الوثيقة | مشاهدة الموضوع - خمسة مؤشرات توحي بأن عدوانا إسرائيليا موسعا على لبنان بات وشيكا؟ وما هي المفاجآت التي يحضّرها “حزب الله”؟ ولماذا استدعى توم براّك المبعوث الأمريكي واقعة مقتل 300 جندي امريكي وفرنسي في بيروت عام 1983؟
تغيير حجم الخط     

خمسة مؤشرات توحي بأن عدوانا إسرائيليا موسعا على لبنان بات وشيكا؟ وما هي المفاجآت التي يحضّرها “حزب الله”؟ ولماذا استدعى توم براّك المبعوث الأمريكي واقعة مقتل 300 جندي امريكي وفرنسي في بيروت عام 1983؟

مشاركة » الخميس أكتوبر 23, 2025 5:56 pm

عبد الباري عطوان
هناك العديد من المؤشرات التي تؤكد ان دولة الاحتلال الإسرائيلي تستعد لشن عدوان موسع ضد “حزب الله” في لبنان ربما في الأيام القليلة المقبلة، وبدعم من الولايات المتحدة الامريكية، ولكن الثمن الذي ستدفعه دولة الاحتلال، سيكون غاليا جدا وقد يكون أضخم من هزيمة حرب تموز عام 2006.
ad
يمكن حصر هذه المؤشرات في النقاط الرئيسية التالية:

أولا: التصريحات التي أدلى بها اليوم الخميس السيد نواف سلام رئيس الوزراء اللبناني بعد لقائه المفاجئ مع الجنرال الأمريكي جوزيف كليرفيلد رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار في لبنان، وقال فيها “لبنان ملتزم بإنهاء عملية حصر السلاح (نزع سلاح الحزب) جنوب نهر الليطاني قبل نهاية العام الحالي.
ثانيا: تشديد المبعوث الأمريكي الى لبنان توم براّك على ان الوقت قد حان لإستعادة لبنان لسيادته، واذا لم ينتزع سلاح “حزب الله” فقد تتحرك إسرائيل عسكريا من جانب واحد اذا استمر تردد الحكومة في الإيفاء بتعهداتها بنزع هذا السلاح وحصره بيد الدولة، مذكرا بمقتل 241 جنديا أمريكا من المارينز و58 من الجنود الفرنسيين في هجوم استشهادي على ثكنات لجنود البحرية الامريكية في لبنان ومقر القوة الفرنسية المتعددة الجنسيات.
ad
ثالثا: اجراء الجيش الإسرائيلي مناورات مكثفة داخل الأراضي الجنوبية اللبنانية تحاكي هجوما إسرائيليا بريا وبحريا وجويا على لبنان.
رابعا: تزايد نسبة النزوح من الضاحية الجنوبية في بيروت التي تشكل الحاضنة لحزب الله الى مناطق في الشمال والشمال الشرقي يُعتقد انها آمنة.
خامسا: تكثيف المسيّرات الاستطلاعية الإسرائيلية سيطرتها على الأجواء اللبنانية ليل نهار تقريبا، ونشر تسريبات تقول بأن هذه المسيّرات والطائرات الإسرائيلية قد تستهدف البنى التحتية اللبنانية وخاصة مطار بيروت والمرفأ، ومحطات الكهرباء والماء.

تتزامن هذه التهديدات والضغوط الاسرائيلية على لبنان وحكومته مع تقارير إخبارية بثتها وسائل اعلام إسرائيلية في الأيام القليلة الماضية نقلا عن جنرالات اسرائيليين تؤكد ان “حزب الله” يسترد قوته العسكرية والتنظيمية بشكل متسارع، وانه نجح في استعادة قدراته الصناعية العسكرية، وخاصة في ميدان انتاج صواريخ اكثر دقة من تلك التي كانت في حوزته قبل العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، وأكد لنا مصدر لبناني هذه الحقيقة، وقال ان المفاجأة المقبلة قد تكون اطلاق “حزب الله” صواريخ “فرط صوت” وأخرى مجهزة برؤوس انشطارية ثقيلة واكثر تطورا من نظيرتها اليمنية دون ان يتوسع في التفاصيل.
الشيخ نعيم قاسم أمين عام “حزب الله” لمح الى هذه الحقائق في خطاباته الأخيرة عندما اكد ان “حزب الله” استعاد عافيته وسيرد بقوة اذا شنت “إسرائيل” عدوانا واسعا على لبنان، فسلاح المقاومة من اجل التصدي للعدوان الإسرائيلي وليس للاستخدام في الشأن الداخلي اللبناني، وهو جزء من قوة لبنان، ومن يظن ان سحبه ينهي المشكلة فهو يرتكب خطأ فادحا.
هذا الحجيج الرسمي الأمريكي المكثف والعالي المستوى، الى دولة الاحتلال هذه الأيام بدءا من نائب الرئيس فانس، ووزيرا الخارجية روبيو، وويتكوف مبعوث ترامب للشرق الأوسط، وجاريد كوشنر صهر الرئيس الامريكي، ليس هدفه الأساسي لجم عدوان إسرائيل على قطاع غزة ينهي وقف إطلاق النار فيه حرصا على اهل القطاع، وانما للإعداد والتفرغ لعدوان إسرائيلي امريكي على ايران وأذرعها الحليفة في لبنان واليمن.
“إسرائيل” هُزمت مرتين بشكل مهين ومذل في لبنان، الأولى بالانسحاب من طرف واحد عام 2000 من الجنوب تقليصا للخسائر، والثانية، في حرب تموز (يوليو) عام 2006، والأمر المؤكد ان الهزيمة الثالثة في الطريق، فمن فشل في تحقيق اهداف عدوانه على مدى عامين في غزة، لن ينتصر في لبنان، ولا نعتقد ان لبنان سيكون وحده في الميدان، ولا ايران أيضا، فزمن الصبر الاستراتيجي وضبط النفس قد يكون انتهى، وربما الى غير رجعة، واي عودة الى تصريحات السيد علي خامنئي الأخيرة التي ادلى بها قبل ثلاثة ايام، ففيها الكثير الذي يؤكد ما نقول.. والأيام بيننا.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير