الوثيقة | مشاهدة الموضوع - ازدواجية المعايير وأنظمة النفاق.. التضامن مع فلسطين يتعرض للرقابة والتجريم والقمع العنيف في الغرب
تغيير حجم الخط     

ازدواجية المعايير وأنظمة النفاق.. التضامن مع فلسطين يتعرض للرقابة والتجريم والقمع العنيف في الغرب

القسم الاخباري

مشاركة » الأربعاء أكتوبر 15, 2025 3:55 am

2.jpg
 
واشنطن- “القدس العربي”: كشف تقرير جديد صادر عن واحدة من أقدم منظمات حقوق الإنسان في العالم أن “الدعم لحقوق الفلسطينيين من باريس إلى واشنطن، ومن برلين إلى لندن، يتعرّض اليوم للرقابة والتجريم والقمع العنيف، بذريعة مكافحة معاداة السامية وحماية الأمن القومي”.

وأصدرت المنظمة الدولية لحقوق الإنسان (FIDH)، ومقرّها باريس، تقريرًا بعنوان «التضامن كجريمة: أصوات من أجل فلسطين تحت النار»، بعد أيام فقط من بدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي جاء عقب أكثر من عامين من الهجوم الإسرائيلي الذي أدانته جهات عديدة بوصفه إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.

وقالت يسرى فراورز، رئيسة قسم المغرب والشرق الأوسط في المنظمة، إن هذا الاتجاه “يعكس تحوّلًا مقلقًا نحو تطبيع الإجراءات الاستثنائية في التعامل مع الأصوات المعارضة”، وفقًا لمنصة “كومن دريمز”.

ويركز التقرير على انتهاكات حقوق حرية التجمّع والتنظيم والتعبير في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، منذ هجمات السابع من أكتوبر، وما تلاها من موجة قمع واسعة ضد أنشطة التضامن مع الفلسطينيين.

ويوضح التقرير الخلفيات السياسية والتاريخية لعلاقة كل دولة بإسرائيل، وسياق القوانين المناهضة للاحتجاج، والانتهاكات التي طالت الأكاديميين والنشطاء والمنظمات الإعلامية والحقوقية، وحتى بعض المسؤولين المنتخبين.

وأشار التقرير إلى أن الحكومة الأمريكية قدّمت لإسرائيل عشرات المليارات من الدولارات كمساعدات عسكرية منذ اندلاع الحرب، بينما يواجه النشطاء المتضامنون مع فلسطين في الولايات المتحدة عقوبات ورقابة وقمعًا مستمرًا منذ عقود.

ومنذ عام 2014، قدّم المشرّعون الأمريكيون نحو 300 مشروع قانون تستهدف التضييق على التعبير عن التضامن مع فلسطين، أُقرّ ربعها فيدراليًا أو في 38 ولاية، بحسب الوثيقة، التي أضافت أن عام 2023 وحده شهد أكثر من 80 مشروع قانون، بينها مشروع متطرّف يدعو لطرد جميع الفلسطينيين من الولايات المتحدة.

وأشار التقرير إلى أن المظاهرات المناهضة للإبادة في الجامعات الأمريكية واجهت قمعًا واسعًا من السلطات، إذ تواصل إدارة الرئيس دونالد ترامب محاولة ترحيل طلاب أجانب انتقدوا الهجوم الإسرائيلي أو دعم واشنطن له، كما تهدد الجامعات بفقدان تمويلها الفيدرالي.

وفي المملكة المتحدة، تذكّر المنظمة بأن فلسطين كانت “خاضعة للاحتلال البريطاني في ظل نظام الانتداب”، وأن بريطانيا “احتفظت بعلاقات وثيقة مع إسرائيل منذ تأسيسها في أربعينيات القرن الماضي”. وخلال العامين الأخيرين، قللت الحكومة البريطانية مرارًا من شأن الفظائع الإسرائيلية في غزة، وشنّت “هجومًا مستمرًا على الحق في التظاهر”، إذ واجهت مسيرات التضامن مع غزة مستويات عالية من المراقبة والعنف الشرطي.

أما في ألمانيا، فيوضح التقرير أن العلاقة مع إسرائيل “تتشكل بعمق بفعل تاريخ المحرقة”، وأن برلين تُعدّ ثاني أهم شريك استراتيجي لإسرائيل بعد الولايات المتحدة. وسلط التقرير الضوء على “الحظر الواسع على التظاهرات”، واستهداف منظمات المجتمع المدني المتضامنة مع فلسطين بإجراءات قمعية شديدة.

وفي فرنسا، التي تمرّ بأزمة سياسية داخلية، وصف التقرير باريس بأنها “حليف تقليدي لإسرائيل”، ولها “تاريخ طويل من قمع مظاهر التضامن مع فلسطين”. ففي 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، دعا وزير الداخلية جيرالد دارمانان إلى حظر كامل لجميع التجمّعات المتضامنة مع فلسطين.

ورغم الحظر، خرجت تظاهرات حاشدة في مدن فرنسية عدة، واجهها الأمن بالعنف المفرط، باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، واعتُقل العديد من المحتجين، بينهم مهاجرون وأجانب “كانوا الأكثر عرضة للإجراءات التعسفية”.

ويختتم التقرير، الذي أُنجز بالتعاون مع منظمات منها مركز الحقوق الدستورية في الولايات المتحدة، ورابطة حقوق الإنسان في فرنسا، بمجموعة من التوصيات الموجهة لكل من الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والمنصات الإعلامية والمؤسسات الأكاديمية.

وقالت أليس موغوي، رئيسة المنظمة الدولية لحقوق الإنسان: “على الدول أن تضمن للجميع حق التعبير والتنظيم السلمي في كل القضايا. الدفاع عن حقوق الإنسان لا يجوز أن يُقيد بحسابات سياسية أو حساسيات حكومية”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار