الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إسرائيل بدأت سباق تسلح استعدادا لجولة جديدة حتمية.. وإيران تركز على السلاح الباليستي وليس على النووي
تغيير حجم الخط     

إسرائيل بدأت سباق تسلح استعدادا لجولة جديدة حتمية.. وإيران تركز على السلاح الباليستي وليس على النووي

القسم الاخباري

مشاركة » الجمعة نوفمبر 14, 2025 12:44 pm

5.jpg
 
في إيران تتعاظم الأصوات التي تطالب ببدء مفاوضات مع الولايات المتحدة على تفكيك المشروع النووي والسلاح الباليستي لأجل التصدي للمشاكل الاقتصادية وعلى رأسها النقص في المياه مما يهدد بقاء النظام في طهران. من جهة أخرى يقف المحافظون الذين يطالبون بالثأر على الإهانة التي تعرضت لها الجمهورية الإسلامية في “حرب الـ 12 يوما”.

في المعسكرين يوجد تخوف شديد من أن تستغل إسرائيل حقيقة أنه في الحرب تم تدمير كل منظومة الدفاع الجوي ذات المغزى تقريبا والتي كانت تدافع استراتيجيا عن إيران من هجوم جوي، فتحاول “إنهاء ما بدأته” – أي إسقاط النظام. عمليا، يبدو أن خامنئي يميل في هذه اللحظة لان يتبنى الخط المتطرف المحافظ بقيادة الحرس الثوري. ورغم أن إدارة ترامب تبذل جهودا واضحة، سرية وعلنية للشروع في مفاوضات مع إيران في موضوع النووي والصواريخ الباليستية، فإن الزعيم الأعلى ليس مستعدا لأن يبعث برجاله إلى المحادثات، حتى وإن كانت سرية، في دول وسيطة كعُمان، قطر أو دول أوروبية.

في إسرائيل ثمة من يعتقد بانه إذا لم تبدأ مفاوضات، وإذا لم يتحقق اتفاق سياسي بعيد المدى يمنع تسلح إيران بسلاح نووي وباليستي عظيمين- لن يكون مفر من جولة حربية أخرى مع إيران. يقول مصدر أمني في إسرائيل: “نحن نتابع بعناية ما يحصل في إيران ونفحص كل الوقت على أساس يومي إذا كان الإيرانيون يتجاوزون الخطوط الحمراء أو يعدون شيئا ما سيتسبب بالتصعيد. إذا ما تجاوزوا الخطوط الحمراء التي رسمناها لأنفسنا – فسنعمل بلا تردد لتصفية التهديد”.

في إسرائيل ثمة من يعتقد بانه إذا لم تبدأ مفاوضات، وإذا لم يتحقق اتفاق سياسي بعيد المدى يمنع تسلح إيران بسلاح نووي وباليستي عظيمين- لن يكون مفر من جولة حربية أخرى مع إيران

تجدر الإشارة إلى أنهم في أمريكا وفي إسرائيل لا يلاحظون الآن بأنه ستكون حاجة للعمل في الوقت القريب، كما لا يلاحظون نوايا إيرانية محددة لإيقاع ضربة ثأر على إسرائيل على إهانة “الأسد الصاعد”.

في المجال النووي، حسب التقارير في وسائل إعلام أمريكية وعربية، لم تستأنف إيران مساعيها لتخصيب اليورانيوم وفي هذه اللحظة في إسرائيل أيضا لا يلاحظون أي محاولة من جانب النظام في إيران لتطوير وإنتاج السلاح النووي نفسه، والاستخدام لهذا الغرض باليورانيوم المخصب الذي يوجد لديهم منذ الآن. وأساس جهودهم يوظفونه الآن على محاولة شراء منظومات دفاع جوي استراتيجية بعيدة المدى، يكون ممكنا من خلالها إعادة بناء المنظومة التي تحمي سماء الدولة الفارسية، المكشوفة الآن – على الأقل أمام القدرات الهجومية للجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل.

تجري هذه المحاولات في قناتين: الأولى هي محاولة شراء منظومات دفاع جوي من الصين، من روسيا، من كوريا الشمالية ومن كل من هو مستعد لأن يبيع. الثانية، والأساس، هي الجهد الإيراني لإنتاج ذاتي للمنظومات، التي هي نسخ لمنظومة S-300 وS-400 الروسية. في هذا أيضا يواجه الإيرانيون مصاعب للحصول على عناصر المنظومة، قطع الغيار والمواد الخام من الغرب.

إضافة إلى ذلك، تركز إيران على محاولة إعادة تأهيل منظومتها من الصواريخ وزيادة انتاجها كاستنتاج من “حرب الـ 12 يوما”. فقد توصلوا إلى الاستنتاج بأن هذا هو الأمر الوحيد لديهم الذي عمل وألحق ضررا بإسرائيل وهم يرون بكمياتها الأكبر بديلا عن السلاح البري. وإضافة إلى ذلك يريدون أن يردعوا إسرائيل من هجوم إضافي من شأنه أن يسقط النظام في طهران. إيران تحاول تجديد المنظومة أساسا من خلال جهات خارجية، بل وعرضت مؤخرا تطويرات جديدة لصواريخ بعيدة المدى قادرة، بزعم الإيرانيين، على التغلب على منظومات الدفاع الجوي لإسرائيل والولايات المتحدة. في إسرائيل لا يستخفون بالتصريحات الإيرانية، لكن حاليا يبدو أنه رغم الجهود – طهران لا تزال غير قادرة على إنتاج صواريخ باليستية، صواريخ جوالة ومُسيرات بالأحجام التي كانت تنتجها قبل الحرب مع إسرائيل – وان هذه الجهود توجد في هذه اللحظة في مهدها.

كما أن إيران لم تهجر “قناة التآمر الإقليمي” وهي تجتهد لأن تسلح، تعزز وتمول فروعها أيضا وعلى رأسهم حزب الله. هذه الجهود تصطدم هي الأخرى حاليا بالمصاعب. ومع ذلك ينبغي الانتباه إلى التصريحات التي تنطلق في هذه اللحظة في طهران على لسان مسؤولين كبار في الحرس الثوري وأعضاء البرلمان الإيراني وتقضي بأنه إذا هاجمت إسرائيل حزب الله أو إذا هاجم حزب الله إسرائيل – فإن إيران لن تجلس مكتوفة اليدين وستنضم إلى التنظيم الشيعي في عمل فاعل ضد إسرائيل. ثمة من يتعاطى باستخفاف واستهتار مع هذه التصريحات، لكن في إسرائيل الاستخبارات في إسرائيل يتعاطون معها بجدية وبحذر من الوقوع في اللامبالاة.

هذه التحذيرات هي التي تدفع جهاز الأمن في إسرائيل الآن لأن يدخل إلى تطوير متسارع وباهظ الثمن، يكلف مليارات الشواكل لمنظومات إخطار، استخبارات، دفاع جوي وسلاح هجومي جديد ستضطر إليه إسرائيل في الجولة التالية مع إيران. في إسرائيل، في الحكومة وفي هيئة الأركان يأملون بأن مجرد وجود هذه القدرات لدى إسرائيل، اذا كانت متوفرة في المدى الزمني القريب سيردع إيران من مبادرات هجومية. لكن التقدير هو ان الجولة التالية مع إيران، رغم أنها لن تحصل في الزمن القريب، فهي تكاد تكون حتمية.

يديعوت احرونوت – 14/11/2025
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار