صنعاء- “القدس العربي”: صنعاء- “القدس العربي”: شنت إسرائيل، اليوم الأربعاء، غارات على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة الجوف شمال البلاد، ما أسفر عن استشهاد 35 شخصا وإصابة 131 آخرين، وفق حصيلة غير نهائية لوزارة الصحة والبيئة في حكومة “أنصار الله” (الحوثيون).
وأوضحت الوزارة أن “عدد الشهداء جراء غارات العدو الصهيوني على العاصمة صنعاء بلغ 28 شهيدا، إلى جانب 113 مصابا، فيما استشهد سبعة مواطنين وأصيب 18 في مديرية الحزم بالجوف”.
وأشارت في بيان محدث إلى “أن فرق الدفاع المدني تواصل العمل في رفع الأنقاض والبحث عن ضحايا في الأحياء والأعيان المستهدفة من قبل العدو الصهيوني المجرم”.
وأدانت “بشدة العدوان الصهيوني على الأعيان المدنية والخدمية والسكنية ومنازل المواطنين في حي التحرير وسط العاصمة، وكذا المحطة النفطية الخاصة بالقطاع الصحي في شارع الستين جنوب غربي العاصمة صنعاء والمجمع الحكومي في مدينة الحزم بمحافظة الجوف”.
وتوعّد رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، مهدي المشاط، بالرد على العدوان “بكل ما أوتينا من قوة”، مطالبا الإسرائيليين بـ”البقاء في حالة استعداد”. وقال: “هذا العدوان الصهيوني سيعطينا فرصة أكبر للرد بكل ما أوتينا من قوة”. وأضاف لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) في صنعاء أن “العدوان الصهيوني الغاشم على بلدنا فاشل، وعلى جميع الصهاينة البقاء في حالة استعداد، فالرد آت لا محالة”.
ونفت حركة “أنصار الله” ما وصفتها بـ”مزاعم العدو الإسرائيلي باستهداف منصات إطلاق صواريخ” في العدوان على صنعاء والجوف. وأوضح المتحدث العسكري باسم الحركة، العميد يحيى سريع، أن “غارات العدو الإسرائيلي طالت أعيانا مدنية بحتة، منها صحيفتا (26 سبتمبر) و(اليمن)، ما أدى إلى وقوع شهداء وجرحى من الصحافيين والصحافيات، إلى جانب مدنيين ومارة”. وأكدّ أن “القوات المسلحة لن تدع هذا العدوان يمر دون رد وعقاب”.
وكانت القناة 14 الإسرائيلية ذكرت أن “الجيش قصف للمرة الأولى منصتي إطلاق صواريخ وقاعدة عسكرية ومقر الناطق باسم الحوثيين”.
ووفق المصادر، شنّت المقاتلات الحربية الإسرائيلية مساء الأربعاء عدوانا هو السادس عشر على اليمن منذ يوليو/ تموز 2024، مستهدفة بعدة غارات محطة النفط الطبية الخاصة بالقطاع الصحي جنوب غربي صنعاء، ومبنى دائرة التوجيه المعنوي وسط العاصمة، الذي تصدر عنه صحيفتا (26 سبتمبر) و(اليمن)، بالإضافة إلى المجمّع الحكومي في مدينة الحزم بمحافظة الجوف.
ويعدّ هذا الهجوم الأول منذ غارات 28 أغسطس/ آب التي استهدفت اجتماعا لحكومة “أنصار الله” في صنعاء وأدت إلى مقتل رئيس الحكومة وتسعة وزراء واثنين من مسؤولي رئاسة الوزراء، في أول عملية اغتيال إسرائيلية تطال قيادات في حكومة الحركة.
وسمع سكان صنعاء مساء الأربعاء دوي انفجارات كبيرة، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بكثافة. ونقلت قناة “المسيرة” عن متحدث شركة النفط الحكومية أن “العدوان الإسرائيلي استهدف المحطة الطبية الخاصة بالقطاع الصحي في شارع الستين جنوب غرب العاصمة”. فيما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التابعة للحوثيين أن “الغارات استهدفت مبنى المجمع الحكومي في مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف”.
وقال شهود عيان إن غارات أخرى استهدفت محيط دائرة التوجيه المعنوي التابعة لوزارة الدفاع في ميدان التحرير وسط العاصمة. وأوضح المتحدث العسكري يحيى سريع، وهو مدير دائرة التوجيه المعنوي، أن “الدفاعات الجوية أطلقت عدداً من الصواريخ أرض-جو أثناء التصدي للعدوان، ما أجبر بعض التشكيلات القتالية على المغادرة قبل تنفيذ ضرباتها، وأفشل الجزء الأكبر من الهجوم”.
وفي السياق، اعتبر عضو المكتب السياسي للحركة، حزام الأسد، في تدوينة على منصة “إكس”، أن “إفشال الجزء الأكبر من الهجوم العدواني الصهيوني وإجبار التشكيلات المعادية على التراجع يؤكد الجاهزية العالية والتطور النوعي الكبير للقوات الجوية اليمنية”. وأضاف أن “العدوان يستهدف أعيانًا مدنية ومناطق سكنية في صنعاء، وهو محاولة يائسة من مجرم مفلس لصناعة نصر إعلامي وهمي”، مؤكداً “ثبات موقف الحركة في إسناد ونصرة أهل غزة مهما بلغت التضحيات”.
كما قال القيادي محمد الفرح إن العدوان “يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية، ويكشف بوضوح الطبيعة العدوانية للاحتلال”، مؤكداً أنه “يسعى لإيذاء المواطنين وتقويض أمنهم واستقرارهم، وتكريس سياسة الاستباحة ضد الشعب اليمني”. فيما شدد نائب رئيس الهيئة الإعلامية للحركة، نصر الدين عامر، على أن “أي عدوان لن يؤثر على عمليات قواتنا المستمرة في إسناد غزة”، مضيفاً: “مستمرون في مواجهة معادلة الاستباحة التي يحاول العدو فرضها على المنطقة”.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أن “مقاتلاته أغارت على أهداف عسكرية للحوثيين في صنعاء والجوف، بينها معسكرات ومقر مديرية الإعلام العسكري للحوثيين، وموقع تخزين وقود استخدم لأغراض عسكرية”، مشيراً إلى أن الغارات جاءت “رداً على هجمات متكررة للحوثيين على إسرائيل شملت إطلاق مسيرات وصواريخ أرض-أرض”. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس: “قصفنا معسكرات في صنعاء وأماكن أخرى بينها وحدة الإعلام الحوثية”.
وأدانت حركة “حماس” “بأشدّ العبارات العدوان الصهيوني الهمجي على الأراضي اليمنية، معتبرة أنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي واعتداء على سيادة اليمن، وامتداد للعربدة الصهيونية في المنطقة”. وأكدت تضامنها مع “الشعب اليمني وقواته المسلحة”، مثمنة “إصرار أنصار الله على مواصلة إسناد غزة في ظل الإبادة الوحشية”.
وتزامن العدوان مع تكثيف الحوثيين هجماتهم في العمق الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة، حيث أقرت تل أبيب بوقوع انفجارات لطائرتين مسيّرتين في مطار رامون، إلى جانب هجمات متنوعة استهدفت عدة مناطق إسرائيلية. وكانت الحركة قد أعلنت الثلاثاء تنفيذ عمليتين عسكريتين استهدفتا القدس بصاروخ “فلسطين 2” الانشطاري، وإيلات بثلاث طائرات مسيرة. وقال العميد سريع إن “العمليتين حققتا أهدافهما بنجاح، وجاءتا نصرة للشعب الفلسطيني ورداً على جرائم الإبادة في غزة”.
كما أعلنت “أنصار الله”، الإثنين، استهداف مطاري بن غوريون ورامون وهدف حساس في ديمونا، فيما أقرت إسرائيل بانفجار طائرة مسيرة في مطار رامون. وفي اليوم السابق، الأحد، شنت الحركة عملية واسعة استهدفت النقب وإيلات وعسقلان وأسدود ويافا عبر ثماني طائرات مسيرة، وقال الجيش الإسرائيلي إن إحداها أصابت مطار رامون. والخميس الماضي، أطلقت الحركة صاروخاً باليستياً من طراز “ذو الفقار” على مطار بن غوريون، مؤكدة وصوله إلى هدفه. كما نفذت الأربعاء الماضي عمليتين استهدفتا أهدافاً في القدس وحيفا.
ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن “أنصار الله” هجمات متكررة على إسرائيل بالصواريخ والمسيرات تضامناً مع غزة، واستهدفت منذ نوفمبر/ تشرين الثاني سفناً مرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إليها. وردّت تل أبيب بعدة ضربات على اليمن منذ يوليو/ تموز 2024، مستهدفة منشآت للطاقة ومواقع حيوية خاضعة لسيطرة الحوثيين.