ايتمار إيخنر
تعتبر تركيا القمة الإقليمية التي عُقدت الإثنين بمثابة هجوم عليها، ولذلك، تصدّرت صحيفة “يني شفق” التركية، الناطقة باسم أردوغان، بصفحتها الأولى: “ابتداءً من اليوم، إسرائيل هي التهديد الأول”.
يشير المقال إلى كلٍّ من القمة الثلاثية في القدس وتبادل إطلاق النار في حلب وسوريا بين قوات النظام والقوات الكردية المعروفة باسم “قوات سوريا الديمقراطية”. ووفقًا للتقرير، قامت إسرائيل خلال القمة “بتفعيل” القوات الكردية لإحراج الوفد التركي من سوريا. أكدت تركيا أن “جميع مؤسساتها الأمنية تعتبر إسرائيل تهديدًا رئيسيًا”، بل وحددت بالتفصيل المؤسسات الحكومية التي ستنظر إلى إسرائيل من الآن فصاعدًا على أنها “التهديد الأول”: وزارة الدفاع، ووزارة الخارجية، وجهاز المخابرات التركي (MIT). يُعد هذا ردًا غير مألوف من وجهة نظر الأتراك، لا سيما في ضوء التقرير الذي تناول فكرة إنشاء قوة عسكرية مشتركة لإسرائيل وقبرص واليونان، والتهديد الضمني الذي أطلقه أردوغان حين قال: “لن تُنتهك حقوقنا” خلال حفل تدشين غواصة وسفن حربية.
وبحضور رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، وجّه نتنياهو إشارة ضمنية إلى أردوغان قائلًا: “إلى أولئك الذين يتوهمون قدرتهم على إقامة إمبراطوريات والسيطرة على بلادنا، أقول: انسوا الأمر. لن يحدث. لا تفكروا فيه حتى. نحن ملتزمون وقادرون على الدفاع عن أنفسنا، والتعاون يُعزز قدراتنا”.
في الخفاء، تواصل الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل للموافقة على مشاركة تركيا في إعادة إعمار قطاع غزة، ولا سيما في قوة الاستقرار الدولية، وهي مشاركة تعارضها إسرائيل بشدة. وفي غضون ذلك، أفادت وزارة الخارجية التركية، أمس، بأن الوزير هاكان فيدان التقى بكبار مسؤولي حماس في أنقرة وناقش معهم المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. وزعم مسؤولو حماس أنهم “نفذوا المطالب الواردة في الاتفاق، وأن الهجمات الإسرائيلية تعرقل المرحلة الثانية”.
وحذر الدكتور ألون ليئيل، المدير العام السابق لوزارة الخارجية، الذي كان مسؤولاً عن السفارة الإسرائيلية في تركيا، من أنه في ظل التعاون والتحالف العسكري بين القدس وأثينا ونيقوسيا، “تستعد تركيا لحرب مستقبلية مع إسرائيل، وهي في حالة من الذعر”. في حديثٍ مع موقع “واي نت”، أوضح ليئيل: “أعلم أن تركيا تستعد للحرب، وأرى استعداداتها. فهم يُعرّفونها بتعزيز الدفاعات الجوية وتقوية القوات الجوية، وتخصيص ميزانيات ضخمة لهذا الغرض. إنهم في حالة ذعرٍ حقيقي من احتمال هجومنا عليهم، ويأخذون الأمر على محمل الجد”.
وأشار إلى أن الأتراك “يُسلّحون أنفسهم بطائرات إف-35 الجديدة، ويُغيّرون قواتهم الجوية بالكامل. لديهم قوة بحرية ومشاة قوية، ويُضاعفون إنتاج الطائرات المسيّرة”.
وأضاف ليئيل: “إذا لم نتوصل إلى اتفاق مع سوريا، فستكون أولى المواجهات العسكرية على الأراضي السورية. لن يجرؤ أردوغان على مهاجمة الأراضي الإسرائيلية، ولن نجرؤ نحن على مهاجمة تركيا”. لكن كلا البلدين يمتلك جيشًا في سوريا، وإذا لم نتوصل إلى اتفاق ثلاثي أو رباعي مع السوريين والأمريكيين، فستقع حوادث مع تركيا في وقت قريب. أما بالنسبة للولايات المتحدة، فقد قدّر ليئيل أن واشنطن، على عكس الماضي، لم تعد تشعر بالذعر إزاء أي خلاف إسرائيلي-تركي. بالإضافة إلى ما نُشر في صحيفة “يني شفق”، كتب معلق بارز مقرب من الحكومة في صحيفة “حرييت” التركية أن لتركيا الآن عدوًا مشتركًا في سوريا: “إسرائيل الصهيونية – ووكيلها، قوات سوريا الديمقراطية – والأكراد”.
يديعوت أحرونوت 25/12/2025