الوثيقة | مشاهدة الموضوع - علماء يبتكرون اختباراً بسيطاً ورخيصاً يُمكنه تحديد موعد الموت
تغيير حجم الخط     

علماء يبتكرون اختباراً بسيطاً ورخيصاً يُمكنه تحديد موعد الموت

مشاركة » الأحد يوليو 27, 2025 8:03 pm

3.jpg
 
لندن ـ «القدس العربي»: تمكن علماء مختصون من ابتكار اختبار بسيط ورخيص يقوم على مسح دماغي لأي شخص في الأربعينيات من العمر، ومن شأنه أن يكشف عن المدة التي قد يعيشها، وذلك اعتماداً على سرعة شيخوخة الجسم.

وحسب تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي»، فقد اكتشف باحثون من جامعة ديوك الأمريكية أن تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي خلال منتصف العمر يمكن أن يحدد بدقة وتيرة شيخوخة الشخص بيولوجياً، مما يساعد الأطباء على التنبؤ بظهور العديد من الأمراض، بما في ذلك مرض الزهايمر. وتشير الشيخوخة البيولوجية إلى سرعة شيخوخة جسمك مقارنةً بعمرك الحقيقي، مما قد يؤثر على صحتك ومدة حياتك المحتملة. وفي هذه الدراسة، ربط الباحثون الشيخوخة السريعة بالتغيرات الجسدية في الدماغ التي تُلاحظ عادةً لدى كبار السن، وخاصةً أولئك الذين يعانون من تدهور معرفي.
وطور العلماء أداة تُسمى «DunedinPACN»، والتي تُجري مسحاً واحداً وتحسب «وتيرة الشيخوخة» لدى المريض من خلال تحليل عوامل مثل مساحة السطح، وحجم المادة الرمادية، وحجم مناطق دماغية محددة مثل الحُصين.
وقام الباحثون بتدريب أداتهم الجديدة على مسوحات أدمغة 860 شخصاً في دراسة دنيدن، والتي أعطت الجهاز اسمه.
وكشفت النتائج أن الأشخاص الذين ثبت تقدّمهم في السن بأسرع وتيرة كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة بنسبة 18 في المئة خلال السنوات القليلة التالية.
وعلاوة على ذلك، كان هؤلاء «المتقدمون في السن بسرعة» أكثر عرضة للوفاة بنسبة 40 في المئة خلال تلك الفترة الزمنية مقارنةً بمن يتقدمون في السن ببطء.
وقال الدكتور أحمد الحريري، أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة ديوك: «الأمر الرائع حقاً في هذا هو أننا رصدنا مدى سرعة شيخوخة الناس باستخدام بيانات جُمعت في منتصف العمر، وهذا يساعدنا في التنبؤ بتشخيص الخرف لدى الأشخاص الأكبر سنًا بكثير».
وكشفت الدراسة أن الأشخاص الذين أظهرت مسوحات أدمغتهم تقدّماً في السن بشكل أسرع كان أداؤهم أسوأ في اختبارات الذاكرة والتفكير، وكان لديهم انكماش أكبر في الحُصين، وهي منطقة رئيسية مرتبطة بالذاكرة.
وارتبط صغر حجم الحُصين بتدهور إدراكي أسرع، بينما ارتبط كبر حجم البطينين (المساحات المملوءة بالسوائل في الدماغ) بتدهور الصحة بعد منتصف العمر.
كما كان الأشخاص الذين يتقدمون في العمر أسرع عرضةً للإصابة بمشاكل صحية مثل الوهن والنوبات القلبية وأمراض الرئة والسكتات الدماغية في وقت لاحق من العمر.
وقال الحريري: «إن طريقة شيخوختنا مع تقدمنا في العمر تختلف تمامًا عن عدد المرات التي درنا فيها حول الشمس».
وأضاف مؤلف الدراسة أنه تم تطوير العديد من خوارزميات الكمبيوتر لتكون بمثابة ما يسمى «ساعات الشيخوخة»، ولكن هذه البرامج تعتمد عادةً على بيانات من أشخاص من جميع الأعمار، مأخوذة في مرحلة واحدة من حياتهم.
وركزت الدراسة الجديدة على المشاركين في سن 45، مما أدى إلى مزيد من الاتساق في النتائج.
واستُخدم برنامج يُسمى «FreeSurfer» لمعالجة مسوحات الدماغ وقياس 315 سمة دماغية مختلفة، بما في ذلك سُمك القشرة الدماغية، أي سُمك الطبقة الخارجية من الدماغ (القشرة)، فيما قد تشير المناطق الرقيقة من القشرة الدماغية إلى شيخوخة أسرع أو تآكل وتلف.
وأضاف الحريري: «إن الصلة بين شيخوخة الدماغ والجسم قوية للغاية».
وأضاف البروفيسور أن الصلة بين سرعة الشيخوخة والخرف كانت قوية بنفس القدر عبر مختلف الخلفيات العرقية والاقتصادية في الدراسة.
وعلى وجه التحديد، شملت الدراسة مشاركين من ذوي الدخل المحدود وغير البيض، وعاشوا في كل مكان من أمريكا اللاتينية إلى بريطانيا.
وقال الحريري: «يبدو أن هذه الدراسة تلتقط شيئًا ينعكس في جميع الأدمغة».
كما قامت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي بقياس عوامل مثل نسبة شدة إشارة المادة الرمادية إلى المادة البيضاء، والتي تقارن بين مدى سطوع المادة الرمادية والمادة البيضاء (أسلاك الدماغ التي تربط مناطق مختلفة).
ويمكن أن يُظهر التغيير في هذه النسبة اختلافات في صحة أنسجة الدماغ، مثل مدى قدرة الدماغ على الصمود مع التقدم في السن.
ولاحظ الباحثون أن حجم الحُصين لدى الشخص يمكن أن يتقلص أيضاً مع التقدم في السن أو بسبب أمراض مثل الزهايمر. لذا، قد يشير صغر حجم الحُصين إلى شيخوخة أسرع أو خطر أعلى للإصابة بالخرف، خاصةً لدى الأشخاص في الأربعينيات من عمرهم فقط. وفي الوقت نفسه، غالباً ما تكبر البطينات، وهي الفراغات المملوءة بالسوائل في الدماغ التي تساعد على تخفيف الضغط، عندما يتقلص نسيج الدماغ المحيط بها – وهي علامة أخرى على الشيخوخة المتقدمة أو مشاكل في صحة الدماغ.
ثم فحص فريق جامعة ديوك مسوحات الدماغ لـ624 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 52 و89 عاماً ممن شاركوا في دراسة أمريكا الشمالية حول خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
وخلصوا إلى أن أسرع المتقدمين في السن كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 60 في المئة في سنواتهم الأخيرة. كما بدأ المتقدمون في السن يعانون من مشاكل في الذاكرة والتفكير في وقت أبكر من أولئك الذين وُجد أن شيخوخة أبطأ لديهم. وكان لدى هؤلاء المتقدمين في السن البطيئين أدمغة بدت أصغر سنًا وأكثر صحة مما كان متوقعًا، مثل دماغ شخص في الثلاثين من عمره في جسم شخص في الخامسة والأربعين من عمره.
وتميزت أدمغتهم بقشرة دماغية أكثر سمكاً أو حُصين أكبر، وأظهرت علامات تآكل أقل. كما كانوا أقل عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة، ما يعني أن أعمارهم كانت أطول عادةً من الذين يتقدمون في العمر بسرعة.
وقال الحريري: «عندما رأى الفريق النتائج، ذهلنا تماماً».
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى منوعات