دمشق: اتّهمت الرئاسة السورية ليل الخميس المقاتلين الدروز في السويداء بخرق وقف إطلاق النار الذي انسحبت بموجبه القوات الحكومية من المحافظة الواقعة في جنوب البلاد والتي تقطنها غالبية درزية.
وقالت الرئاسة في بيان إنّ “القوات الخارجة عن القانون”، المصطلح الذي تستخدمه دمشق لوصف الفصائل الدرزية في السويداء، “باشرت بعملية عنف مروّعة، وثّقها العالم أجمع، تضمّنت ارتكاب جرائم مروّعة تتنافى كليّا مع التزامات الوساطة، وتهدّد بشكل مباشر السلم الأهلي وتدفع باتجاه الفوضى والانهيار الأمني”.
كما حذّر البيان من “استمرار التدخّلات الإسرائيلية السافرة في الشؤون الداخلية السورية، والتي لا تؤدي سوى إلى المزيد من الفوضى والدمار، وتزيد من تعقيد المشهد الإقليمي”.
وأوضحت الرئاسة في بيانها أنّ قرار سحب القوات الحكومية من المحافظة مردّه “حرص الدولة السورية على تجنيب البلاد مزيدا من التصعيد، واستجابة للوساطة الأمريكية – العربية (…) لإتاحة الفرصة أمام جهود التهدئة في محافظة السويداء، وذلك بناء على تفاهم واضح يضمن التزام القوات الخارجة عن القانون بعدم اللجوء إلى الانتقام أو استخدام العنف ضدّ المدنيّين”.
وإذ شدّد البيان على دعوة “جميع الأطراف إلى التهدئة وضبط النفس”، أكّد “الالتزام الكامل بمحاسبة كل من تورّط في ارتكاب الجرائم وتجاوز القانون، أيًّا كانت الجهة التي ينتمي إليها”.
كما جدّدت الرئاسة التأكيد على “التزامها الثابت بحماية جميع أبناء الشعب السوري، بمختلف طوائفهم ومكوّناتهم”، مشيرة إلى أنّ “الحكومة السورية ستواصل اتخاذ كل ما يلزم لحماية مواطنيها وصون كرامتهم، دون تهاون مع أي تهديد للسلم الأهلي أو السيادة الوطنية”.
وفي سياق متصل، أعلنت القبائل العربية في سوريا يوم الخميس النفير العام لنجدة عشائر البدو في محافظة السويداء جنوب سوريا.
وقالت العشائر في بيان “نحن أبناء العشائر السورية، نتابع بقلق بالغ ما ترتكبه ميليشيا الهجري الإرهابية من جرائم قتل وإبادة بحق عشائر البدو في محافظة السويداء، وما خلفته من تهجير وتشريد للأهالي الأبرياء”.
وانطلاقا من واجبنا الأخلاقي والقبلي نطالب الحكومة السورية بعدم التدخل أو عرقلة تحرك المقاتلين الذين قدموا من خارج المنطقة فزعة ونصرة لإخوتهم من عشائر البدو؛ فهؤلاء يمارسون حقهم المشروع في الدفاع عن المظلومين وردّ العدوان عن النساء والأطفال والشيوخ.
وأكد البيان “أن أي إجراء يتخذ ضد هؤلاء المقاتلين يُعدّ انحيازا صريحا إلى مرتكبي الجرائم، ويحمّل كل من يقف وراءه مسؤولية أخلاقية وتاريخية عن استمرار المجازر. وأن العشائر السورية تقف صفا واحدا خلف أبنائها المدافعين، وأي مساس بهم سيواجه بموقف موحد لا مهادنة فيه”.
وبدأ مقاتلو العشائر بالهجوم على مدينة السويداء وسيطروا على عدد من القرى والبلدات أبرزها بلدة المزرعة واقتربوا من مدينة السويداء من الجهة الشمالية طريق دمشق.
وقال مصدر في قوات العشائر أن عدد مقاتلي العشائر المشاركة في الهجوم يتجاوز 50 ألف مقاتل وأن عشرات الآلاف ينتظر وصولهم فجر اليوم الجمعة قادمين من مناطق شرق سوريا ومحافظة حلب وريفها.
وبحسب مصادر قبلية فإن أكثر من 100 شخص قتلوا يوم الخميس خلال هجوم لفصائل موالية للشيخ حكمة الهجري وأن عشرات الآلاف هجروا من قراهم وتم إحراق منازلهم.
(وكالات)