واشنطن – “القدس العربي”: كشف الصحافي الاستقصائي المستقل كين كليبينستين أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبحث توجيه ضربات عسكرية ضد فنزويلا، في حال لم تتحرك حكومة نيكولاس مادورو ضد ما تصفه واشنطن بعصابات المخدرات التي تتهمها بتهريب الفنتانيل إلى الولايات المتحدة.

ونقل كليبينستين عن مصادر عسكرية أن السيناريوهات المطروحة تشمل إسقاط طائرات حربية فنزويلية أو قصف قواعد جوية عسكرية، مشيرًا إلى أن سلاح الجو الأمريكي أجرى تدريبات ميدانية تحاكي مثل هذه العمليات خلال الأسابيع الأخيرة.

وتأتي هذه التطورات بعد أيام من قيام القوات الأمريكية بقصف قارب قبالة السواحل الفنزويلية قالت إنه كان يحمل مهربي مخدرات، وهو الهجوم الذي أثار جدلًا واسعًا بين خبراء القانون الدولي الذين اعتبروه انتهاكًا للقانون البحري. حتى أن السيناتور الجمهوري راند بول دان العملية، مؤكدًا أنها تمت “دون أي مسار قانوني أو قضائي”.

ورغم اتهامات البيت الأبيض، تؤكد إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية ووكالات أخرى أن فنزويلا لا تلعب دورًا يُذكر في تصنيع أو تهريب الفنتانيل. غير أن مذكرة مسرّبة من وزارة الأمن الداخلي، حصل عليها كليبينستين، أظهرت أن الإدارة تعتبر مادورو قائدًا فعليًا لعصابة “ترين دي أراوا”، وتتهمه بتوجيهها لتسميم الأمريكيين عبر نشر الإدمان، وفقاً لمنصة “كومن دريمز”.

لكن هذا التصور يتعارض مع تقييم استخباراتي رسمي؛ إذ خلص “المجلس الوطني للاستخبارات” في تقرير مُصنَّف جرى رفع السرية عنه في أبريل/ نيسان الماضي إلى أن نظام مادورو “على الأرجح لا يتبنى سياسة للتعاون مع العصابة، ولا يوجّه عملياتها في الولايات المتحدة”.

واعتبر كليبينستين أن الوضع الحالي يشبه أجواء ما قبل غزو العراق عام 2003، “لكن هذه المرة يُستخدم الفنتانيل بدل أسلحة الدمار الشامل كذريعة للحرب”. وانتقد انشغال الديمقراطيين في الكونغرس بالجدل حول قانونية قصف القارب، من دون طرح السؤال الأهم: “هل هناك أدلة فعلية على تورط الحكومة الفنزويلية في تهريب الفنتانيل إلى الولايات المتحدة؟ والأهم، هل سيسهم قصف فنزويلا في تقليص تدفق المخدرات؟”.