لندن ـ «القدس العربي»: يتفق علماء الفلك منذ سنوات طويلة بأن النظام الشمسي يتكون من ثمانية كواكب، ومن بينها الأرض التي يعيش عليها البشر، أما الكواكب السبعة الأخرى فهي الأقرب لكرتنا الأرضية، فيما تمكن العلماء مؤخراً من اكتشاف كوكب جديد مختبئ داخل نظامنا الشمسي وأطلقوا عليه اسم «العالم السري».
وبحسب تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي»، فإن «العالم السري» الذي تم اكتشافه يكمن في فناء الأرض الخلفي، وهو عبارة عن «الكوكب Y» الذي يقول العلماء إنه قد يكون مختبئاً في نظامنا الشمسي.
ويقول العلماء إنه قد حان الوقت لإعادة صياغة النظر في النظام الشمسي، حيث اقترحت دراسة جديدة وجود عالم سري كامن على حافة نظامنا الشمسي.
وأطلق باحثون من جامعة برينستون على هذا الكوكب اسم «الكوكب Y»، ويُقال إنه بحجم الأرض وذو طبيعة صخرية.
وتنبه الباحثون إلى هذا الكوكب المحتمل بعد ملاحظة أن 50 جسماً في حزام كايبر، وهي منطقة من الأجسام الجليدية تقع خلف نبتون، مائلة بزاوية غير عادية.
وقال الباحث الرئيسي الدكتور أمير سراج: «بدأنا نحاول إيجاد تفسيرات أخرى غير وجود كوكب، لتفسير ميلان مدار الكوكب، لكن ما وجدناه هو أننا نحتاج بالفعل إلى كوكب هناك».
لكن تقرير «دايلي ميل» يؤكد أن هذه الدراسة ليست اكتشافاً لكوكب جديد، بل هي بالتأكيد اكتشاف للغز يُحتمل أن يكون الكوكب حلاً له.
ومنذ استبعاد بلوتو من قائمة الكواكب، ركز علماء الفلك الباحثون عن كوكب تاسع على حزام كايبر، وهذا الحزام عبارة عن حلقة دائرية الشكل من الأجرام الجليدية والكويكبات والكواكب القزمة التي تقع بعد نبتون، ويعتقد العلماء أنها خلّفتها الكواكب الثمانية.
وأي كواكب محتملة مختبئة في هذه المنطقة البعيدة ستتلقى القليل جداً من ضوء الشمس، مما يجعل رؤيتها صعبة للغاية باستخدام التلسكوب التقليدي. لكن العلماء يعتقدون أنهم قد يتمكنون من رصد آثار هذه العوالم الخفية من خلال دراسة كيفية تأثيرها على الأجرام الأخرى في حزام كايبر.
وفي عام 2016 طرح عالما الفلك في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، مايك براون وكونستانتين باتيجين، فرضية الكوكب التاسع، مجادلين بأن حركة اثني عشر جرماً من أجسام حزام كايبر لا يمكن أن تكون ناجمة إلا عن «كوكب إكس» الضخم والبعيد جداً.
ومع ذلك، يعتقد الدكتور سراج أنه قد يكون هناك كوكب تاسع آخر منافس، يختبئ على مسافة أقرب بكثير من الأرض. وإذا وُجد، فمن المفترض أن يكون «الكوكب واي» كوكباً صخرياً بكتلة تتراوح بين كتلة الأرض وعطارد. وهذا يجعله أصغر بكثير من «الكوكب إكس»، وهو كوكب آخر يُفترض وجوده في نظامنا الشمسي، ويُعتقد أنه عملاق غازي بكتلة أكبر بعشر مرات من كتلة الأرض.
ويدور الكوكب واي حول الشمس على بُعد يتراوح بين 100 و200 مرة من الأرض، وهو أيضاً أقرب بكثير من الكوكب إكس الذي يُعتقد أنه يدور حول الشمس على بُعد 400 مرة من الأرض. ومع ذلك، على هذه المسافة، سيظل الكوكب واي خافتاً للغاية ويصعب رصده.
وبالمثل، يتوقع الباحثون أن مدار الكوكب Y مائل على الأرجح بحوالي 10 درجات عن المستوى المداري، مما يزيد من صعوبة العثور عليه.
ومن المهم أن نظرية الكوكب Y لا تعني عدم وجود الكوكب X، ما يعني أنه قد يكون هناك ما يصل إلى 10 كواكب في نظامنا الشمسي.
وفي الواقع، تشير الأبحاث السابقة للدكتور سراج إلى أنه قد يكون هناك متسع لما يصل إلى خمسة كواكب أخرى شبيهة بالأرض للاختباء في المناطق الخارجية للنظام الشمسي. وهذا يعني أن جوارنا النجمي قد يكون أكثر ازدحاماً مما كنا نعتقد سابقاً.
ومع ذلك، ليس كل عالم فلك مقتنعاً بحسابات الدكتور سراج، حيث صرحت الدكتورة سامانثا لولر، الأستاذة المساعدة في علم الفلك بجامعة ريجينا في كندا أن هذه النتائج «ليست قاطعة».
وعلى الرغم من أن الكوكب Y يُمثل تفسيراً معقولاً لمدارات أجسام حزام كايبر المائلة، إلا أنه بدون أدلة رصدية، لا يوجد دليل قاطع.
ومع ذلك، قد يتغير هذا قريباً بفضل مرصد فيرا روبين، الذي بدأ مؤخراً بالتقاط صور للسماء بأكبر كاميرا رقمية في العالم، حيث على مدار العقد المقبل، سيلتقط مرصد فيرا روبين صورة كل 40 ثانية لمدة تتراوح بين 8 و12 ساعة في الليلة، مع مسح السماء بأكملها بشكل متكرر.
ويتوقع العلماء أن يكتشف هذا المرصد آلاف الأجرام السماوية الجديدة – بما في ذلك الكوكبان X وY – إن وُجدت بالفعل.
ويتوقع الدكتور سراج: «أعتقد أنه خلال أول عامين أو ثلاثة أعوام من مهمة المرصد، سيصبح الأمر حاسماً. إذا كان الكوكب Y ضمن مجال رؤية التلسكوب، فسيكون قادراً على العثور عليه مباشرةً».