الوثيقة | مشاهدة الموضوع - زيلينسكي وبوتين يشككان بجدوى المحادثات … وقلق أمريكي من التصعيد بعد هجوم أوكراني واسع على مطارات عسكرية روسية
تغيير حجم الخط     

زيلينسكي وبوتين يشككان بجدوى المحادثات … وقلق أمريكي من التصعيد بعد هجوم أوكراني واسع على مطارات عسكرية روسية

القسم الاخباري

مشاركة » الأربعاء يونيو 04, 2025 7:23 pm

8.jpg
 
لندن ـ «القدس العربي»- وكالات: رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأربعاء، مقترح روسيا لوقف إطلاق النار ووصفه بـ»الإنذار الأخير»، وجدد دعوته لإجراء محادثات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكسر الجمود بشأن الحرب التي استمرت لما يقرب من ثلاث سنوات ونصف. في المقابل، شكك الرئيس الروسي في جدوى محادثات السلام مع أوكرانيا بعد اتهامه للقيادة العليا في كييف بإصدار الأوامر بشن هجمات وصفها بأنها إرهابية دامية على جسرين في روسيا، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 115 آخرين.

وتبادل الجانبان مذكرات تحدد شروط كل منهما لوقف إطلاق النار لمناقشتها في محادثات السلام المباشرة التي جرت يوم الإثنين بين وفدي البلدين في إسطنبول، وهو اجتماعهما الثاني في ما يزيد قليلاً على أسبوعين. وقد وضع الجانبان خطوطاً حمراء تجعل أي اتفاق سريع غير مرجح.
وقال زيلينسكي إن الجولة الثانية من المحادثات في إسطنبول لم تختلف عن الاجتماع الأول في 16 مايو/أيار. ووصف المفاوضات الأخيرة في إسطنبول بأنها «أداء سياسي» و«دبلوماسية مصطنعة» تهدف إلى كسب الوقت، وتأخير العقوبات، وإقناع الولايات المتحدة بأن روسيا منخرطة في حوار.
وفي أول رد فعل له على الوثيقة الروسية، قال زيلينسكي: «نفس الإنذارات التي عبروا عنها حينها – الآن فقط وضعوها على الورق (…) بصراحة، تبدو هذه الوثيقة كرسائل مزعجة غير مرغوب فيها تهدف إلى خلق انطباع بأنهم يفعلون شيئا».
وأضاف أن محادثات عام 2025 في إسطنبول تحمل «نفس المحتوى والروح» للمفاوضات العقيمة التي جرت في المدينة التركية في الأيام الأولى للحرب.
وقال الرئيس الأوكراني إنه يرى قيمة قليلة في مواصلة المحادثات على المستوى الحالي للوفود. وقد قاد وزير الدفاع رستم عمروف، الوفد الأوكراني في إسطنبول، بينما ترأس فلاديمير ميدينسكي، مساعد بوتين، الفريق الروسي.
وقال زيلينسكي إنه يريد وقف إطلاق نار مع روسيا قبل قمة محتملة مع بوتين، وربما بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في محاولة لإزالة العقبات أمام تسوية سلمية، فيما رفض الكرملين إجراء هكذا لقاء قبل التوصل إلى انفراجه في المفاوضات.
أما بوتين، فاعتبر أن الهجومين الأوكرانيين على جسر في بريانسك وآخر في كورسك تجعل من الحكومة الأوكرانية «منظمة إرهابية» متسائلاً عن جدوى التفاوض معها.
وأعلن محققون روس أن أوكرانيا فجرت جسراً فوق خط للسكك الحديدية، يوم السبت، في الوقت الذي كان يمر تحته قطار ركاب على متنه 388 شخصاً. وجاءت هذه الهجمات قبل محادثات السلام في تركيا يوم الإثنين.
وقال بوتين إن الهجومين دليل على أن حكومة كييف «تتحول إلى منظمة إرهابية، وأن رعاتها أصبحوا شركاء للإرهابيين». وأضاف في اجتماع بثه التلفزيون مع كبار المسؤولين: «نظام كييف الحالي لا يحتاج إلى السلام على الإطلاق. عن أي شيء يمكن أن نتحدث؟ كيف يمكننا التفاوض مع من يعتمدون على الإرهاب؟». وأشار بوتين إلى أن أي وقف لإطلاق النار سيُستغل ببساطة لتزويد أوكرانيا بالأسلحة الغربية. ولم يصدر تعليق من كييف على تفجير الجسرين.
في الأثناء، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، إن روسيا يجب ألا تنساق وراء استفزازات أوكرانيا، وعليها أن تستغل المفاوضات وكل الوسائل لتحقيق أهداف الحرب في أوكرانيا. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد تصريحات لافروف: «أوافق على ذلك».
ورغم الشكوك المتبادلة حيال جدوى المحادثات، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الثلاثاء، أنه يتوقع انعقاد جولة جديدة من المفاوضات. وقال فيدان في تصريحات لقناة «تي آر تي خبر» الرسمية: «ما نتوقعه هو أن تكون هناك جولة أخرى، لأن كلا الجانبين يرى أن اللقاءات تعود بفائدة».
وأوضح فيدان أنه لم تكن هناك مناقشات حادة خلال المحادثات التي جرت بين وفدي البلدين في إسطنبول، وأن المفاوضات جرت في أجواء جيدة. وتابع: «بالنظر إلى الظروف الحالية والبيئة النفسية المحيطة، والحالة النفسية بسبب الحرب، تم عقد أفضل اجتماع ممكن على الإطلاق».
وأشار إلى أن النقطة المهمة هي عدم مغادرة الطاولة، والاستمرار في موقف يؤيد وقف إطلاق النار والسلام، مبيناً أن هذه هي نصيحة تركيا للطرفين.

مخاوف أمريكية

وصعدت أوكرانيا خلال الفترة الأخيرة من هجماتها ضد روسيا، فإلى جانب ما ورد آنفاً، نفذت أوكرانيا منذ أيام هجوماً واسعاً بالمسيرات ضد مطارات عسكرية روسية في مناطق بعيدة مثل سيبيريا، ما أدى إلى إصابة 41 طائرة من بينها قاذفات استراتيجية، وهي طائرات يمكن استخدامها لقصف أوكرانيا، ولكنها مصممة أيضاً لحمل أسلحة نووية، وهي جزء من العقيدة النووية الروسية. ويشمل الثالوث النووي قدرات أي دولة على شن ضربات نووية في المجالات الثلاثة: البرية والجوية والبحرية.
وتعليقاً على الهجوم، اعتبر المبعوث الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوغ، أن الهجوم يزيد من خطر سوء التقدير والتصعيد. وقال كيلوغ في مقابلة مع قناة فوكس نيوز: «ترتفع مستويات الخطر بشكل كبير». وأضاف: «عندما تهاجم جزءاً من النظام الحيوي الوطني للعدو، أي الثالوث النووي، فهذا يعني أن مستوى الخطر عليك يرتفع لأنك لا تعرف ما سيفعله الطرف الآخر».
وقال كيلوغ: «في كل مرة تُهاجم فيها الثالوث (النووي)، لا يكون الضرر الذي تُلحقه مهماً بقدر التأثير النفسي الذي تُحدثه»، مُضيفاً أن أوكرانيا «بإمكانها زيادة الخطر إلى مستويات يمكن أن تكون، في رأيي، غير مقبولة».

ميدانياً

ميدانياً، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إن قرية كيندراتيفكا الواقعة على بُعد حوالي ثلاثة كيلومترات جنوب الحدود الروسية، قد «حُرّرت». وتؤكد موسكو أنها تعمل على إنشاء «منطقة عازلة» في سومي لمنع التوغلات الأوكرانية وخصوصاً في منطقة كورسك الروسية المجاورة. وتخشى كييف شن القوات الروسية هجوماً كبيراً. في الأسابيع الأخيرة، كثّف الجيش الروسي الضغط على منطقة سومي، في مواجهة الجيش الأوكراني وهو أقل تجهيزاً ويواجه وضعاً صعباً على الجبهة.
وعلى بُعد مئات الكيلومترات، في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا حيث يتواصل القتال، أعلن الجيش الروسي، الأربعاء، سيطرته على قرية ريدكودوب.
كما أكد الكرملين، أمس، أن الهجوم الذي شنته أوكرانيا أمس على جسر القرم الرابط شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو بالأراضي الروسية، لم يُسبب أي أضرار، واكتفى بالإشارة إليه على أنه «انفجار».
وأعلن جهاز الأمن الأوكراني، الثلاثاء، مسؤوليته عن هجوم جديد على الجسر الذي استُهدف مراراً منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022. وقال الجهاز إنه ألحق «أضراراً جسيمة» بالجسر، ونشر لقطات تظهر انفجاراً تحت الماء بالقرب من أحد أعمدته.
وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الأربعاء، وقوع «انفجار بالفعل»، مضيفاً خلال إحاطته الصحافية اليومية أنه «لم يلحق أي ضرر، والجسر يعمل».
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار