دمشق ـ «القدس العربي»: أعلنت وزارة الدفاع في دمشق، أمس الخميس، مقتل جنديين خلال اشتباكات مع قوات «سوريا الديموقراطية» وقعت ليلا في ريف الرقة، فيما تحدثت مصادر عن سقوط 7 قتلى من «قسد».
ونشرت صفحات وحسابات تابعة لقوات «قسد» مقاطع مصوّرة رصدتها «القدس العربي» توثّق مشاهد تظهر جثث اثنين من جنود الجيش السوري، وقد قضوا قبل لحظات في منطقة يغمرها الظلام، بينما تسيل دماؤهما على الأرض.
وتُظهر المقاطع عدداً من عناصر «قسد» وهم يتحركون حول الجثثتين، ويتحدثون بالكردية، في حين يقدم بعض المقاتلين على ركل رأسيّ القتيلين بأحذيتهم العسكرية، وسط إعلان أحدهم عن «قطع أذن» أحد الجنود القتلى، وفق ما بدا في التسجيلات المتداولة.
تنكيل بالجثث
شبكة أخبار «الرقة تذبح بصمت» قالت من جانبها إن فريق التوثيق حصل «على صور لجثماني شهيدين من الجيش السوري اللذين ارتقيا نتيجة التسلل الغادر من قبل ميليشيا «قسد» على محور الغانم العلي، وقد تعرّض الجثمانان لاعتداءات متعمّدة شملت تشويه الوجه وبتر بعض الأعضاء في منطقة الرأس».
وحسب المصدر ذاته، فقد «وصلت 7 جثث لعناصر من قوات قسد الخميس إلى مستشفى الرقة العسكري بعد أن قُتلوا برصاص الجيش السوري إثر محاولة تسلل فاشلة في ريف الرقة الشرقي».
وأفادت وزارة الدفاع بأن قوات «قسد» هاجمت نقاط انتشار الجيش السوري في منطقة معدان بريف الرقة بعد منتصف الليل، وسيطرت على عدة مواقع عقب تمهيد عنيف بمختلف أنواع الأسلحة، ما أدى إلى استشهاد اثنين من جنود الجيش وإصابة آخرين.
وحمّلت إدارةَ «قسد» ،تبعات هذا الاعتداء المتجدد بشكل شبه يومي على نقاط الجيش العربي السوري.
وحسب وكالة الأنباء الرسمية «سانا»: فإن قوات الجيش «ردّت على مصادر النيران، ونفذت هجوماً عكسياً مباشراً أسفر عن استعادة السيطرة على المواقع وطرد القوات المعتدية».
في المقابل، أعلنت «قسد» في بيان نشرته، عبر موقعها الرسمي، أن قواتها تتعامل مع عدد من المواقع التي استخدمها تنظيم «الدولة الإسلامية» في بادية غانم العلي شرق الرقة.
في ريف الرقة… وزارة الدفاع تحدثت عن تعرض نقاط انتشار عناصرها لهجوم
وأفادت في بيان نشرته على موقعها الرسمي، بأن قواتها أسقطت «طائرتين مسيرتين نوع درون مصدرهما نقاط تمركز فصائل حكومة دمشق على محور قرية غانم العلي في الريف الشرقي للرقة والتي تتعرض منذ أسبوع للهجمات»، وبيّنت أن مصدرهما كان «نقاط تمركز لقوات وفصائل تابعة للحكومة السورية على محاور إحدى القرى».
وتابعت «عقب السيطرة على حطام المسيّرتين والوصول إلى النقطة المستهدفة، تمكنت الفرق الفنية من استخراج وتحليل البيانات الواردة في بطاقة الذاكرة الخاصة بإحدى المسيرات».
وزادت: «خلال عملية التحليل، تبيّن أن الطاقم الذي كان يشغّل المسيرة ويقوم بعمليات الكشف والاستطلاع والهجوم هو مجموعة من المسلحين الأجانب المرتبطين بتنظيم الدولة ويتمركزون في نقاط فصائل حكومة دمشق المقابلة لخطوط الدفاع التابعة لقسد».
ووفق «قسد»، «هذه المعطيات تؤكد تورّط عدد من فصائل حكومة دمشق في التعاون مع عناصر أجنبية تابعة لتنظيم داعش، وتمكينهم من استخدام مواقعها ونقاط تمركزها لتنفيذ عمليات الاستطلاع والهجوم بالطائرات المسيّرة مما يمكن تنظيم داعش من إعادة بناء قدراته وبشكل أخطر من السابق».
كما دعت «التحالف الدولي» إلى «متابعة هذه المعطيات وفتح تحقيق حول تورط عناصر أجنبية مرتبطة بتنظيم داعش في تشغيل المسيّرات داخل مناطق التّماس، وملاحقة كل الأطراف الداعمة أو المتورطة في توفير الدعم التقني واللوجستي لها»، حسب المصدر.
«قسد» تنشر حواجز
وعلى خلفية هذه الأحداث، نشرت «قوات سوريا الديموقراطية» دوريات وحواجز مؤقتة للشرطة العسكرية على مداخل مدينة الرقة، بالتوازي مع إرسال تعزيزات عسكرية إلى عدة مناطق. مدير شبكة «الخابور» المحلية، وهي منصة توثق وتنقل أخبار الجزيرة السورية، إبراهيم الحبش قال لـ «القدس العربي» إن حواجز «قسد» تمركزت من الغرب عند بلدة حاوي الهوى، ومن الشرق عند قريتي الحمرات والفروسية عند المدخل الشمالي الغربي للمدينة، بهدف اعتقال الشباب وسوقهم للتجنيد القسري في معسكرات الميليشيا.
كما أرسلت تعزيزات من مطار الطبقة العسكري في ريف الرقة الغربي نحو بلدتي دبسي عفنان ودبسي فرج لإنشاء نقاط ثابتة على طريق حلب- الرقة الدولي.
وفي الوقت نفسه، استقدمت «قسد» آليات ثقيلة إلى قريتي خنيز وتل السمن لرفع السواتر الترابية وحفر خنادق حول نقاطها العسكرية شمال الرقة، ضمن جهود تعزيز تحصيناتها في المنطقة.
وأضاف المتحدث: تواصل «ب ي د» منذ سقوط النظام السابق التحشيد العسكري وحفر الأنفاق وفرض التجنيد الإجباري في مناطق سيطرتها في الجزيرة السورية، رغم الاتفاقات مع الحكومة السورية على وقف التصعيد ودمج قوات «قسد» بالجيش السوري، في محاولة لتثبيت سيطرتها وسط رفض شعبي متزايد.
مصادر رسمية سورية، قالت من جهتها، إن قوات «قسد» قد استهدفت في 29 تشرين الأول /أكتوبر الفائت، إحدى نقاط انتشار الجيش السوري في محيط سد تشرين شرقي حلب بصاروخ موجه، ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة ثالث بجروح خطيرة».
وحسب إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع للإخبارية السورية حينها فإن قوات «قسد» تجدد رفضها جميع التفاهمات والاتفاقات السابقة وتضرب بها عرض الحائط من خلال استهداف نقاط الجيش وقتل أفراده.
وأعلن وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة في 7 تشرين الأول/أكتوبر الفائت عن التوصل إلى اتفاق لوقف شامل لإطلاق النار في مناطق شمال وشمال شرق سوريا، خلال لقاء جمعه بقائد «قسد» مظلوم عبدي في العاصمة دمشق.
وقال حينها: «التقيت بالسيد مظلوم عبدي في العاصمة دمشق، واتفقنا على وقف شامل لإطلاق النار في كافة المحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرق سوريا».
وجاء الاتفاق على وقف إطلاق النار بعد تصعيد لافت شهده حي الشيخ مقصود وحي الأشرفية في مدينة حلب، أقدمت خلاله «قسد» على استهداف القوات الحكومية ومنازل المدنيين بالقذائف الصاروخية والمدفعية ورصاص القناصة.