بيروت ـ “راي اليوم”:
أكد أمين عام “حزب الله” اللبناني نعيم قاسم أن اتفاق وقف النار هو حصرا لجنوب الليطاني، مؤكدا أنه يجب على إسرائيل الخروج من لبنان وإطلاق سراح الأسرى ولا خطر على المستوطنات الشمالية.
وأضاف قاسم، أن لا نية لاستبدال اتفاق وقف إطلاق النار القائم بين حزب الله وإسرائيل، موضحًا أن أي استبدال يعني “العفو عن الانتهاكات الإسرائيلية”.
ad
وشدد قاسم على أن الهجمات الإسرائيلية على لبنان “لا يمكن أن تستمر ولكل شيء حد”، مشيرًا إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار “يقتصر على جنوب نهر الليطاني”، ولا توجد، بحسب قوله، “أي مشكلة تتعلق بأمن المستوطنات الإسرائيلية”.
وأردف قاسم قائلا: الدولة اللبنانية مسؤولة عن إخراج إسرائيل من أراضي لبنان بكل الوسائل المشروعة والمتاحة.
وتابع “عام 1982 دخلت إسرائيل زاعمة أنها تريد طرد الفصائل الفلسطينية ولكنها بقيت محتلة حتى العام 2000.. أطلقت “إسرائيل” ما سُمي “جيش لبنان الحر” وبعدها غيروا اسمه ليصبح “جيش لبنان الجنوبي” في محاولة للقول إن المشكلة داخلية في لبنان وليس لها علاقة”.
ad
وأضاف الشيح قاسم “إسرائيل خرجت صاغرة في العام 2000 بسبب ضربات المقاومة وبفضل الشهداء.”
وتابع “قيل لنا “العين لا تقاوم مخرزا” وكنا نقول: إسرائيل محتلة ويجب مقاومتها. وقام حزب الله على الجهاد ومقاومة الاحتلال والوقوف إلى جانب فلسطين”.
وشدد قاسم “المجاهدون يملكون قوة الإيمان والإرادة وهذه هي القوة الأساسية التي تجعل السلاح والصيحات تأثيرا غير عاديا، إسرائيل لم تخرج من لبنان بالمقاوضات ولا بالسياسة بل خرجت من دون قيد أو شرط بفعل المقاومة”.
واكد “منذ العام 2000 إلى عام 2023 كان هناك ردع بسبب المقاومة وبسبب المعادلة الذهبية ومنعنا “إسرائيل” من مشروعها التوسعي، كما قدمنا في معركة “أولي البأس” (الحرب الأخيرة بين “حزب الله” وإسرائيلي في عام 2024) تضحيات كبيرة ومنعنا إسرائيل من تحقيق أهدافها ووقفنا حاجزا أمام الاجتياح الإسرائيلي”.
وتابع ان “الصمود الأسطوري لمجاهدي المقاومة أوقف 75 ألف جندي إسرائيلي الذين لم يستطيعوا الدخول إلا مئات أمتار”.
وعن التهدئة قال قاسم “حصل اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024 وفيه انسحاب العدو من جنوب نهر الليطاني وانتشار للجيش وبالنسبة لنا في الاتفاق ثمن مقبول لنا وهو انتشار الجيش وهم أهلنا وأبناء وطننا”.
وتابع الشيخ قاسم “المقاومة تحملت المسؤولية 42 سنة وقالت الحكومة إنها ستتحمل المسؤولية هذه المرة ونحن فتحنا لها الطريق ونحن نؤيد أيا كان يريد الدفاع عن هذا الوطن”.
وقال ان “إسرائيل خسرت لأنها لم تحقق أهدافها من العدوان وعليها وفق الاتفاق الانسحاب من جنوب لبنا، العدو لم يلتزم بالاتفاق لأن لبنان يستعيد سيادته ومرت سنة والعدو يمارس خروقاته واستهدافاته ولم يُرد عليه ليقول إن لبنان لا يلتزم بالاتفاق ولأن العدو يريد أن يتدخل في مستقبل لبنان”.
واكد ان “أمريكا وإسرائيل يتدخلان في مستقبل لبنان وهما يريدان انهاء قدرة لبنان المقاومة وتسليح الجيش بقدر لمواجهة المقاومة وليس مواجهة العدو الإسرائيلي، وتعتبران أن الاتفاق يعطي لبنان مكاسب وأنه إذا خرجت إسرائيل من لبنان يستعيد سيادته ولذلك يجري الضغط على الحكومة”.
واكد ان “إسرائيل تريد أن تتحكم في لبنان سياسيا واقتصاديا وتريد لبنان حديقة خلفية لتوسع المستوطنات ضمن “إسرائيل الكبرى”، والحكومة (اللبنانية) للأسف لم ترَ من البيان الوزاري إلا نزع سلاح المقاومة ولكن اليوم لم يعد نزع السلاح هو المشكلة بل اليوم باتت ذريعة بناء القدرة والأموال وبعدها يقولون إن المشكلة بأصل الوجود وهذه الذرائع لن تنتهي”.
وأضاف “إسرائيل تقتل المدنيين في بيوتهم وتدمر البيوت وتجرف الأراضي وتمنع عودة الأهالي إلى بيوتهم وتمنع الحياة عن القرى”، والمتحدث باسم اليونيفيل يقول إن إسرائيل نفذت أكثر من 7 آلاف خرقا بينما لم يرصد من قبل “حزب الله” أي خرق في منطقة عملياتها ويخرج البعض ليقول إن المشكلة في لبنان بينما المشكلة في إسرائيل، ولن أناقش خدام إسرائيل الذين لا يدافعون عن مواطني بلدهم ولا يستنكرون اعتداءاتها بل أسأل الأحرار لماذا لا تضع الحكومة خطة زمينة لاستعادة السيادة الوطنية وتطلب من القوى الأمنية تطبيقها”.
وقال ان ” ما تطلبه أمريكا من لبنان هي أوامر تضغط باليد الإسرائيلية لتطبيقها وتدخلهم في شؤوننا الداخلية مرفوض، و توم برّاك (المبعوث الأمريكي) صرح بالعلن بأنه يريد تسليح الجيش اللبناني ليواجه شعبه المقاوم، فكيف ترتضي الحكومة بذلك؟”.
ويأتي ذلك بعد زيارة للبنان أجراها الأحد والاثنين وفد أميركي برئاسة نائب مساعد الرئيس لشؤون مكافحة الإرهاب سيباستيان غوركا، من أجل حضّ السلطات على تجفيف مصادر تمويل حزب الله.
والتقى الوفد رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام وعددا من المسؤولين الذين أكدوا له اتباع لبنان كل الاجراءات المعتمدة لمكافحة تبييض الأموال وتهريبها.
وأكد وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية جون هيرلي الذي كان في عداد الوفد، أن الإدارة الأميركية الحالية “جادة للغاية في قطع تمويل إيران” لحزب الله.
ووجّه الوفد خلال لقاءاته في بيروت، وفق ما أفاد مسؤول لبناني من دون الكشف عن هويته وكالة فرانس برس، رسالة “حازمة وواضحة” إلى السلطات مطالبا اياها بـ”أفعال حقيقية قبل نهاية العام”، تشمل “مكافحة تبييض الأموال والاقتصاد القائم على النقد، وإغلاق القرض الحسن”، وهي مؤسسة مالية تابعة لحزب الله، تمنح قروضا لقاء رهن بالذهب وتخضع لعقوبات أميركية.
وندّد قاسم الاثنين بـ”المطالب” الأميركية. وتساءل “عندما يتحدث الأميركيون عن التجفيف المالي، ما علاقتهم بالوضع الاجتماعي والقرض الحسن وكل هذه الخدمات التي تُقدَّم للناس؟ يريدون أيضا أن يتدخلوا في شؤوننا الداخلية؟”.
وطالب الحكومة بـ”أن تتصرف على أساس حماية المواطنين، وحماية المنظومة الاجتماعية، ومسؤوليتها عن الإعمار والبناء وإعطاء الحقوق”، مضيفا “ليس دور الحكومة اللبنانية أن تستمع إلى الإملاءات الأميركية وتبدأ بتنفيذها”.
ومنذ وقف إطلاق النار الذي أنهى في 27 تشرين الثاني/نوفمبر حربا استمرت عاما بين حزب الله واسرائيل، برعاية اميركية وفرنسية، تضغط واشنطن على لبنان من أجل تجريد الحزب من سلاحه، بينما تواصل اسرائيل شن ضربات دامية، تقول إنها تستهدف محاولات الحزب إعادة بناء قدراته العسكرية.
يأتي ذلك بينما أبدى رئيس الجمهورية أكثر من مرة استعداد لبنان للتفاوض مع إسرائيل، فيما أكد حزب الله رفضه أن “يُستدرج” لبنان الى تفاوض مع اسرائيل.
وقال قاسم في كلمته “لن نتخلّى عن سلاحنا الذي يعطينا هذه العزيمة وهذه القوة، ويمكّنُنا من الدفاع”.