لندن – «القدس العربي»: خمسة ملفات قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيبحثها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي التقاه أمس الإثنين في مارالاغو، مقر إقامته في بالم بيتش في ولاية فلوريدا، لكن الملف السادس كان حاضرا: العفو عن نتنياهو، الذي بات قضية تشغل الإدارة الأمريكية التي تحاول دفع تسويات عدة في الشرق الأوسط.
غزة، وإيران، ولبنان، وسوريا، وملف المساعدات العسكرية، في مقدمة قضايا النقاش مع نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، والذي رغم ذلك، عَبرت طائرته فضاء ثلاث دول في الاتحاد الأوروبي موقّعة على نظام روما الأساسي، ودون أي مشاكل: اليونان وإيطاليا وفرنسا.
والرئيس الأمريكي، الذي تحدث وحده، من دون أن يدلي نتنياهو الذي كان إلى جانبه بأي تصريح، إنه يأمل في الوصول للمرحلة الثانية من خطة السلام في غزة «بسرعة كبيرة»، وإنه يجب نزع سلاح حركة «حماس» لإتمام اتفاق غزة على عَجَل.
وأوضح ترامب أن إدارته تفعل ما بوسعها لاستعادة جثة الأسير الإسرائيلي القتيل المتبقية.
وتطرق ترامب إلى مسألة نشر قوة استقرار دولية في غزة، فقال إنه سيتحدث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول نشر قوات تركية ضمن قوة الاستقرار في غزة.
ويعارض نتنياهو بشدة مشاركة تركيا في هذه القوة.
وفي موضوع إعادة الاعمار قال إن ذلك سيحدث قريباً.
وتطرّق ترامب إلى الملف الإيراني، فقال إنه سمع أن إيران تحاول إعادة بناء قدراتها النووية و»إذا فعلت ذلك فسنقضي على ذلك»، مبدياً دعمه لـ»هجوم سريع على إيران إذا واصلت بناء قدراتها النووية».
وشدد الرئيس الأمريكي على ضرورة أن تتوصل إيران التوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى أنه كان يمكن لها التوصل إلى اتفاق دبلوماسي معنا قبل ضربات في الصيف الماضي.
وتطرق ترامب إلى القضية التي تشغل بال بنيامين نتنياهو وعائلته، وهي العفو عن رئيس الوزراء الملاحق في قضايا فساد.
فقال ترامب مكرراً دعوات سابقة له إن الرئيس الإسرائيلي سيصدر عفواً عن نتنياهو وأنه يعتقد بأن عدم العفو عن نتنياهو سيكون أمراً صعبا للغاية.
لكن ديوان الرئيس الإسرائيلي الذي بدا محرجا سارع فيما كان الاجتماع لا يزال منعقدا إلى التوضيح أنه لم يجر أي اتصال بين الرئيس إسحق هرتسوغ وترامب منذ تقديم طلب العفو لنتنياهو.
وفي موضوع روسيا قال ترامب إنه أجرى مباحثة جيدة ومثمرة مع بوتين.
وسبق لقاء ترامب ونتنياهو اجتماع عقده رئيس وزراء الاحتلال وطاقمه مع وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الحرب بيت هيغسِت، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس ومستشاره جاريد كوشنر. وشارك في الاجتماع أيضًا السكرتير العسكري لنتنياهو رومان غوفمان، وسفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة يحيئيل لايتر، ورئيس مجلس الأمن القومي غيل رايخ.
ورصدت شبكة «الجزيرة» المعلومات التي سربها الإعلام الإسرائيلي قبيل اجتماع فلوريدا.
ونقلت عن القناة 14 الإسرائيلية أن إسرائيل لن توافق على بدء مناقشة إعادة الاعمار قبل استعادة جثمان الأسير القتيل ران غويلي.
وقالت القناة إن نتنياهو رفض توجه ويتكوف وكوشنر بالانتقال الى المرحلة الثانية وتجاوز مسألة تفكيك قدرات «حماس».
كما أشارت إلى أن نتنياهو سيطالب بضوء أخضر لتنفيذ عملية عسكرية للتفكيك النهائي للبنى الإرهابية.
أما القناة 12 الإسرائيلية فقالت إن ثمة فجوات كبيرة بين نتنياهو والمقربين من ترامب ليس بشأن غزة فقط، بل أيضا الضفة.
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية نقلت عن مسؤولين إسرائيليين أن لديهم شكوكاً في جدوى خطة ترامب وقالوا إنهم لا يستبعدون تنفيذ عملية جديدة في غزة.
وقال هؤلاء للصحيفة إن الوقت لا يزال مبكراً لتعطيل المسار الذي تقوده واشنطن.
وكان مقال مشترك لعدد من الكتاب نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية رسم صورة للحظة صفر محتملة في الشرق الأوسط.
وقال هؤلاء إن إرهاقاً واسعاً من الحروب في سوريا وغزة ولبنان وإسرائيل أخذ يولّد رغبةً خافتةً في كسر دوامة الانتقام والبحث عن تسويات تضمن حياةً قابلة للعيش.
لكن المقال يحذّر من أن هذه الروح هشة، لأن القضايا الجوهرية – خصوصًا مستقبل غزة ودور السلطة الفلسطينية ونزع سلاح «حماس» وتوسّع الاحتلال في الضفة – لا تزال عالقة وقد تعيد إشعال المنطقة سريعًا.