صنعاء- (أ ف ب) – أصيب شخصان فيما فُقد آخران من أفراد طاقم سفينة تعرّضت الإثنين لهجوم قرب سواحل اليمن، غرب الحُديدة، بحسب ما أفادت هيئتان بحريتان، في ثاني سفينة تُستهدف في البحر الأحمر خلال نحو 24 ساعة.
ومن دون أن تذكر اسم السفينة أو الجهة التي تملكها، قالت الهيئة الأمنية البريطانية آمبري الإثنين إنّ سفينة شحن ترفع علم ليبيريا تعرضت لهجوم بزورقين وطائرات مسيّرة.
وأضافت أنه تم إطلاق النار على السفينة من الزورقين ما أدّى إلى إصابة اثنين من أفراد طاقمها.
من جهتها، وفي إشارة إلى الحادث نفسه، أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية عن تلقي تقارير تفيد بوقوع حادثة على بُعد 51 ميلا بحريا (نحو 94 كيلومترا) غرب الحُديدة في اليمن.
ad
وفي وقت سابق الإثنين، أعلنت جماعة “أنصار الله” أنهم نفّذوا هجوما على السفينة التجارية “ماجيك سيز” قبالة سواحل اليمن، بعدما أفادت الهيئتان البحريتان الأحد عن الواقعة التي اضطُرت الطاقم إلى الإخلاء.
وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع في بيان نُشر على تلغرام إنه تمّ استهداف “ماجيك سيز التابعة لشركة انتهكت حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة، وذلك بزورقين مسيرين، وخمسة صواريخ باليستية ومجنحة، وثلاث طائرات مسيرة”.
وأكّد سريع إصابة السفينة “ماجيك سيز” بشكل مباشر وتسرّب المياه إليها، مضيفا أنه تم السماح للطاقم بمغادرتها. ثم أكّد لاحقا في بيان منفصل غرق السفينة في أعماق البحر.
ad
وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن أفراد الطاقم أُنقذوا لاحقا بواسطة سفينة تجارية عابرة، وإن جميعهم “بخير”.
وترفع السفينة “ماجيك سيز” علم ليبيريا وهي مملوكة لشركة يونانية، وفق موقع تعقّب السفن المتخصص “مارين ترافيك” الذي أوضح أنها كانت في طريقها من الصين إلى قناة السويس.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن “إدانته الشديدة” للهجوم الذي استهدف السفينة ماجيك سيز، ووصفه بأنه “تصعيد خطير يهدّد الأمن البحري في ممر مائي حيوي للمنطقة والعالم”.
ويُعدّ الهجوم على “ماجيك سيز” الأحد الأول للجماعة على سفينة للشحن التجاري في الممر البحري الحيوي منذ أشهر عدة، في حين يسري وقف لإطلاق النار مع الولايات المتحدة أعلن عنه في أيار/مايو بوساطة عُمانية وأنهى أسابيع من الضربات الأميركية المكثفة على اليمن.
ورغم الهدنة مع الأميركيين، أكّدت الجماعة في أيار/مايو أنّ السفن الإسرائيلية أو التي تربطها صلة بإسرائيل ستبقى “عرضة للاستهداف” في الممرات المائية قبالة اليمن، بما فيها البحر الأحمر وخليج عدن.
وبعد ساعات من هجوم الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي فجر الإثنين أنه قصف أهدافا في مدينة الحديدة الساحلية ومناطق أخرى في اليمن تقع تحت سيطرة الجماعة الذين ردّوا لاحقا بإطلاق صواريخ باتجاه الدولة العبرية.
وقالت إسرائيل إن طائراتها المقاتلة “ضربت ودمرت بنى تحتية” في موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف ردّا على هجمات الحوثيين المتكررة.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، نفّذ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ إسرائيل وضدّ سفن في البحر الأحمر أكّدوا ارتباطها بإسرائيل في إطار إسنادهم للفلسطينيين.
وردّت إسرائيل بتنفيذ عدة ضربات على مواقع سيطرة “أنصار الله” في اليمن، بما فيها الموانئ ومطار العاصمة صنعاء.