الوثيقة | مشاهدة الموضوع - لماذا نقل بن سلمان دفّة النفوذ الديني من عائلة “آل الشيخ” لـ”عائلة الفوزان” وهل انتهى “تحالف الوهابية” التاريخي؟.. ماذا يقول مُفتي السعودية الجديد بالخُروج على الحاكم؟ والملك فيصل وضع “العدل” مكان “الافتاء”!
تغيير حجم الخط     

لماذا نقل بن سلمان دفّة النفوذ الديني من عائلة “آل الشيخ” لـ”عائلة الفوزان” وهل انتهى “تحالف الوهابية” التاريخي؟.. ماذا يقول مُفتي السعودية الجديد بالخُروج على الحاكم؟ والملك فيصل وضع “العدل” مكان “الافتاء”!

مشاركة » الجمعة أكتوبر 24, 2025 4:27 pm

3.jpg
 
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
يبدو أنّ القيادة السعودية، عازمة، على كسر كُل الثوابت السياسية، والدينية، والاجتماعية، التي كانت قائمة في البلاد، من السماح للمرأة بقيادة السيارة، ومُصادرة نفوذ وصلاحيّات رجال الدين ومؤسستهم (المعروف والمنكر) التي تعاظمت مُنذ العام 1940، وصولًا لوصول الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد، بصفته حفيد الملك المؤسس، وليس نجله، وختامًا بوصول صالح الفوزان لمنصب المُفتي.

وبطبيعة الحال تم تعيين الفوزان مُفتيًا، بقرار صادر عن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وذلك بناءً على ما عرضه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الحاكم الفعلي للبلاد.

وكسر الأمير بن سلمان بتعيين الفوزان مُفتيًا، “العادة الملكية” التي تحصر المنصب الديني الأبرز في السعودية بأسرة آل الشيخ (محمد بن عبد الوهاب)، وذلك ضمن التحالف والتقاسم السلطوي المعروف بين العائلة الحاكمة آل سعود سياسيًّا، وعائلة آل الشيخ للشق الديني.
وبدأ التحالف عام 1744 بين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود، حيث تعهّد ابن سعود بحماية الدعوة والشيخ، مقابل أن يكون الشيخ قائدًا في الأمور الدينية، وذلك ما يُعرف بـ “ميثاق الدرعية”.
وأُنشئ المنصب بموجب مرسوم أصدره الملك عبد العزيز آل سعود عام 1953، وعُيّن بموجبه الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مُفتيًا عامًّا للمملكة.
لا بُد من الإشارة إلى أن منصب المفتي أُلغي في عهد الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز، والذي حل محلّه في عهده وزارة العدل، حتى عاد المنصب في عهد الملك فهد، حيث استغل الأخير شُغور المنصب لفترة طويلة بين عامي 1969، و1994، وعيّن الشيخ عبد العزيز بن باز مُفتيًا، وهُنا كُسرت قاعدة حصرية المنصب بآل الشيخ كون المنصب كان شاغرًا، واستمر به بن باز حتى العام 1994.
وعُرف من أسرة آل الشيخ، مستشار الديوان الملكي عبد العزيز بن محمد آل الشيخ، ووزير العدل عبد الله بن إبراهيم آل الشيخ، ورئيس المراسم الملكية سابقاً الفريق محمد بن عبد الرحمن آل الشيخ التميمي، ومدير الأمن العام سابقاً الفريق عبد الله بن عبد الرحمن آل الشيخ التميمي.
ويبدو أن دفّة منصب المُفتي التي انتقلت من آل الشيخ إلى الفوزان (90 عامًا)، قد لا تظل حصرية بعائلة مُعيّنة، وستخضع للأوامر الملكية التي ستختار الشخصية الأنسب بغضّ النظر عن اسم العائلة.
ووفقًا للموقع الرسمي للشيخ الفوزان فقد ولد عام 1354هـ الموافق 28 سبتمبر (أيلول) 1935م، لأسرة من الوداعين من عشيرة آل شماس قبيلة الدواسر في بلدة الشماسية بالقصيم.
والفوزان هو رابع مُفتٍ للمملكة بعد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ والشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ عبد العزيز آل الشيخ الذي شغل المنصب طيلة عشرين عامًا ووافته المنية في الـ 23 من سبتمبر/أيلول الماضي.
وحاليًّا، انحسر نفوذ عائلة آل الشيخ الديني، أو نفوذها بشكلٍ عام في العربية السعودية، بعد وفاة المُفتي السابق، بمنصب هيئة الترفيه، والذي يشغله تركي آل الشيخ، والذي ترجع أصوله إلى الإمام محمد بن عبد الوهاب.
ويبدو أن الفوزان يحظى بتقدير الأمير بن سلمان، واحترامه شخصيًّا، حيث وفي العام 2018، وفي مقطع فيديو جرى إعادة تداوله، يُسمع صوت بن سلمان رافضًا الدخول لصالة الاستقبال قبل الفوزان: “أنت والد لي”.
ويُعزّز الفوزان سطوة الحكم السعودي في إطار الفتوى الدينية، حيث يرى الشيخ صالح أنه لا يجوز الخروج على الحاكم، حتى لو كان ظالمًا فاسقًا، ويشدد على أن الخروج عليه كبيرة تستوجب القتل.
ويُجيز الفوزان الخروج على السلطان بحالتين فقط، وهي وجود كفر بواح عندهم من الله فيه برهان، والقدرة على إزالته (الحاكم) دون أن يترتّب على ذلك شَرٌّ أكبر منه.
بكُل حال، ينجح الأمير بن سلمان، بكسر كل الثوابت التي يجد فيها عثرات، وعقبات، أمام تخليص بلاده من تهم “الوهابية”، والتطرّف، والإرهاب، ولعلّ تعيين الفوزان، هو الإعلان النهائي لنهاية “الوهابية”، ورمي التراب ثم دفن تحالف تاريخي بدأ منذ العام 1745، بين محمد بن سعود، والإمام محمد بن عبد الوهاب، حيث حركة تجددية نشأت في حينها، وأطلق عليها اسم “الوهابية”، وكان شعارها كما تقول: “العودة إلى إسلام خالٍ من أي إضافات أو “بدع”، وضع نهايتها اليوم الأمير بن سلمان.
وفي مقابلة إعلامية سابقة مع الصحفي جيفري غولدبيرغ رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتك”، رفض الأمير بن سلمان تعريف الوهابية، بل قال إنه لا توجد وهابية، وأكد لا نؤمن بوجودها في المملكة العربية السعودية؛ نحن نؤمن بوجود السنة والشيعة. باتّباعنا للمذهب السني في الإسلام -كأهل السنة والجماعة- نؤمن بوجود أربع مدارس فقهية، وعلماء الدين [السلطات الدينية] ومجلس الفتوى [هيئة كبار العلماء السعودية المخولة بإصدار الفتاوي]. صحيح أننا في السعودية نستند في قوانيننا إلى الإسلام والقرآن، لكن لدينا أربعة مذاهب فقهية -وهي المذهب الحنبلي والحنفي والشافعي والمالكي- والتي تجتهد في تفسيراتها [التي تتفق في الأصول الكلية والأدلة الإجمالية وتختلف في بعض الفروع].
Print This Post
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات