الوثيقة | مشاهدة الموضوع - أحزاب السلطة «مرتاحة» من تهدئة الصدر.. وقلقة من «تشرين ثانية»
تغيير حجم الخط     

أحزاب السلطة «مرتاحة» من تهدئة الصدر.. وقلقة من «تشرين ثانية»

القسم الاخباري

مشاركة » الخميس أكتوبر 02, 2025 12:45 am

3.jpg
 
بغداد/ تميم الحسن

تحيط بالانتخابات القادمة أربعة «سيناريوهات» مقلقة، بين «الحرب» و«الاغتيالات»، ولكل فرضية قوى سياسية تدعمها سرًا أو علنًا.
وبقي على الانتخابات التشريعية أقل من 40 يومًا، فيما جرى استبعاد نحو 800 مرشح. وقد فجّرت «فلترة» المرشحين مفاجأة تسلّل أكثر من 300 «بعثي» إلى القوائم، وهو عدد غير مسبوق، نصفهم على الأقل في قوائم شيعية.
وتظهر «عودة البعثيين» كأحد السيناريوهات التي تهدد الانتخابات – المقررة في 11 تشرين الثاني المقبل – على الأقل من وجهة نظر نوري المالكي، زعيم ائتلاف دولة القانون.
يقول المالكي في مقابلة تلفزيونية: «أفكار حزب البعث المقبور متغلغلة داخل العملية السياسية، وهناك 27 ألف منتظم جديد في حزب البعث، موزَّعون في الوسط والجنوب».
لكن مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، يسخر من هذه المعلومات، ويرى أن «حزب البعث» المحظور لم يعد مصدر خطر.
وفي تغريدة مطوّلة يوم الاثنين الماضي، بدا الصدر وكأنه يردّ بشكل غير مباشر على المالكي بشأن إمكانية عودة «البعث»، قائلاً: «من يخاف من عودة البعث ويخيف به الآخرين، وهو حزب متهالك لا أثر له، فكيف به أمام المخاطر الأخرى… الإرهاب والتبعية والتطبيع والتشدد والطائفية؟».
حزب العجائز
يتفق فريق رئيس الحكومة محمد شياع السوداني مع الصدر في السخرية من سيناريو «عودة البعث».
يقول النائب محمد الصيهود، ابن عم السوداني وأحد قادة ائتلاف «الإعمار والتنمية»، إن «خلق عدو وهمي قبل كل انتخابات بات أسلوبًا متكررًا؛ فمرّة طائفي والآن بعثي». وأضاف في مقابلة تلفزيونية: «البعثيون عام 2003 كان أصغرهم عمره 60 عامًا، والآن تجاوزوا الثمانين».
وحاولت أطراف في «الإطار التنسيقي» إدراج رئيس الوزراء ضمن قوائم المشمولين بـ«اجتثاث البعث» بعد تداول معلومات عن انتمائه للحزب المحظور حين كان موظفًا في زراعة ميسان قبل 2003.
وفي سياق الحديث عن خطر الحزب المحظور، يعتقد الباحث السياسي وائل الركابي أنه على الرغم من وجود «البعثيين»، إلا أن الانتخابات ماضية في موعدها.
وقال الركابي: «بعض الجماعات تحذر من أحداث قد تسعى لها بعض الدول التي لا ترغب باستقرار العراق وإجراء انتخابات، ومن بينهم أزلام النظام البائد الذين لديهم بالفعل تواجد، وهو تواجد تؤكده الحكومة وليس مجرد اتهامات يطلقها المالكي أو غيره».
وأضاف: «الجهات الرسمية في العراق أعلنت وجود تنظيمات لحزب البعث، وجرى القبض على بعضهم وملاحقة آخرين».
وأمس قالت المفوضية في بيان إن مجلس المفوضين صادق على قوائم المرشحين للانتخابات، وإن موعد انطلاق الحملة الانتخابية سيكون يوم الجمعة (غدًا) المصادف 2025/10/3.
وكانت آخر إحصائية للمفوضية بشأن استبعاد المرشحين لأسباب «جنائية» و«بعثية»، قد بلغت 751 مرشحًا.
الأيام الأخيرة
إلى جانب سيناريو «عودة البعث»، تتصاعد احتمالات الاغتيالات قبل موعد الانتخابات، على مستويين: اغتيال سياسيين، أو استهداف قادة فصائل.
وظهرت هذه التحذيرات بعد الكشف عن محاولة اغتيال الصدر بطائرة مسيّرة، قبل أيام، على لسان الصحفي علي فاضل صاحب التسريبات الصوتية الشهيرة المنسوبة إلى المالكي قبل نحو ثلاث سنوات.
وفي تغريدته الأخيرة، توقع الصدر حدوث تصعيد في الأيام التي تسبق الانتخابات من قبل «عشاق السلطة ومحبي الكراسي ومن يسيل لعابهم للأموال والمناصب».
كما أن احتمالات استهداف «قادة فصائل» أمر متداول في الأوساط السياسية، خصوصًا بعد تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة.
وترتبط هذه التحذيرات برواية «الحرب» في المنطقة، التي قد يتورط بها العراق، ما قد يدفع إلى تأجيل الانتخابات أو إلغائها.
وأمس الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنها ستقلص حجم البعثة العسكرية الأمريكية وشركائها في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» في العراق.
ويربط بعض المراقبين انسحاب القوات الأمريكية من العراق باحتمال تعرض إيران لحرب قد تستفز «الفصائل» للدفاع عنها.
دعاية الحرب
اللافت – بحسب بعض المعلومات – أن جماعات شيعية قريبة من الفصائل تروّج «لرواية الحرب» على الرغم من أنها ستكون المتضرر الأول إذا اندلعت حرب فعلية.
وترى هذه الجماعات أن «قصة الحرب» فرصة لإشغال الرأي العام، حيث يجري الترويج لها عبر المنصات الاجتماعية، بينما تنشغل هي «بلعبة الانتخابات».
وتشير المعلومات إلى أن هذه الجماعات تعمل على شراء بطاقات الناخب في مناطق لا تخضع لنفوذها وإتلافها، لضمان حصر التصويت لصالحها، بينما ينشغل الجميع بحديث الحرب.
وفي هذا السياق قال السياسي والنائب السابق عزت الشابندر: «لو يعلم المتنافسون الرئيسيون على الفوز في الانتخابات القادمة ماذا ينتظر المنطقة عامةً والعراق خاصةً، لتوقفوا عن برامج التسقيط والافتراء».
ونصح الشابندر، الذي أوفده السوداني في تموز الماضي للقاء الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، القوى السياسية بـ«استبدال الاتهامات بما يعيد ثقة الشارع المفقودة بأغلبهم، وأن يذهبوا إلى أقصى مستويات الحرص ونكران الذات لتشكيل قيادة وطنية عراقية تتحمل مسؤولية حماية العراق ومصالح شعبه».
وكان شهر أيلول الأخير قد وُصف بأنه «الحاسم» بشأن الوضع في المنطقة واحتمال تجدد الاشتباكات الإيرانية–الإسرائيلية.
ويرى وائل الركابي أن الأنباء القادمة من «أطراف مأجورة من الخارج والداخل»، والتي تحذر من مخاطر قادمة، تهدف إلى «إرهاب الشارع».
وأضاف: «هذه الأقوال لا ترتقي إلى مستوى التأثير على الداخل، لأن هناك وعيًا وسلوكًا حكيمًا من الأطراف المسؤولة عن إدارة الدولة، سواء الحكومة أو بعض القادة الوطنيين».
وأكد أن تلك الأطراف تسير نحو التهدئة وتتخذ مواقف لا تمنح أمريكا أو غيرها مبررًا للإقدام على خطوات تصعيدية، مرجّحًا أن الانتخابات ستجري في موعدها وبمشاركة أعلى من الانتخابات السابقة.
تطويق الاحتجاجات
أما السيناريو الأكثر رعبًا بالنسبة للمجموعة الشيعية وأحزاب السلطة فهو «الاحتجاجات»، سواء عبر جمهور التيار الصدري أو على غرار ما حدث في تشرين 2019.
وكادت الأمور في اليومين الأخيرين أن تخرج عن السيطرة خلال تظاهرات غاضبة لجمهور التيار بعد أنباء محاولة اغتيال الصدر، لولا تدخل الأخير ومنعه أنصاره من الخروج.
وقال الصدر في وثيقة نشرها الثلاثاء الماضي: «تُمنع المظاهر المسلحة حتى على سرايا السلام إلا في أماكن الاحتكاك مع الإرهاب.
كما تُمنع التجمعات والتظاهرات حتى السلمي منها، فضلًا عن غيرها، إلا بأمر مباشر منا.
ومن أراد الرد على تخرّصات الفاسدين فمن خلال مواقع التواصل الاجتماعي. وأي اعتداء علي بالكلام فلا داعي للرد عليه (حاليًا)».
وبعد خطاب التهدئة الأخير، يرى الأكاديمي والباحث غالب الدعمي أن الانتخابات لن تؤجّل إلا في حال وقوع حدث أمني كبير في المنطقة.
وقال الدعمي: «في كل انتخابات تسبقها هذه التحذيرات من احتمال التأجيل»، مشيرًا إلى أن إعلان الصدر منع التظاهرات يعني أن «الانتخابات ماضية إلا في حالة نشوب صراع يكون طرفه العراق أو إيران مع إسرائيل، ودون ذلك لا يؤدي إلى تأجيلها».
وبالنهاية، تبدو الأحداث تصب في صالح إجراء الانتخابات، مما يقلل من قلق الأحزاب الكبيرة، لكن تلك الأحزاب ما زالت تخشى انفجار «تشرين ثانية»، على الرغم من استمالة بعض قادة الاحتجاجات إلى صفوف تحالفات السلطة.
ويتوقع محمد العكيلي، القيادي في ائتلاف «الإعمار والتنمية» بزعامة السوداني، في لقاء تلفزيوني، أن يخرج «التشرينيون» بتظاهرات قبل موعد الانتخابات، والتي تصادف ذكرى انطلاقها السادسة قبل شهر من الاقتراع.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار