرصها البرنامج والوزن الانتخابي تكمل اعمار البنيةِ التحتيةِ التي قطعت شوطا في السنتين الاخيرتين، تُعيدُ للمدنِ نبضَها، وللشبابِ أملَهم، وللعائلاتِ استقرارَها.

لم يعد هناك وقتٌ للتريث في تسمية رئيس الحكومة، ولا مجالٌ للتسويف، والكتلة الأكبر، إن بقيتْ اسمًا حائرًا، تتمايلُ مع رياحِ الأهواء والمصالح الضيقة، في اختيار رئيس الحكومة فإنها ستُواجهُ مصيرَ السراب: التفككُ أولاً، ثم التلاشي.