الوثيقة | مشاهدة الموضوع - باستثناء الولايات المتحدة.. جميع أعضاء مجلس الأمن يرفضون اعتراف إسرائيل بأرض الصومال
تغيير حجم الخط     

باستثناء الولايات المتحدة.. جميع أعضاء مجلس الأمن يرفضون اعتراف إسرائيل بأرض الصومال

القسم الاخباري

مشاركة » الثلاثاء ديسمبر 30, 2025 4:25 am

1.jpg
 
الأمم المتحدة- “القدس العربي”: عقد مجلس الأمن الدولي عصر اليوم الثلاثاء، جلسة مفتوحة مطولة لمناقشة قرار إسرائيل بالاعتراف بسيادة أرض الصومال دولةً مستقلةً ذات سيادة في 26 ديسمبر/ كانون الأول. وقد تمّ عقد الجلسة بناءً على طلب الدول الأفريقية الثلاث (الصومال، الجزائر، سيراليون) بالإضافة إلى غيانا، وبدعم من روسيا والصين وباكستان.

وقد قدّم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام وعمليات السلام، خالد خياري، إحاطة حول تداعيات إعلان إسرائيل الاعتراف بـ”أرض الصومال” دولةً مستقلةً وذات سيادة.

وأوضح خياري أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في 26 ديسمبر/ كانون الأول هذا الاعتراف، مشيرًا إلى أن “أرض الصومال” رحّبت في بيان صدر في اليوم نفسه بما وصفته بالقرار “التاريخي والمبدئي”، واعتبرته خطوة مفصلية في مساعيها الطويلة للحصول على الشرعية الدولية. كما أعلنت إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، مع التوجّه لتعزيز التعاون في مجالات متعددة.

وأضاف أن الحكومة الفيدرالية الصومالية ردّت ببيان أكدت فيه التزامها المطلق وغير القابل للتفاوض بسيادتها ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها، استنادًا إلى الدستور المؤقت لجمهورية الصومال الفيدرالية وميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، ورفضت بشكل قاطع أي اعتراف أو ترتيب من شأنه المساس بتكوينها الإقليمي، معتبرةً ذلك باطلًا ولا يترتب عليه أي أثر قانوني أو سياسي بموجب القانون الدولي.

كما شددت الصومال على رفضها إقامة قواعد عسكرية أجنبية أو الدخول في ترتيبات قد تجرّ البلاد إلى صراعات بالوكالة، محذّرةً من تداعيات ذلك على السلم والاستقرار الإقليميين.

وأشار خياري إلى أن جلسة مشتركة لمجلسي البرلمان الصوماليين عقدت في 27 ديسمبر/ كانون الأول أدانت ما وصفته بالاعتراف “غير القانوني” بـ”صوماليلاند”، مؤكدةً أن أي اعتراف من هذا النوع، سواء من إسرائيل أو من أي دولة أخرى، يُعدّ باطلًا ولا أساس له قانونيًا ولا يترتب عليه أي أثر قانوني دولي.

ولفت إلى أن الإعلان الإسرائيلي قوبل بردود فعل واسعة من دول في المنطقة وخارجها، من بينها مصر والأردن وجيبوتي والمملكة العربية السعودية وتركيا، إضافة إلى بيان مشترك صادر عن عشرين دولة من الشرق الأوسط وأفريقيا يرفض ويدين هذا الاعتراف.

كما أصدرت منظمات إقليمية عدة بيانات مماثلة، بينها جامعة الدول العربية، ومجموعة شرق أفريقيا، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأوروبي، شددت جميعها على ضرورة احترام وحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه. وفي السياق نفسه، جدّد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي رفضه لأي اعتراف بـ”صوماليلاند”، محذرًا من أن تقويض وحدة الصومال يشكل سابقة خطيرة ذات تداعيات بعيدة المدى على السلم والاستقرار في القارة.

وفي ختام إحاطته، ذكّر خياري بأن مجلس الأمن أكد مرارًا احترام سيادة الصومال وسلامة أراضيه واستقلاله السياسي ووحدته، وهو ما أعيد التأكيد عليه مؤخرًا في القرار 2809 (2025) الصادر في 23 ديسمبر/ كانون الأول، داعيًا الصومال و”صوماليلاند” إلى الانخراط في حوار سلمي وبنّاء، استنادًا إلى بيان جيبوتي لعام 2023، والامتناع عن أي خطوات من شأنها تصعيد التوتر.
الصومال A3+

وفي مداخلة باسم مجموعة A3+، التي تضمّ الجزائر وغيانا وسيراليون والصومال، أعرب ممثل الصومال، أبو بكر عثمان، عن شكر المجموعة لرئاسة مجلس الأمن على عقد الجلسة، مثمّنًا إحاطة مساعد الأمين العام خالد خياري، ومشيرًا إلى مشاركة عدد من الدول والمنظمات الإقليمية في النقاش.

وأكدت المجموعة إدانتها الشديدة لاعتراف إسرائيل بـ”صوماليلاند”، معتبرةً ذلك انتهاكًا صارخًا لوحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه، ومخالفةً لميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الأساسية للاتحاد الأفريقي والقانون الدولي. وشددت على أن “صوماليلاند”، بوصفها إقليمًا في شمال غرب الصومال، لا تملك الأهلية القانونية لإبرام أي اتفاقات أو ترتيبات أو الحصول على اعتراف دولي بمعزل عن الدولة الصومالية، معتبرةً أي ترتيبات من هذا النوع باطلة ولاغية.

وحذرت المجموعة من أن هذه الخطوة تشجّع على تفتيت الصومال، وتهدد الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، داعيةً جميع الدول الأعضاء إلى رفضها بشكل واضح والمطالبة بسحبها. كما أعلنت A3+ انسجام موقفها مع تصريحات رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الرافضة لأي مساس بسيادة الصومال، مجددةً التزام الاتحاد الأفريقي بمبدأ احترام الحدود الموروثة عند الاستقلال، كما ورد في إعلان القاهرة لعام 1964.

ورحبت المجموعة بالمواقف الإقليمية والدولية التي عبّرت عن دعمها لوحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه، داعيةً إلى موقف دولي موحد يقوم على احترام النظام القانوني الدولي.

وفي سياق متصل، أعربت A3+ عن رفضها القاطع لأي حديث أو خطوات تتعلق بالتهجير القسري للفلسطينيين أو نقلهم إلى دول أو أقاليم أخرى، بما في ذلك أي محاولات لربط ذلك بإقليم شمال غرب الصومال، معتبرةً أن مثل هذه الخطوات غير قانونية وتتعارض مع قرارات ومحاكمات القانون الدولي، بما في ذلك الآراء الاستشارية والتدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية. وأكدت المجموعة دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدّمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وفق حلّ الدولتين.

وفي ختام البيان، شددت A3+ على أن لا جهة خارجية تملك الشرعية لتغيير وحدة أو سيادة أو التكوين الإقليمي للصومال، محذّرةً من أن الخطوة الإسرائيلية تشكل سابقة خطيرة وتهديدًا للسلم والأمن الإقليميين والدوليين، وداعية المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته ورفض أي ممارسات تمس سيادة الدول أو الحقوق المشروعة للشعوب.
الولايات المتحدة الأمريكية

من جهتها، قالت ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية إن عقد جلسات من هذا النوع، مثل الاجتماع الحالي، يصرف الانتباه عن القضايا الجدية المرتبطة بالسلم والأمن الدوليين، بما في ذلك الأوضاع في الشرق الأوسط ومنطقة القرن الأفريقي. وأكدت أن لإسرائيل، بوصفها دولة ذات سيادة، الحق في إقامة علاقات دبلوماسية، شأنها شأن أي دولة أخرى.

وانتقدت الممثلة الأمريكية ما وصفته بازدواجية المعايير داخل مجلس الأمن، مشيرة إلى أن دولًا عدة، من بينها أعضاء في المجلس، اتخذت في وقت سابق قرارات أحادية بالاعتراف بدولة فلسطينية من دون أن يُعقد اجتماع طارئ لمناقشة تلك الخطوات. واعتبرت أن هذا النهج يسهم في تشتيت تركيز المجلس عن مهمته الأساسية المتمثلة في حفظ السلم والأمن الدوليين.

وفي ما يتعلق بـ”صوماليلاند”، قالت إن الولايات المتحدة لا تعلن في الوقت الراهن أي موقف جديد بشأن الاعتراف بها، مؤكدة أنه لم يطرأ أي تغيير على السياسة الأمريكية بهذا الشأن.
روسيا

من جانبها، أعربت روسيا عن قلقها العميق إزاء قرار إسرائيل الاعتراف باستقلال “صوماليلاند”، معتبرةً أنه يتعارض مع سيادة ووحدة الجمهورية الفيدرالية للصومال وسلامة أراضيها. وأكدت موسكو تفهمها للموقف الرافض للحكومة الفيدرالية الصومالية، وللقيادة الأفريقية والدول الإقليمية والدول الإسلامية، مشددةً على أهمية حلّ الخلافات الداخلية الصومالية من خلال حوار وطني شامل، دون أي تدخل خارجي.

وشددت روسيا على دعم جهود مقديشو في مواجهة التهديدات الأمنية وإحلال السلام الدائم، مع مراعاة التنوع الثقافي والتاريخي للشعب الصومالي. كما نبهت إلى أن خطوات مماثلة لقرار الحكومة الإسرائيلية قد تعقّد جهود الصومال وشركائه في مكافحة الإرهاب، وتؤثر على الاستقرار الإقليمي.

وأكدت موسكو أن التحديات المعقدة التي تواجهها الصومال ترجع إلى حدّ كبير إلى الإرث الاستعماري الغربي، محذّرة من استغلال بعض الأطراف لهذه المشاكل لتعزيز مصالحها الجيوسياسية في منطقة القرن الأفريقي. وجددت روسيا موقفها المبدئي الداعم للصومال، موضحةً أن المساعدات المالية الطوعية للصوماليين تُقدَّم دون أي شروط سياسية، ومؤكدةً استمرار دعمها لمقديشو في مكافحة الإرهاب الدولي، ومعارضة أي محاولات للضغط السياسي أو الاقتصادي الأحادي.
إسرائيل

قال مندوب إسرائيل: “إن علاقة إسرائيل مع صوماليلاند لها تاريخ طويل ومتواصل”. وأضاف أنه في عام 1960، عندما برزت صوماليلاند كدولة مستقلة، كانت إسرائيل من بين ٣٥ دولة اعترفت رسميًا باستقلالها، مشيرًا إلى أن المدنيين في صوماليلاند تعرّضوا لجرائم وحشية جماعية في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وهي جرائم يُعترف بها الآن على نطاق واسع بأنها إبادة جماعية لقبيلة إسحاق.

وأكد قائلاً: “إن اعتراف إسرائيل بصوماليلاند ليس استفزازيًا ولا جديدًا. إنه اعتراف قانوني ومبدئي بواقع قائم منذ زمن طويل، ويتوافق مع القانون الدولي ويتماشى مع القيم التي من المفترض أن يدعمها هذا المجلس”.
مندوب الجامعة العربية

قال السفير ماجد عبد الفتاح، رئيس البعثة المراقبة الدائمة لجامعة الدول العربية إن ردود الفعل الدولية تعكس “الرفض والإدانة بالإجماع” لإسرائيل لسعيها إلى إضفاء الشرعية على التطلعات الانفصالية لمنطقة شمال غرب الصومال.

وأضاف: “تهدف إسرائيل إلى استخدام ذلك ذريعةً لوجودها غير الشرعي على الأراضي الصومالية العربية الأفريقية، وذلك لخدمة أجندات سياسية وأمنية واقتصادية معروفة، وهي أجندات مرفوضة ومدانة”.

وأكد أن “هذه الإجراءات تُشكل انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة”.

وحذر من أن هذه الإجراءات، في أخطر جوانبها، تُسهّل مخططات التهجير القسري للشعب الفلسطيني، واستغلال الموانئ الشمالية الصومالية لإنشاء قواعد عسكرية.
الاتحاد الأفريقي

أعرب المندوب المراقب للاتحاد الأفريقي عن رفضه لمحاولة إسرائيل تقويض سيادة الصومال، مؤكدًا أن الاتحاد يرفض أي مبادرة تهدف إلى الاعتراف بـ”صوماليلاند” ككيان مستقل. وحذر من أن أي محاولة لتقويض وحدة الصومال أو سيادتها أو سلامة أراضيها “تتعارض مع المبادئ الأساسية للاتحاد الأفريقي”.

وأكد أن احترام ميثاق الأمم المتحدة يتطلب “الاعتراف الكامل” بحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة، “بدلًا من اتخاذ خطوات استفزازية غير مسبوقة تجاه منطقة في القارة الأفريقية”.
تركيا

قال سفير تركيا، أحمد يلديز، إن الإجراءات الإسرائيلية تشكل “تهديدًا مباشرًا” لاستقرار منطقة القرن الأفريقي.

وأضاف المندوب التركي أن الإجراءات الإسرائيلية تشكل “تهديدًا مباشرًا” لدولة عضو في جامعة الدول العربية، وأنها تزعزع استقرار منطقة القرن الأفريقي وتقوّض بشكل خطير الأمن الإقليمي العربي الأفريقي المترابط.

وأشار إلى أن إعلان إسرائيل هو “مثال آخر على الإجراءات غير القانونية التي تتخذها حكومة نتنياهو بهدف خلق حالة من عدم الاستقرار” على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

كما ألقى كل من مندوبي مصر وجيبوتي وجنوب أفريقيا بيانات ترفض الخطوة الإسرائيلية، ثمّ ألقى مندوب الكويت بيانًا باسم المجموعة العربية أكد رفض المجموعة بشكل مطلق الخطوة الإسرائيلية، مؤكدًا التزام المجموعة بسيادة الصومال ووحدته الترابية كعضو كامل العضوية في الجامعة العربية.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار

cron