صنعاء: أفادت مصادر بأن جماعة الحوثي في اليمن وجهت سلاحها المسير والصاروخي بمختلف المدايات نحو محافظات الجنوب، لافتة إلى أن جماعة الحوثي ستلجأ إلى تنفيذ هجمات صاروخية تستهدف عمق الجنوب ومصالحه ومنشآته الحيوية، كما فعلت في استهداف الموانئ في محافظتي حضرموت وشبوة ومطار عدن الدولي.
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان قوات تابعة للانتقالي الجنوبي، المطالب بفصل جنوب اليمن عن شماله، إطلاق عملية مزدوجة ضد الحوثيين والتنظيمات الإرهابية ونشر وحدات من قوات الحزام الأمني وقوات الدعم والإسناد ومحور أبين في مناطق المنطقة الوسطى بمحافظة أبين، بالتوازي مع معلومات عن الزج بقوات إضافية إلى خطوط التماس المتاخمة لمكيراس، في إطار خطة عسكرية متكاملة تهدف إلى إنهاء الوجود الحوثي وتأمين المديرية وربطها بالمناطق التي يسيطر عليها.
ونقلت صحيفة “الأيام” اليمنية في عددها الصادر الأربعاء عن المصادر قولها إن “مليشيات الحوثي أطلقت عملية تحشيد قبلي أو ما يسمى بـ(النكف) وإرسال تعزيزاتها المادية والبشرية تجاه الجبهات التي ترابط فيها القوات الجنوبية، على طول خط التماس الممتد من حريب مرورا بشبوة وثرة وجيشان أبين وصولا إلى يافع والضالع ومريس والمسيمير وكرش وحمالة وحبيل حنش وطور الباحة، كذلك الحال بالنسبة لجبهة الساحل الغربي”.
وأضافت أن “المليشيات الحوثية نفذت مؤخرا على طول الجبهات الجنوبية أعمال هندسية حربية بدءا من إنشاء غرف عمليات متقدمة في كلا من جبل السياني بمحافظة إب والراهدة بمحافظة تعز وحفر أنفاق وتحصينات مركزية ونقل منظومات وقواعد إطلاق صواريخ إليها” لافتة إلى أن أبو نصر الشغف المعين من قبل المليشيات قائدا للمنطقة العسكرية الرابعة قد زار مطلع ديسمبر/ كانون الثاني الجاري هذه التحصينات”.
وأشارت إلى أن “المليشيات الحوثية قامت مؤخرا بشق واستحداث طرق جديدة لتنفيذ عمليات التفاف”، كاشفة عن “حالة استنفار برزت في صفوف المليشيات الحوثية عقب قطع شرايين إمدادها بالسلاح الإيراني المهرب عبر خطوط التهريب التي كانت تمر عبر مسارات تنطلق من محافظة المهرة، مرورا بوادي وصحراء حضرموت، وصولا إلى نقاط “تسليم واستلام” يتشارك فيها نفوذ المليشيات في كل من الجوف ومأرب”.
وكان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية التابعة للانتقالي، المقدم محمد النقيب، أعلن انطلاق عملية “الحسم” لاستكمال مراحل عملية “سهام الشرق” في محافظة أبين، مؤكدا أن العملية تأتي ضمن الجهود المتواصلة لاجتثاث الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار، وتهيئة الجبهة الداخلية لمعركة تحرير مكيراس من جماعة الحوثي.
وكان مسؤولون قالوا إن التحرك العسكري الذي قاده المجلس الانتقالي الجنوبي في ديسمبر/ كانون الأول الحالي أدى إلى تعطيل شبكات التهريب وخطوط الإمداد التي كانت تشكل شريانا حيويا لتغذية جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة ونتيجة لذلك تقلصت قدرة القاعدة على المناورة والانتشار، وتراجعت قدرتها على تنفيذ هجمات نوعية.
جاء ذلك خلال تأكيدات عمرو علي سالم البيض، الممثل الخاص لـ”رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي للشؤون الخارجية”، في معرض رده على الانتقادات الإيرانية حيث قال إن “الاعتراض الإيراني على العمليات التي تقوم بها القوات الجنوبية في مكافحة الإرهاب، وجهودها الرامية إلى تعطيل طرق تهريب الأسلحة إلى مليشيات الحوثي، يثير تساؤلات جدية حول مواقف تتعارض بشكل واضح مع أمن واستقرار المنطقة”.
وأشار البيض، في تغريدة على منصة “إكس” الاثنين، إلى أن “الجنوب ماض في نهجه الثابت لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه، ولن يساوم على هذه القيم، وسيظل يضع مصلحة شعبه وأمنه واستقراره في مقدمة أولوياته، انطلاقا من مسؤوليته الوطنية والتزامه بحماية السلم الإقليمي”.
واستولى المجلس الانتقالي الجنوبي هذا الشهر على معظم محافظتي حضرموت والمهرة، بما في ذلك منشآت النفط الحيوية والحدود مع سلطنة عمان.
وتسيطر قوات الحوثيين المتحالفة مع إيران على أكثر مناطق البلاد كثافة سكانية، ومن بين ذلك العاصمة صنعاء.
(د ب أ)