الوثيقة | مشاهدة الموضوع - هل اخرج الصدر نفسه من اللعبة بلا ضمانات للعودة اليها، وهل يستطيع العودة مجدداً دون خسائر فادحة؟ متابعات
تغيير حجم الخط     

هل اخرج الصدر نفسه من اللعبة بلا ضمانات للعودة اليها، وهل يستطيع العودة مجدداً دون خسائر فادحة؟ متابعات

مشاركة » الجمعة يوليو 01, 2022 12:27 am

24.jpg
 
بعد أشهر من المماطلة والمناورة، ومحاولة استمالة كل الأطراف، عدا خصومه في التكتل الشيعي، المسمى " الأطار التنسيقي"، وجد الصدر نفسه مضطراً، لتغيير راديكالية في اللعبة السياسية، أذ توجه بقوة نحو خيارات رأها هو او مقربون منه، أنها تحرج خصومه، وتجبرهم على تقديم تنازلات كبيرة، كما فعلوا قبل ذلك اثناء مغادرته المعترك الانتخابي قبيل انعقاده بأيام، ليحصل على وقتها على ضمانات ويعود، ويحقق نتائج غير مسبوقة.

هذه المرة، عاود الصدر ذات التكتيك، لكن الأمر لم يكن كذلك، فخصومه لم يذهبوا هذه المرة للقائه في النجف حيث يقيم، وتقديم فروض الطاعة، وينحنوا امام رغباته بعزلهم، بل بادروا على الفور، باستبدال اعضاء الكتلة التي يتحكم بها، بأخرين عززوا من حضور التكتل الشيعي، ومنحه قوة تفاوضية كبيرة، كما يقول مراقبون.

ويتحدث المراقبون لـ ( العراق اليوم) عن " ستراتيجية الضغط الأقصى التي كان يمارسها الصدر ضد خصومه في الساحة الشيعية، وهي مجموعة تكتيكات متعددة، كانت في الأغلب تؤدي الى هزيمة اولئك الخصوم، سواء عبر التلويح بالقوة في الشارع، أو عبر التلويح بالأعتزال وترك ظهر العملية السياسية مكشوفاً امام من يتربص بها، لكن هذه الستراتيجية هذه المرة لم تحقق المأمول، ولم يضع الصدر بحساباته أنه سيكون للمرة الأولى خارجاً عن القوة السياسية التأثيرية، وأن عليه أن أراد العودة ثانيةً، أن يسلك خيارين، لهما اثمان باهظة".

ويشير المراقبون الى أن " الصدر أن حاول العودة هذه المرة من بوابة التظاهرات الشعبية، فهو لن يجد ذلك البريق الذي وجده في 2019 ابان التظاهرات العارمة التي اسقطت حكومة عبد المهدي الائتلافية بينه وبين تحالف الفتح وقتذاك، لا سيما ان الشارع لم يعد محتقناً للغاية كما كان، ولزوال اسباب تفجر انتفاضة شعبية اخرى، ولذا سيجد نفسه مضطراً للنزول بانصاره الذين يقدر اعدادهم ببضع مئات من الشيعة الموزعين في جنوب العراق ومدينة الثورة في بغداد، ولكن هذا سيعني انه ذاهب الى مواجهة قد تتطور الى اشتباك مكلف، لن يتورط به الصدر على الأرجح".

ويلفت المراقبون الى أن " عودة الصدر للمجلس النيابي الحالي اصبحت مستحيلة، ولكن قد يجد أن اراد التفاوض مع خصومه ما يمكن أن يصطلح عليه بصفقة قانونية، تتيح له العودة، لكن هذا سيكون له تأثير قوي على شعبية الرجل، وقد يتسبب له بأحراجات جماهيرية تزيد من رفض الاتباع وتمرد المقربين حتى".

ويرى المراقبون الى ان " خطاب الصدر بدأ يتخذ منحى تصاعدي، وبدأت اللهجة التي كان يغرد بها في موقع تويتر، تذهب الى مديات التنديد والهجوم اللفظي العنيف، وهو ما قد يؤشر الى أن الأمور قد تتجه الى ما لا يمكن توقعه".

وعن آلية الخروج من دوامة هذه الأزمة الخانقة، يرجح المراقبون أن يذهب الأطار التنسيقي الشيعي لاسترضاء الصدر، وحفظ مكانته السياسية من خلال الابقاء على ممثليه في الحكومة العراقية، وأيضاً العمل على تقريب موعد الانتخابات النيابية بعد تعديل قانوني المفوضية والانتخابات بما يرونه، وأيضاً عدم استفزاز الصدر بشخصيات جدلية او منشقة عنه، خصوصاً وان مقرباً من الصدر لوح بخطوات غير مسبوقة، أن تم التفاوض مع شخصيات منشقة عن التيار، وضمهم للحكومة التي ستولد بعد أقل من شهر تقريباً".
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات