الوثيقة | مشاهدة الموضوع - تفاوض أم فدية؟.. روايات متضاربة حول إطلاق سراح الرهينة الإسرائيلية
تغيير حجم الخط     

تفاوض أم فدية؟.. روايات متضاربة حول إطلاق سراح الرهينة الإسرائيلية

القسم الاخباري

مشاركة » الخميس سبتمبر 11, 2025 1:48 pm

3.jpg
 
بغداد/ تميم الحسن

تشير معلومات إلى احتمال وجود “تفاوض بين الفصائل وواشنطن” وراء إطلاق سراح الباحثة الروسية – الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف، التي كانت مختطفة في العراق منذ أكثر من عامين.
في المقابل، يرجّح سياسي عراقي أن الحكومة قد تكون “دفعت فدية” للمجموعة المسلحة من أجل الإفراج عن تسوركوف، كـ”عربون تقارب” مع واشنطن وضمان بقاء رئيس الوزراء لولاية جديدة.
ومساء أول من أمس (الثلاثاء)، أعلن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني إطلاق سراح المختطفة بعد شهور من البحث.
وذكر السوداني، في منشور على منصة “إكس”، قائلاً: “تتويجاً لجهود كبيرة بذلتها أجهزتنا الأمنية وعلى مدى شهور طويلة، نعلن عن تحرير المواطنة الروسية إليزابيث تسوركوف”. وأضاف: “نؤكد مرة أخرى أننا لن نتهاون في إنفاذ القانون وإعلاء سلطة الدولة، وعدم السماح لأي أحد بالإساءة إلى سمعة العراق والعراقيين”.
وفي تموز الماضي، أكد السوداني في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس” أن السلطات العراقية تبذل جهوداً جدية في ملف الاختطاف، نافياً أن تكون الحكومة قد تقاعست عن التحرك لإطلاق سراحها، أو أنها تفاوضت مع “الخاطفين”.
تسوركوف، التي تحمل أيضاً الجنسية الروسية، كانت قد اختُطفت في آذار 2023 بمنطقة الكرادة، التي تضم مقار أحزاب شيعية نافذة وفصائل موالية لإيران، إضافة إلى مكاتب تابعة للأمن العراقي.
وقالت مصادر قريبة من “الفصائل” إن “مفاوضات جرت بين فصائل مقاومة والولايات المتحدة، ربما عبر وسيط إيراني، أفضت إلى إطلاق سراحها”، فيما وصفتها الجماعات المسلحة العراقية بـ”الجاسوسة”.
وكان خالد اليعقوبي، المستشار الأمني للحكومة، قد كشف قبل أيام أن “أطرافاً من الحشد الشعبي تعقد اجتماعات مع عناصر أميركية في إطار لقاءات أمنية”، خلال حديثه عن التهديدات الأمريكية المحتملة ضد الفصائل.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن الفصائل، وبدفع من طهران، تسعى إلى “تهدئة الوضع في المنطقة وتجنب ضربات محتملة”، مرجحةً أن تسوركوف نُقلت إلى إيران خلال فترة احتجازها.
من جهتها، كانت إسرائيل قد اتهمت “كتائب حزب الله” بالمسؤولية عن اختطافها، فيما تسرّبت معلومات عن احتمال إجراء صفقة تبادل بينها وبين إيراني معتقل في تل أبيب.
ودخلت تسوركوف إلى العراق لـ”إجراء بحث أكاديمي”، بحسب الحكومة الإسرائيلية، إذ تدرس في جامعة “برينستون” وتشغل زمالة في معهد “نيو لاينز” للاستراتيجية والسياسة في واشنطن.
أما الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فكتب على منصة “تروث”: “يسرني أن أبلغكم أن إليزابيث تسوركوف، طالبة في جامعة برينستون، قد أُطلق سراحها من قبل كتائب حزب الله. وهي الآن بأمان في السفارة الأمريكية ببغداد بعد تعرضها للتعذيب لشهور”، مضيفاً: “يا حماس، أطلقوا سراح الرهائن، الآن”.
وفي بغداد، ركّزت تسوركوف في أبحاثها على الفصائل المسلحة والتيار الصدري، بحسب صحفيين التقوا بها.
وفي تشرين الثاني 2023، بثت قناة عراقية فيديو يظهر المختطفة، وهو الأول منذ اختطافها. وتحدثت فيه عن الحرب بين إسرائيل وحماس، مؤكدة أنها عملت لصالح الموساد ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في سوريا والعراق.
وفي المقابل، وصف المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، صباح النعمان، خاطفي “المواطنة الروسية” بأنهم “خارجون عن القانون”، مؤكداً أن القوات الأمنية “تمكنت في 9 أيلول الجاري من كشف مكان احتجازها”، قبل تسليمها للسفارة الأمريكية.
ونفت الخارجية العراقية مطلع 2025 تصريحات نُسبت لوزيرها فؤاد حسين حول وضع تسوركوف، فيما أكد مراسل “أكسيوس” أن حسين أبلغ أن الباحثة على قيد الحياة لدى جماعة مسلحة عراقية.
صفقة وشروط
بالتوازي، أكد الدبلوماسي السابق غازي فيصل أن الإفراج عن تسوركوف جاء بعد “اجتماعات ولقاءات بين الفصائل والأمريكان”، مضيفاً: “لا نعرف حقيقة تفاصيل الصفقة، لكن الملف كان مطروحاً ضمن ملفات عدة بين واشنطن وتل أبيب والفصائل”.
ويرى فيصل أن إطلاق سراحها “لا يوفر حماية لهذه الفصائل من أي ضربة قادمة”، مشيراً إلى أن المواجهة مع واشنطن وإسرائيل مستمرة، وأن أنشطة الفصائل في سوريا ولبنان واليمن والعراق تؤسس لصدامات مقبلة.
ولم تعلق “كتائب حزب الله”، التي اتُهمت قبل شهرين بحادثة اقتحام مديرية الزراعة غربي بغداد، حتى الآن على قضية المختطفة الروسية – الإسرائيلية.
أما النائب السابق مثال الآلوسي، فاعتبر أن الحكومة العراقية “دفعت فدية غير معلنة” لإطلاق سراحها، موضحاً أن الهدف كان “التسويق للحكومة” وربما بعلم طهران، لكن من دون علم واشنطن وتل أبيب.
وقال الآلوسي إنّ “من المفترض أن يتم إطلاق سراح الرهينة منذ فترة طويلة، لكن السوداني أراد أن يوضح لواشنطن أنه قادر على تولي المرحلة القادمة، وأنه الأكثر قدرة على ترويض الإطار التنسيقي وكبح المطامع الإيرانية”.
في الأثناء، اعتبرت السفارة العراقية في واشنطن أن إطلاق سراح المواطنة الروسية يؤكد جدية العراق في ترسيخ شراكاته الدولية.
وذكرت السفارة في تدوينة على منصة “إكس” أن إطلاق سراح إليزابيث تسوركوف “يعكس التزام العراق الراسخ بحماية سمعته وتعزيز سيادته، والتأكيد على عدم السماح لأي طرف بالإساءة إلى العراق والعراقيين”، مبينةً أن “نجاح العراق في هذا الملف يؤكد جديته في ترسيخ شراكاته الدولية، ويوجه رسالة واضحة عن التزام بغداد بمبادئ سيادة القانون وتعزيز الاستقرار”.
وفي المقابل، سرّبت مصادر قريبة من الفصائل أن إطلاق سراحها جاء مقابل “انسحاب أمريكي من العراق بدون قتال”، وهو ما يتزامن مع اقتراب موعد الانسحاب نهاية أيلول الجاري.
عمليات جراحية
وجاء الإفراج عن تسوركوف بعد الهجوم الإسرائيلي في الدوحة على قيادات من “حماس”، الذي أسفر عن مقتل 6 أشخاص بينهم عنصر أمني قطري.
ويرى الآلوسي أن ما جرى “منعطف كبير في العلاقات العربية – الإسرائيلية”، موضحاً أن إسرائيل أبلغت كل الدول العربية، ومنها العراق، بأنها سترد على كل من شارك في “أحداث 7 أكتوبر”.
وأشار إلى احتمال تعرض العراق لـ”ضربات إسرائيلية على غرار ما حدث في قطر”، مؤكداً أن الطائرات الإسرائيلية عبرت أجواء العراق والأردن وسوريا والخليج، أي على حدود إيران.
ودعا السوداني، خلال اتصال مع أمير قطر تميم بن حمد، إلى “موقف دولي مسؤول إزاء العدوان الصهيوني على قطر”.
وفي السياق نفسه، حذّر غازي فيصل، وهو يرأس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، من أن المنطقة مقبلة على “عمليات جراحية” تستهدف تحقيق أهداف التحالف الأمريكي – الإسرائيلي، مشيراً إلى وجود أكثر من 45 قاعدة أمريكية في الخليج والشرق الأوسط، ومعها أكثر من 50 ألف جندي، إضافة إلى أساطيل في البحرين الأحمر والأبيض.
وقال فيصل: “ما حصل في قطر جزء من استراتيجية إسرائيلية – أمريكية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، وتقويض نفوذ إيران”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار

cron