بغداد/المسلة: تشير مسارات المواقف والتصريحات، الى ان الإطار التنسيقي يُفضل اختيار رئيس وزراء يعتقد أنه يمكن السيطرة عليه، دون أن يحمل طموحات سياسية مستقلة تهدد توازنات القوى داخل التحالف.
ووصل محمد شياع السوداني إلى رئاسة الوزراء عام 2022 بدعم مباشر من الإطار التنسيقي، لكن مراقبين يرون أن بعض أطرافه أصبحت حذرة من منحه ولاية ثانية، بعد أن تحول إلى منافس قوي يتمتع بشعبية واسعة واستقلالية نسبية.
من جانب آخر، استخلص الإطار درساً مهماً من تجربة نوري المالكي، الذي سعى خلال ولايتيه إلى ترسيخ سلطته التنفيذية، مما أثار مخاوف من تكرار سيناريو يؤدي إلى إضعاف نفوذ الكتل التقليدية على حساب فرد واحد.
وبالتالي، يُشترط في الشخصية المرشحة لرئاسة الوزراء أن تكون مقبولة لدى إيران والولايات المتحدة معاً، كون هاتين الدولتين تمارسان نفوذاً كبيراً على المشهد العراقي، لضمان توازن خارجي يدعم الاستقرار الداخلي.
في هذا السياق، يُذكر أن نوري المالكي هو الرئيس الوحيد الذي حصل على ولايتين متتاليتين منذ الغزو الأميركي عام 2003، فيما فشلت محاولته لولاية ثالثة عام 2014 .
أما في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في نوفمبر 2025، فقد حصل ائتلاف الإعمار والتنمية الذي يتزعمه السوداني على أكبر عدد من المقاعد، مع أداء قوي في بغداد والمحافظات الجنوبية.
ورغم ذلك، طرح السوداني نفسه خلال ولايته الأولى كشخصية براغماتية تركز على تحسين الخدمات العامة ومشاريع البنية التحتية، نجح في الحفاظ على مسافة نسبية من الصراعات الإقليمية، مما عزز شعبيته لدى شرائح واسعة، لكن ذلك لا يكفي بالنسبة لقوى الاطار التي ترفض اي شخصية منافسة جديدة للشخصيات التقليدية.
ويواجه ائتلاف السوداني، رغم انتمائه الاسمي إلى الإطار التنسيقي الذي شكل الكتلة البرلمانية الأكبر بعد الانتخابات، يواجه رفضاً من بعض أطرافه لإعادة ترشيح السوداني، خوفاً من نمو قاعدته السياسية المستقلة.