بولتافا (أوكرانيا) (أ ف ب) – واشنطن- بروكسل – لندن -الزمان
قُتل 51 شخصا في الأقل وأصيب 180 بجروح في هجوم روسي الثلاثاء طال مدينة بولتافا في وسط أوكرانيا وأدى إلى تدمير معهد عسكري.
فيما أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي الثلاثاء أنّ الضربة الروسية على مدينة بولتافا الأوكرانية «تذكير مروّع» بـ»وحشية» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وندّد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الثلاثاء بالهجوم الصاروخي الروسي على مدينة بولتافا في وسط أوكرانيا، واصفا إياه بـ»عمل عدواني بغيض».
وأكدت برلين الثلاثاء أن وحشية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «لا تعرف حدودا، عقب مقتل عشرات الأوكرانيين في هجوم صاروخي روسي على مدينة بولتافا في وسط أوكرانيا.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على منصة إكس، «يجب محاسبته» متحدثة عن بوتين.
وفي وقت أفادت السلطات الأوكرانية عن ارتفاع حصيلة القتلى إلى 51 شخصا، قال لامي في بيان على منصة إكس إنّ «الضربات الروسية على بولتافا هي أحدث عمل عدواني بغيض في حرب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين البغيضة وغير القانونية في أوكرانيا». وقُتل عشرات الأشخاص بينما أصيب أكثر من 200 آخرين بجروح في هجوم صاروخي روسي استهدف بولتافا الواقعة في وسط أوكرانيا الثلاثاء. وأعرب الاتحاد الأوروبي الثلاثاء عن «أسفه» لعدم اعتقال منغوليا الرئيس الروسي بوتين خلال زيارته الرسمية لأولان باتور، تنفيذا لمذكرة التوقيف الصادرة بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية. وقال متحدث باسم التكتل في بيان إن «الاتحاد الأوروبي يأسف لعدم امتثال منغوليا، الدولة الموقعة لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، لواجباتها (القاضية) بتنفيذ مذكرة التوقيف» بحق بوتين. وانتقد مدونون يحظون بشعبية كبيرة ومسؤولون بشدة القيادة العسكرية الأوكرانية بعد هذا الهجوم الذي أدى إلى وفيات واستهدف، بحسبهم، مجموعة من الجنود تجمعوا في مكان واحد في موقع هذا المعهد. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن صاروخين بالستيين سقطا على «معهد تعليمي ومستشفى مجاور» في بولتافا.
وأوضح أن «أحد مباني معهد الاتصالات تعرض لدمار جزئي، وعلق أشخاص تحت الأنقاض»، في هذه المؤسسة التي أنشئت في ستينيات القرن الماضي والتي تعنى بتدريب المختصين في مجال الاتصالات العسكرية.
فيما استُقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحفاوة في العاصمة المنغولية الثلاثاء، في أول زيارة يقوم بها إلى دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية منذ أصدرت مذكرة توقيف بحقّه العام الماضي.
وصل بوتين إلى أولان باتور ليل الاثنين في مستهل الزيارة عالية المستوى التي تعد بمثابة تعبير عن التحدي للمحكمة وكييف والغرب ومجموعات حقوقية والتي دعت جميعها إلى اعتقاله.
والتقى الثلاثاء بالرئيس أوخنانغين خورلسوخ في ساحة جنكيز خان وسط العاصمة حيث عزفت فرقة موسيقى عسكرية والنشيدين الوطنيين الروسي والمنغولي. وأشاد الرئيس الروسي بموقف منغوليا «القائم على الاحترام» وأكد لخورلسوخ بأن مواقف البلدين «متقاربة.. (حيال) العديد من القضايا الدولية الحالية».
والرئيس الروسي مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية التي تتّخذ من لاهاي مقرا بشبهة الترحيل غير الشرعي لأطفال أوكرانيين منذ غزت قواته أوكرانيا عام 2022. ردّت أوكرانيا بغضب على الزيارة، متّهمة منغوليا بـ»المسؤولية المشتركة» مع روسيا عن «جرائم الحرب» التي ارتكبها بوتين لعدم اعتقاله في المطار من قبل سلطاتها. وأفادت المحكمة الجنائية الدولية الأسبوع الماضي بأن من «واجب» جميع أعضائها اعتقال المطلوبين من قبل المحكمة.
ولكن عمليا، لا يمكن إجبار أولان باتور على الامتثال للقرار. ترتبط منغوليا، وهي دولة ديموقراطية حيوية تقع بين بلدين عملاقين بنظامين استبداديين هما الصين وروسيا، بعلاقات ثقافية وثيقة مع موسكو وعلاقة تجارية غاية في الأهمية مع بكين.
وفي أحد شوارع أولان باتور، قال خبير الاقتصاد ألتانبايار ألتانخوياغ (26 عاما) لفرانس برس إن توقيف بوتين كان خطوة «لاأخلاقية وغير مناسبة» لو أنها تمّت.
وأضاف أن «كلا من الصين وروسيا مهمة للغاية بالنسبة لنا كجارتين».
كانت منغوليا خاضعة لموسكو خلال الحقبة السوفياتية. وسعت منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 إلى المحافظة على علاقات وديّة مع الكرملين وبكين على حد سواء.
ولم تدن البلاد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وامتنعت عن التصويت خلال الجلسات المتعلّقة بالنزاع في الأمم المتحدة.
وأكد الكرملين الأسبوع الماضي بأنه لا يشعر بالقلق من إمكانية توقيف بوتين خلال الزيارة.
تمت الضربة الروسية بعيد إطلاق الإنذار المضاد للطائرات، بحسب وزارة الدفاع الأوكرانية، مضيفة أن الضربة «باغتت السكان بينما كانوا في طريقهم للاحتماء في ملجأ تحت الأرض».
وأضافت الوزارة «بفضل تنسيق العمل بين رجال الإنقاذ والأطباء، تم إنقاذ 25 شخصا وانتشال 11 منهم من تحت الأنقاض» و»لا يزال رجال الإنقاذ يواصلون عملهم».
واستهدف الهجوم الذي وقع في الصباح، مدينة بولتافا البعيدة نحو 300 كيلومتر شرق كييف، وكان عدد سكانها يبلغ حوالى 300 ألف نسمة قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.
وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية عدة سيارات إسعاف تتجه بعيد الضربة نحو الموقع المتضرر.
ودعت وسائل إعلام محلية السكان للتبرع بالدم. وأظهرت الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي مبنى متعدد الطوابق مدمرا بالكامل ورجال الإنقاذ يعملون وسط الأنقاض.
- «المآسي تتكرر» -
واثارت الضربة غضبا شديدا بين المدونين العسكريين الأوكرانيين الذين، كما هو الحال في روسيا، يتمتعون بتأثير كبير منذ الحرب.
واشار بعضهم إلى أن الجيش الروسي كان يستهدف احتفالا عسكريا رسميا في الهواء الطلق، أي تجمع كبير للجنود، وهذا ما جعله هدفا سهل المنال.
وكتب المدون سيرغي ناوموفيتش الذي يتابعه أكثر من 135 ألف شخص على فيسبوك، «بولتافا… لماذا تم تجمع هذا العدد الكبير من الأشخاص في مثل هذه المؤسسة؟».
وأعربت النائب الأوكرانية ماريانا بيزوغلا، العضو في لجنة الدفاع في البرلمان والتي تنتقد بشدة القيادة العسكرية الأوكرانية، على تلغرام عن أسفها لعدم معاقبة أي ضابط رفيع المستوى لتعريضه مجموعات من الجنود للخطر خلال حوادث مماثلة وقعت في الماضي.
وكتبت «المآسي تتكرر متى سيتوقف ذلك؟».
وقال الرئيس الأوكراني إنه أمر بإجراء «تحقيق كامل وسريع» في ملابسات هذا الهجوم الروسي.
كما تعهد «بمحاسبة» روسيا ودعا من جديد حلفاءه الغربيين إلى تزويده بأنظمة دفاع جوي إضافية بشكل عاجل والسماح لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية بالصواريخ بعيدة المدى التي تسلمها.
ترفض عدة دول غربية، بينها الولايات المتحدة، حتى الآن الموافقة على تنفيذ ضربات خارج الحدود الأوكرانية خشية التصعيد مع موسكو.
كما تعرضت القيادة العسكرية الروسية لانتقادات شديدة مرات عدة منذ بداية الحرب بعد ضربات أوكرانية استهدفت تجمعات لجنود وأودت بحياة كثر.
ونشر مدونون عسكريون روس الثلاثاء لقطات جوية التقطتها مسيرة تبدو مطابقة لمبنى المعهد في بولتافا.
وفي الأسبوع الماضي، واجهت قيادة الجيش الأوكراني بالفعل ضغوطا بعد تحطم مقاتلة اف-16 أميركية الصنع، وهي قطعة ثمينة من المعدات العسكرية التي تسلمتها كييف مؤخرا بعد انتظار دام أكثر من عامين، أودى بطيارها الذي تلقى تدريبا في الولايات المتحدة. وأعلن زيلينسكي على أثره إقالة قائد القوات الجوية ميكولا أوليشوك.
وفي سياق متصل، أعلن مدير شركة الكهرباء في أوكرانيا، فولوديمير كودريتسكي، على فيسبوك الثلاثاء إقالته من منصبه في «اجتماع خاص».
ويأتي هذا القرار في ظل تعرض شبكة الكهرباء الأوكرانية لأضرار جسيمة بسبب القصف الروسي الذي أدى إلى انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي.
ووفقا لوسائل الإعلام الأوكرانية، تم فصل كودريتسكي لأنه فشل في حماية المنشآت الأساسية للبلاد من الضربات الروسية.