الوثيقة | مشاهدة الموضوع - ما هي سيناريوهات المواجهة بين «أنصار الله» وإسرائيل بعد «الاغتيال»؟
تغيير حجم الخط     

ما هي سيناريوهات المواجهة بين «أنصار الله» وإسرائيل بعد «الاغتيال»؟

مشاركة » الأحد سبتمبر 07, 2025 12:17 pm

أحمد الأغبري
حجم الخط
0

العميد عابد الثور، قال إنه في حال تم التوصل إلى تسوية واتفاق بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل بوقف الأخيرة كل جرائمها، فإن اليمن ممثلًا في صنعاء سيوقف عملياته العسكرية.

صنعاء ـ «القدس العربي»: شكّلت جريمة الاغتيال الإسرائيلية لرئيس وأعضاء في حكومة «أنصار الله» (الحوثيون) في 28 آب/أغسطس منعطفًا مهمًا في مسار المواجهة بين الطرفين؛ ما يدفع للسؤال: هل يمكن أن تعود المواجهة بين «أنصار الله» وإسرائيل إلى ما كانت عليه قبل تشرين الأول/أكتوبر 2023، أي إلى نقطة الصفر في حال تم التوصل إلى تسوية بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، ويتوقف بموجبها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما حصل في الهدنة التي تم إعلانها في كانون الأول/ديسمبر الماضي، واستمرت حتى آذار/مارس؟ وما هي السيناريوهات المحتملة للمواجهة بين «أنصار الله» وإسرائيل لاسيما بعد غارات 28 آب/اغسطس على صنعاء؟
يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي في مركز الدراسات والبحوث اليمني بصنعاء، عبد الكريم غانم، متحدثا لـ«القدس العربي»، أن المواجهة بين «أنصار الله» وإسرائيل قد تتراجع في حال تم التوصل إلى تسوية بين فصائل المقاومة وإسرائيل، لكنها لن ترجع إلى نقطة الصفر.
وقال:»ارتبطت المواجهة بين الحوثيين وإسرائيل بإسناد المقاومة الفلسطينية في غزة وفك الحصار عنها، وفي حال تم التوصل إلى تسوية بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، وتوقفت بموجبها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، من المتوقع أن تنخفض وتيرة المواجهات بين الحوثيين وإسرائيل»، مستبعدًا «عودتها إلى نقطة الصفر، لاعتبارات كثيرة؛ فالمواجهة مع إسرائيل لم تعد مقيدة بقواعد الاشتباك التي كانت معتادة قبل 28 آب/أغسطس، حيث تحولت الغارات الإسرائيلية من استهداف المنشآت المدنية إلى استهداف القيادات السياسية الحوثية، بما يعنيه ذلك من تغلغل استخباراتي إسرائيلي في صفوف الحوثيين، وما يتطلبه من تغيير نوعي وكمي في الهجمات الحوثية على إسرائيل، فتعاظم الهجوم يتطلب تعاظم الهجوم المضاد».
لكنه يقول إن هذا «لا يعني أن صنعاء في طريقها للتحول من جبهة إسناد إلى جبهة أصلية في المواجهة مع إسرائيل، فهذه الجبهة مرتبطة بعودة السلام والاستقرار لغزة وفك الحصار عنها، إلى جانب رهان محور المقاومة على الحوثيين في إظهار احتفاظه بقدرته على الردع».
أما ما يتعلق بالسيناريوهات المحتملة لهذه المواجهة؛ فيتعقد غانم أن هناك سيناريوهين: «الأول: استمرار الهجمات والهجمات المضادة بين إسرائيل والحوثيين، ولا يرتبط هذا السيناريو كثيرًا بالاستهداف الإسرائيلي لعدد من الوزراء والقيادات السياسية الحوثية، بقدر ارتباطه باستمرار الحرب على غزة، فمن المرجح أن تستمر الهجمات الحوثية على إسرائيل، مع تطور محدود في نوعية الصواريخ والمسيّرات، يقابله توسع بنك الأهداف الإسرائيلية في الاغتيالات، وفيما عدا ذلك سيحافظ الجانبان على قواعد الاشتباك التي انتهجاها طوال الفترة الماضية، حيث يحرص الحوثيون على تقديم أنفسهم كجبهة إسناد لغزة، وهم بذلك يحافظون على موقعهم في محور المقاومة».
وأشار إلى أن «استمرار الهجمات الحوثية على إسرائيل يرتبط بدرجة أساسية باستمرار الحرب على غزة، وفي هذا السياق يمكن القول إن طموحات نتنياهو في الفوز بالانتخابات القادمة كفيلة بتبديد أي أمل في التوصل لهدنة في غزة على المدى القريب، الأمر الذي يعني استمرار الهجمات والهجمات المضادة بين إسرائيل والحوثيين، ودخول الطرفين حرب استنزاف، لاسيما على المستوى الاقتصادي، لكلا الجانبين».
أما السيناريو الثاني فيضيف غانم: «عقد اتفاق هدنة في غزة، تضع معها الحرب أوزارها، وهذا السيناريو مدفوع بضغوط الدول الأوروبية ورغبة الرئيس ترامب في تحقيق سلام يعيد ما تبقى من أسرى لدى حماس، وفي هذه الحالة من المتوقع أن تتوقف الهجمات الحوثية على إسرائيل».
لكن عبد الكريم غانم يرى «أن احتمالات تحقق هذا السيناريو تعد ضئيلة في ظل ما تعتقد الحكومة الإسرائيلية المتطرفة أنها فرصة لاحتلال قطاع غزة ومواصلة سياسة الاستيطان».

التزام

الخبير العسكري في وزارة الدفاع في حكومة «أنصار الله» (الحوثيون)، مساعد مدير دائرة التوجيه المعنوي بالوزارة، العميد عابد الثور، قال لـ«القدس العربي»، إنه في حال تم التوصل إلى تسوية واتفاق بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل بوقف الأخيرة كل جرائمها؛ «فإن اليمن ممثلًا في صنعاء سيوقف عملياته العسكرية بالتأكيد؛ لأن العمليات اليمنية إسنادية، وهدفها هو إيقاف العدوان على قطاع غزة».
وأضاف: «ما طرحه اليمن في أكثر من مناسبة؛ هو أن كل عملياتنا مرهونة بوقف عمليات العدوان الإسرائيلي على غزة؛ وهو ما سيلزم اليمن بالالتزام بما يتم الاتفاق عليه بين الفصائل وإسرائيل. في حال تم التوصل إلى هدنة في غزة، ستتوقف العمليات اليمنية».
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات