الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إسرائيل اليوم: هل بات انهيار النظام الإيراني “مسألة وقت”؟
تغيير حجم الخط     

إسرائيل اليوم: هل بات انهيار النظام الإيراني “مسألة وقت”؟

القسم الاخباري

مشاركة » الثلاثاء نوفمبر 25, 2025 8:30 pm

4.jpg
 
طهران تنهار بكل معنى الكلمة؛ فقد أصبحت العاصمة الإيرانية حين كان يسكن في الدولة كلها أقل من 10 ملايين نسمة، أما اليوم فيسكن فيها وحدها أكثر من 10 مليون.

التخطيط، والإدارة وسلم الأولويات عليلة، وسلسلة من سنوات الجفاف ودول مجاورة توقف مياه الأنهار من الوصول إلى إيران – كل هذا أدى إلى أزمة غير مسبوقة في اقتصاد الماء في الدولة. توقفات ضخ الماء باتت أمراً اعتيادياً في كل ليلة.

تتضمن الأزمة أيضاً ضحالة مخزون المياه الجوفية، ما ينتج حفراً في مراكز المدن الكبرى بما فيها طهران، وهبوط الأرض. السبيل الوحيد لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة هو ترك المنطقة.

إضافة إلى ذلك، تغلق المدارس في الأيام التي يكون فيها الهواء خطيراً على التنفس بسبب تلوث الهواء.

كل هذه المشاكل ليست خاصة بطهران. العاصمة، التي هي أيضاً المدينة الأكبر، تلقى معظم الانتباه. لكن مشكلة تلوث الهواء تتشارك فيها المدن الكبرى كلها، أما مشكلة الماء فتشمل إيران كلها.

إن تبديل العاصمة ممارسة دارجة نفذت عشرات المرات في أثناء نحو 3000 سنة تاريخ. فالحجوم التي وصلت إليها طهران تصعّب المهمة بكثير، وإن كانت محتمة في نهاية الأمر.

هذه المشاكل لا تخرج الناس إلى الشوارع، على الأقل ليس بالحجوم والقوى اللازمة لتغيير النظام. ومع ذلك، طهران في حالة انهيار، سواء بالمعنى المادي أم بالمعنى المجازي.

تخوف من احتياجات شعبية

إسرائيل ليست العدو الأخطر للجمهورية الإسلامية، العدو الأخطر هو الشعب الإيراني، الذي يخرج للتظاهر بين الحين والآخر. بعض من موجات المظاهرات – مثل مظاهرات الوقود في 2019 واحتجاج امرأة – حياة – حرية في 2022 /2023 – كانت كبيرة، واسعة ومضرجة بالدماء، بما في ذلك دماء رجال قوات الأمن.

في كل موجات المظاهرات في القرن الـ 21، شكلت منظومة امتداد النظام وبخاصة حزب الله، احتياطي قوى ساعدت النظام في القمع – لأن معظم الإيرانيين لم يوافقوا على عمل ذلك.

منذ سقوط الأسد في سوريا والنظام يخشى الاحتجاجات الشعبية، ويتخذ سبيلين لمنعها: من جهة، اعتقالات وتعذيبات وإعدامات، وبخاصة بعد حرب الـ 12 يوماً. من جهة أخرى، محاولات لإرضاء الشعب. مثلاً، الحكم ممزق بين الحاجة لإظهار التزمت وفرض الحجاب على النساء، والحاجة إلى الحفاظ على بقائه وعدم إغضاب الشعب أكثر مما ينبغي. أشرطة أفلام من حفلات رقص وموسيقى – بما فيها برعاية النظام – تنشر صبح مساء. هناك أيضاً تظهر نساء بلا حجاب يرقصن على أنغام موسيقى غربية بالإجمال. بعد ذلك، يدفع مديرو المكان أو أصحابه الثمن بمكان عملهم.

يعيدون كتابة ال

تحاول الجمهورية الإسلامية إعادة كتابة التاريخ وعرض حرب الـ 12 يوماً ضد إسرائيل كنصر ساحق، في ظل استخدام شخصية الملك الساساني شابور، الذي هزم قيصر روما، بشعار “ستعودون للركوع أمام إيران”. غير أن الإمبراطورية الساسانية كانت قبل الإسلام، ومنذ وقت غير بعيد عارضت الجمهورية الإسلامية الهوية الإيرانية الجذرية. شعار “ستعودون للركوع أمام إيران” ووجه بردود فعل مثل “نعم”، الجمهورية الإسلامية ستركع أمام إيران”. آلية إعادة العقوبات التي تم تفعيلها هذا الصيف دون صلة بالحرب، أعادت العقوبات الاقتصادية على الجمهورية الإسلامية وعلى مواطني إيران، ورفع الدولار إلى ذرى جديدة. إلغاء اتفاقات النووي تسبب برد فعل معاند في الجمهورية، بما في ذلك الخروج من معاهدة منع انتشار السلاح النووي NPT، وتطوير متسارع للمشروع النووي والسلاح بعامة، وإبعاد مراقبي الوكالة الدولة للطاقة الذرية. كما أن الجمهورية الإسلامية تتزود بسلاح دفاعي وهجومي استعداداً للجولة التالية من الحرب، التي هي، في نظر كل اللاعبين في المنطقة، مجرد مسألة وقت.

هل ستنهار الجمهورية الإسلامية فعلاً؟ في موعد ما- نعم، لأن كل حكم لا يكتب له النجاح إلى الأبد؛ فالمسألة مسألة “متى” أكثر مما هي مسألة “هل”. إذن، متى؟ نأمل في أن يكون أقرب إلى الـ 54 سنة من سلالة بهلوي، وأقرب من 437 سنة الإمبراطورية الساسانية.

إسرائيل اليوم 25/11/2025
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار