الوثيقة | مشاهدة الموضوع - مخاوف من عزوف الناخبين تخيّم على الانتخابات المقبلة في العراق
تغيير حجم الخط     

مخاوف من عزوف الناخبين تخيّم على الانتخابات المقبلة في العراق

مشاركة » الاثنين سبتمبر 22, 2025 10:55 pm

ترجمة: حامد أحمد

تناول تقرير لموقع «ذي ناشنال» الإخباري الاستعدادات الجارية في العراق لإجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتي ترافقها مخاوف بتوقّع حالة عزوف في التصويت قد تحصل كما حدث في الانتخابات السابقة، وذلك وسط إحباط سياسي ودعوات للمقاطعة مع اتهامات بشراء الأصوات تزعزع ثقة الناخب بالمشاركة، في وقت ذكرت فيه المفوضية أن 21 مليوناً حصلوا على بطاقات بايومترية، ما يعني أن نحو ثلث المؤهلين للتصويت، البالغ عددهم ثلاثين مليوناً، لم يسجّلوا للانتخابات.

فلاح الرواف (57 عاماً)، صاحب محل في بغداد، هو من بين المشكّكين في أن الانتخابات قد تُحدث أي تغيير، إذ إنه لم يكلّف نفسه يوماً عناء استخراج بطاقة الناخب العراقية. ويقول: «إنها الطبقة الحاكمة نفسها. لا شيء يتغير».
يقع محل الرواف في شارع الرشيد التاريخي وسط العاصمة، الذي يشهد منذ أشهر عملية تجميل وترميم بعد عقود من الإهمال، حيث تصطف اليوم عشرات المحال المطلية حديثاً، ونوافذها ما زالت مغطاة بالبلاستيك، تعلوها لافتات جديدة بأحرف مذهّبة لامعة.
مشروع إعادة تأهيل شارع الرشيد هو أحد مشاريع التنمية التي أطلقتها حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قبيل سادس انتخابات برلمانية تشهدها البلاد منذ الغزو الأميركي عام 2003 الذي أطاح بالنظام السابق.
لكن رغم هذا النشاط العمراني، يقول الرواف إن المطالب الأساسية للعراقيين، مثل الخدمات الضرورية، لم تُلبَّ بعد. ويضيف: «نعم، قد تبدو البنى التحتية جميلة للأجانب، لكنها لا تفيد سوى المسؤولين وأقاربهم. التغيير الحقيقي يبدأ بتوفير حياة كريمة للناس، لا مجرد بنايات».
وكحال المواطن الرواف، يشكّك كثير من العراقيين في أن أصواتهم ستُحدث تغييراً فعلياً. ويحذّر مراقبون من احتمال تكرار مشهد انتخابات 2021، حين أدلى أربعة فقط من كل عشرة ناخبين مسجّلين بأصواتهم.
ويشير التقرير إلى أن الإحباط السياسي قد زاد أكثر بعد حالات القمع التي تعرّضت لها الاحتجاجات الشبابية المطالبة بالإصلاح عام 2019، ما دفع كثيرين إلى مغادرة البلاد أو اعتزال العمل السياسي، بينما بقيت التشكيلات الطائفية وقوى النخبة على حالها لم تتغير.
وقالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات يوم الخميس الماضي إن 21.4 مليون عراقي حصلوا على البطاقات البايومترية اللازمة للتصويت، ما يعني أن نحو ثلث المؤهلين، البالغ عددهم ثلاثين مليوناً، لم يسجّلوا للانتخابات. وأُغلق باب التسجيل في حزيران/يونيو.
وتزايدت الدعوات لمقاطعة الانتخابات وسط اتهامات بشراء الأصوات والفساد، من بينها دعوة رجل الدين البارز مقتدى الصدر، الذي رفض المشاركة فيما وصفه بـ«عملية انتخابية مشلولة»، وحثّ أتباعه على المقاطعة.
أما رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي يسعى للفوز بولاية ثانية بدعم ائتلاف سياسي أطلق عليه «ائتلاف الإعمار والتنمية»، فقد حثّ العراقيين خلال كلمة له الثلاثاء 16 أيلول بمناسبة اليوم العالمي للديمقراطية على الإدلاء بأصواتهم قائلاً: «الصوت الواحد له وزنه ويمكن أن يُحدث تغييراً إيجابياً».
وحذّر من أن العزوف سيؤدي إلى «صعود بديل فاسد تغلّب فيه المصالح الشخصية على مصالح الشعب».
ويشير التقرير إلى أنه من المتوقع أن تكون الانتخابات المقبلة ساحة تنافس شديد بين المكونات الدينية والعرقية الرئيسة في البلاد. ويُنظر إلى السوداني كمرشح قوي، بعد أن حظي بدعم بعض، لا كل، فصائل الحشد الشعبي التي ساعدته على تولي منصبه في تشرين الأول/أكتوبر 2022 إثر عام من الجمود السياسي عقب انتخابات 2021.
نائب مرشّح مستقل عن محافظة واسط، يقول لموقع «ذي ناشنال» إن العراقيين يشكّكون في إمكانية التغيير الحقيقي بسبب هيمنة الأحزاب التقليدية. ويضيف: «معظم الناس يعتقدون أن النتائج ستكون معروفة بسبب هيمنة بعض الأحزاب التي تريد السيطرة على الحكم، لهذا نحن موجودون لإحداث تغيير».
نائب مستقل آخر عبّر عن أمله في الشباب العراقي قائلاً: «عندما تقوى الدولة تضعف الفصائل المسلحة، لذلك نسعى لضمان أن يكون السلاح بيد الدولة». وأكد أنه يلمس حماسة كبيرة لدى الفئة العمرية بين 18 و25 عاماً للذهاب إلى صناديق الاقتراع.
يشكّل الشباب غالبية سكانية في العراق، إذ إن نحو 60% منهم دون سن الخامسة والعشرين. وأعلنت المفوضية أن أعداد الناخبين الجدد ارتفعت بشكل كبير، مع وجود أكثر من مليون شاب من مواليد 2007 يستعدون للتصويت لأول مرة في الانتخابات المقبلة.
محمد عمار، شاب في العشرينات يعمل في أحد المحال التي شملها الترميم في شارع الرشيد، قال إنه يشعر بالفخر بالوجه الجديد لبغداد. وأضاف: «رغم أن هناك بعض القمامة، لكنه لا يُقارن بما كان من قبل. سابقاً لم تكن برغبتك حتى التقاط صورة في الشارع. الآن أصبح أكثر أناقة وجمالاً، يعكس الجانب التراثي للبلد».
مع ذلك، فإن عمار ما يزال، كما هو الحال مع عدد من أصدقائه، غير متأكد من أنه سيشارك في التصويت. فهو يشكّ في أن تصويته يمكن أن يُحدث تغييراً، ويركن إلى فكرة أن مستقبل العراق قد لا يعتمد على اقتراعه.
عن «ذي ناشنال» الإخباري
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير