اغلق طريق بغداد–كركوك من جهة جسر داقوق بعد أن غمرته السيول لساعات، في مشهد أعاد إلى الأذهان هشاشة البنية التحتية أمام موجات الطقس العنيفة التي تضرب مناطق في العراق بشكل متصاعد.
واندفعت كميات كبيرة من الأمطار نحو القرى والبلدات القريبة من الجسر، ما دفع السلطات المحلية إلى نشر فرق الطوارئ وإقامة حواجز ترابية مؤقتة لاحتواء المياه المتدفقة التي عطلت حركة النقل بين العاصمة والمناطق الشمالية.
وغرقت شوارع وأحياء في بغداد والنجف وكربلاء بحسب فيديوهات انتشرت على التواصل الاجتماعي.
حصيلة الضحايا ارتفعت إلى خمسة أشخاص وإصابة 12 آخرين، وسط تأكيدات باستمرار البحث عن مفقودين بينهم طفلان، في واحدة من أعنف موجات السيول التي تضرب محافظات السليمانية وكركوك وديالى وأجزاءً من صلاح الدين منذ سنوات.
وتكشف شهادات أهالٍ في بلدات شرقي السليمانية وشمالي كركوك عن مشاهد جرف سيارات وانهيار منازل طينية، بينما تداولت منصات التواصل تسجيلات تظهر ارتفاع مناسيب المياه بشكل مفاجئ داخل الأزقة السكنية.
ويشير شهود عيان إلى أن السيول أودت بحياة ثلاثة أشخاص، بينهم طفلة في التاسعة من عمرها، فيما سجلت بلدة الشطرة في ذي قار جنوبي البلاد وفاة شخصين جراء انهيار سقف منزل بفعل غزارة الأمطار.
وتتزامن هذه التطورات مع بلاغات متكررة إلى فرق الدفاع المدني عن مفقودين، ما أجبر السلطات على توسيع نطاق البحث في الأودية والمناطق الزراعية التي اجتاحتها المياه.
وتسببت الأمطار التي هطلت ليل الاثنين وطوال نهار الثلاثاء، بفيضانات أغلقت طرقاً رئيسية وهدمت منازل في قرى عدة ضمن كركوك والسليمانية، وسط شكاوى سكان محليين من ضعف أنظمة التصريف القديمة التي لم تصمد أمام كميات المياه القياسية.
وتظهر بيانات الأمطار الحديثة أن السليمانية سجلت 86 ملم من الهطول، بينما بلغت كمية الأمطار في دوكان 52 ملم خلال فترة قصيرة، ما فاقم حجم السيول.
وتحذر هيئة الأنواء الجوية من استمرار الأمطار المصحوبة بعواصف رعدية واحتمالات تشكل سيول جديدة في خمس محافظات، فيما يعلن مسؤولو بلدات ليلان والطوز وجمجمال ومندلي عن انهيار جسور وتضرر شبكات الكهرباء والمجاري.
وتُظهر صور متداولة على منصات التواصل جسر طوزخورماتو وقد انهار كلياً تحت ضغط المياه، في وقت كثّفت فيه السلطات عمليات الإصلاح الطارئة.
