غزة ـ نيويورك – لندن ـ «القدس العربي» ووكالات: أمام نظر العالم، الذي لا يزال يستقبل المسؤولين الإسرائيليين في زيارات رسمية، ويرفض تشديد العقوبات على إسرائيل أو ينتقد من يرفع صوته ضد حرب الإبادة، مضت إسرائيل في تنفيذ سياسة التدمير الكامل لمدينة غزة عبر استهداف ما تبقّى من أبراجها السكنية.
سبق هذا التصعيد تهديد أعلنه وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس الذي قال: “أبواب الجحيم تُفتح على غزة الآن، وتم تسليم أول إشعار بإخلاء مبنى شاهق في مدينة غزة قبل الهجوم”. وأضاف متوعداً بالتصعيد: “عندما يُفتح الباب لن يُغلق، وسيزداد نشاط الجيش الإسرائيلي حتى تقبل “حماس” بشروط إسرائيل لإنهاء الحرب، وعلى رأسها إطلاق سراح جميع الرهائن ونزع سلاحهم، وإلا فسيتم القضاء عليهم”.
وقال الدفاع المدني في قطاع غزة إن استهداف الأبراج السكنية يندرج ضمن سياسة “التهجير القسري” للمدنيين عبر حرمانهم من المأوى الآمن.
وشهدت مدينة غزة يوماً دامياً بعد عمليات قصف جوي ومدفعي عنيف، بينما واصل العدوان يومه الـ700، وكانت من بين الجرائم عمليات إعدام جماعي للمجوّعين قرب مراكز توزيع المساعدات.
وقالت مصادر طبية إن 51 فلسطينياً استُشهدوا منذ فجر الجمعة، بينهم 36 في مدينة غزة وشمال القطاع. وأعلنت وزارة الصحة عن وصول مشافي القطاع 69 شهيداً و422 إصابة خلال 24 ساعة، لترتفع الحصيلة الإجمالية لحرب الإبادة إلى 64,300 شهيد و162,005 إصابات منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ومع استمرار الحصار، قالت منظمة الصحة العالمية إن الكارثة مرشحة للتفاقم بفعل التهجير القسري جنوباً.
وأكد ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية أن “المعاناة في تقديم الخدمات الصحية كبيرة، وتجويع غزة لن يجلب الأمن لإسرائيل ولن يسهم في الإفراج عن الأسرى”.
وعقدت مديرة الاتصالات في منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تيس إنغرام، مؤتمراً صحافياً عن بُعد من غزة بعد زيارة استمرت تسعة أيام، حذّرت خلاله من أنّ مدينة غزة تتحول إلى “مدينة الخوف والجنازات”، وأن أي هجوم عسكري واسع سيشكل “كارثة على نحو مليون شخص”.