غزة – «القدس العربي»: اختلطت دماء المجوّعين في قطاع غزة برمالها، وعاد طالبو المساعدات الإنسانية إلى أسرهم جثثًا مزّقتها شظايا الصواريخ والرصاص الإسرائيلي، محمولين على أكتاف الرجال بدلًا من حملهم طعاما يسكت جوع أطفالهم، عندما استهدفتهم قوات الاحتلال من جديد عند مراكز التوزيع الخاضعة لإدارة أمريكية، فيما تواصلت المجازر الإسرائيلية في كافة مناطق القطاع.
يأتي ذلك في ظل تصعيد إسرائيلي، حسب القناة 14 الإسرائيلية، التي ذكرت أن رئيس أركان جيش الاحتلال ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قرّرا زيادة وتيرة العملية العسكرية في غزة بعد اجتماعهما يوم الأحد.
وأودت أعمال القصف والغارات الإسرائيلية، يوم الإثنين، بحياة أكثر من 44 فلسطينيًا، حتى لحظة إعداد هذا التقرير، وفق ما أكدته مصادر طبية لشبكة “الجزيرة”.
ومن بين الشهداء 14 فلسطينيًا قضوا قرب مواقع توزيع “مساعدات” تابعة للشركة الأمريكية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وفق مصدر طبي في مجمع ناصر تحدّث لـ”الجزيرة”.
جاء ذلك في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من منظمات إنسانية بشأن تدهور الأوضاع في القطاع المحاصر، الذي يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية منذ أكثر من ثمانية أشهر.
وحذّر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، من أنه ما لم يتم التوصل إلى حل خلال الأيام المقبلة، فقد تتوقف عملية الإغاثة بالكامل.
وقال “برنامج الأغذية العالمي” إنه في حال لم يُتوصل إلى حل قريب، فستتوقف عمليات الإغاثة. ونبّه إلى أن العائلات في غزة على شفا الانهيار، وأن المساعدات التي تصل إلى القطاع غير كافية.
وطالبت “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” بتفادي مزيد من الخسائر في الأرواح عبر الحفاظ على ما تبقى من مرافق الرعاية الصحية وتعزيز قدراتها.
وقال “المكتب الإعلامي الحكومي” إن قوات الاحتلال تواصل ارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين العزّل تحت غطاء ما تُسمى “مراكز المساعدات الإنسانية”، مؤكدًا أن هذه المراكز “تحوّلت إلى فخاخ دموية تُستدرج إليها الحشود الجائعة لتُستهدف بالرصاص المباشر والمتفجّر”.