الوثيقة | مشاهدة الموضوع - تمدد عسكري إسرائيلي جديد في سوريا… ماذا نعرف عن طريق “سوفا 53”
تغيير حجم الخط     

تمدد عسكري إسرائيلي جديد في سوريا… ماذا نعرف عن طريق “سوفا 53”

القسم الاخباري

مشاركة » الأربعاء سبتمبر 24, 2025 7:17 am

1.jpg
 
تواصل القوات الإسرائيلية توسيع نطاق انتشارها داخل الأراضي السورية، وفقاً لتحليل أجراه فريق بي بي سي لتقصي الحقائق باستخدام صور الأقمار الاصطناعية ومقاطع الفيديو الميدانية.

وتُظهر صور الأقمار الاصطناعية استمرار أعمال الإنشاء في طريق يسمى بـ "سوفا 53"، الذي يخترق منطقة الفصل منزوعة السلاح جنوب سوريا والذي بدأ العمل عليه عام 2022.

وقد تم إنشاء الطريق كساتر ترابي يبلغ ارتفاعه خمسة أمتار وبعرض مماثل، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان. ويمتد بين مواقع عسكرية إسرائيلية شرق خط برافو، الذي حددته اتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974 بين سوريا وإسرائيل. وقدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان طول سوفا 53 بسبعين كيلومتراً.

تواصل فريق بي بي سي لتقصي الحقائق مع الجيش الإسرائيلي وقال لنا إن الجيش "أقام حاجزاً هندسياً لأغراض دفاعية لمنع محاولات العدو اقتحام أراضي دولة إسرائيل".

وأضاف أن بناء الحاجز يأتي "في إطار مفهوم الدفاع في المنطقة السورية، وبهدف ضمان حماية سكان مرتفعات الجولان".

وبعد مراجعة للصور الملتقطة للأقمار الإصطناعية في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب 2025، ومقارنتها بصور من يناير/كانون الثاني الماضي، تبين أن أعمال البناء مستمرة.
2.jpg
 
وقال الخبير العسكري ستيوارت راي لبي بي سي نيوز عربي إن الصور ترجّح أن المشروع "جزء من تعزيز الحاجز الأمني الممتد على طول خط ألفا"، مضيفاً أن "هذا النوع من الإنشاءات يمنح درجة من الحماية للقوات الإسرائيلية المتمركزة خلفه في حال تعرضت لهجوم من الشرق".

وتُظهر إحدى الصور وجود آليات ثقيلة في الموقع، تبدو أقرب إلى معدات هندسية مدنية منها إلى مركبات عسكرية، مما يعزز فرضية أن المشروع ليس طريقاً تقليدياً، رغم إمكانية مرور المركبات عليه، وفقا لراي.

فيما قال المحلل الاستراتيجي والعسكري منصور طرشان لبي بي سي إن ما يجري في المنطقة العازلة هو "فرض أمر واقع جديد على الأرض" تهدف إسرائيل من خلاله إلى "منع دخول الآليات العسكرية من الجانب السوري مستقبلاً كخطوة عسكرية احترازية لأن نواياهم هي قضم المزيد من مناطق سورية".

وأضاف طرشان: "الخط يمتد على طول المنطقة العازلة من قاعدة قرص النفل غرب حضر إلى جباتا الخشب و من ثم القحطانية حتى التلول الحمر يتوسع في مكان و يضيق في مكان آخر و لا يتوقف إلا عند مروره بالقواعد والنقاط العسكرية التي أحدثها الجيش الإسرائيلي لينتهي عند قرية العشة".
"خسائر مدنية ومناطق محظورة"

مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والغابات تم اقتلاعها لصالح خط سوفا 53 والقواعد العسكرية في المنطقة العازلة، حسب المهندس أحمد ذيب مسؤول في وزارة الزراعة في مدينة القنيطرة.

و قال ذيب لبي بي سي إن إسرائيل جرفت حرش كودنة في ريفها الأوسط بمساحة تُقارب 1,860,000 متر مربع من أشجار الصنوبر الثمري، بالإضافة إلى مساحة 150,000 متر مربع من محمية جباثا الخشب، المزروعة بأشجار السنديان المعمرة، و 50,000 متر مربع في حرج الشحار بريف القنيطرة الشمالي وهي غابات صنوبر ثمري. إضافة إلى 50,000 متر مربع من الحراج على طول الطريق باتجاه القنيطرة.

و أضاف أن إسرائيل "تمنع المدنيين من الاقتراب من محيط القواعد العسكرية وأماكن الحفر في سوفا 53، ما حول نحو ستة آلاف هكتار إلى مناطق محظورة، و حرم المزارعين والرعاة من مصادر رزقهم"
"إسرائيل الكبرى"

تصريحات نتنياهو الأخيرة حول شعوره بأنه في "مهمة تاريخية وروحية"، وتمسكه برؤية "إسرائيل الكبرى" التي تشمل الأراضي الفلسطينية، وربما أيضاً مناطق من سوريا والأردن ومصر، أثارت قلق الحكومات العربية التي أدانت هذه التصريحات.

ووصفت جامعة الدول العربية هذه التصريحات بأنها "انتهاك صارخ لسيادة الدول العربية ومحاولة لتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة"، معتبرة أنها تعكس "نوايا توسعية وعدوانية" و"عقلية متجذرة في أوهام استعمارية".

وعلى الرغم من وجود ميليشيات مدعومة من إيران في سوريا قبل سقوط نظام الأسد، ظلت هذه الحدود هادئة نسبياً. فيما خاضت القوات الإسرائيلية معارك في غزة ولبنان و إيران على مدى الأشهر الماضية. و بعد مرور ما يقارب عامين على بدء هذا الصراع الإقليمي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما زالت التوترات قائمة على امتداد حدودها.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار