بغداد/ تميم الحسن
حذّر رئيس الحكومة محمد السوداني من استئناف الحرب مجددًا بين إيران وإسرائيل فيما يشهد العراق تحرّكات “مريبة”.
وقال السوداني في مقابلة مع “بي بي سي” إن “العراق لا يزال يشعر بالقلق إزاء هشاشة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران”.
وأكد رئيس الوزراء أن حكومته سيطرت على “المشاعر المتأججة” لدى الجهات المؤيدة لإيران، موضحًا وجود “قلق حقيقي وليس نظريًا” من أن تمتد الحرب إلى جميع أنحاء المنطقة.
راعي “المسيرات”!
وتسربت خلال الـ 48 ساعة الأخيرة معلومات زُعم أنّها من مصادر “استخبارية” تفيد بأن إسرائيل “أدخلت مسيرات” إلى العراق في الآونة الأخيرة لتنفيذ هجمات شبيهة بتلك التي حدثت في طهران خلال حرب الـ”12 يومًا”.
استهدفت “المسيرات” وصواريخ موجهة إسرائيلية نحو 60 عسكريًا وعالمًا في إيران خلال تلك الحرب.
وأعلنت السلطات في السليمانية أمس إسقاط مسيرتين مجهولتين بعد ساعات من ليلة هجوم “13 مسيّرة وصاروخ” على كركوك ومصفى بيجي وزاخو.
وأشار مسؤولون وخبراء وشهود عيان إلى أنّ الهجمات الأخيرة نُفذت بتزامن غير مسبوق من قبل “فصائل” وخلايا “داعش” التي ما زالت تنشط في بعض المناطق.
وبحسب المعلومات المتداولة، فإنّ “هناك محاولات ربما من إسرائيل لتعطيل أي قدرات عسكرية رغم تواضعها تمهيدًا لشن هجمات أوسع في العراق”.
وتلمّح المصادر إلى أنّ ضرب “الرادار” قبل أسبوع في قاعدة التاجي شمال بغداد كان ضمن هذه الخطة، على الرغم من اعتراف مقربين من “الفصائل” بأنّ “الرادارات” المستهدفة كانت قد ساعدت إسرائيل في الحرب الأخيرة، وليس العكس.
وأوضح السوداني في المقابلة الأخيرة: “نحن لا نملك منظومة دفاع جوي كافية ومزودة بتكنولوجيا متطورة” في رده على اختراق إسرائيل للأجواء العراقية.
وشكّلت الحكومة عقب هجوم “الرادارات” الأخير لجنة تحقيقية، لكنّ لم تُكشف أي معلومات حول التحقيقات حتى الآن.
وكانت “الفصائل” قد أعلنت قبل أيام من وقف إطلاق حرب الـ”12 يومًا” أنها تنتظر “إشارة المرشد الإيراني” لتنفيذ هجمات ضد المصالح الأمريكية في العراق.
وتقدّم هذه المعلومات المتداولة رواية بديلة للاتهامات التي تشير إلى ضلوع “الفصائل” في الهجمات الأخيرة، وتفترض أيضًا أنّ هناك محاولات لإثارة “الفوضى” في الداخل.
ويعتقد خبراء في المجال العسكري أنّ هجمات كركوك وبيجي الأخيرة كانت من تنفيذ “جهة داخلية”، بحسب الطيار أحمد الشريفي.
وقال أعياد الطوفان، وهو ضابط متقاعد، إنّ الحوادث الأخيرة جرت عبر “صواريخ تمتلكها فصائل مسلحة”.
ويهدّد وجود “الفصائل” في العراق العلاقة مع الولايات المتحدة، حيث كشفت الحكومة قبل عدة أشهر عن مفاوضات لإلقاء سلاح تلك الجماعات والتحول إلى السياسة.
من بغداد إلى واشنطن
وكشف مثال الآلوسي، وهو سياسي ونائب سابق، عن رسائل من قوى شيعية إلى الإدارة الأمريكية بعد توقف الحرب بين إيران وإسرائيل.
ويقول الآلوسي إنّ “هناك حوارات وتواصلًا كبيرًا بين سياسيين عراقيين والإدارة الأمريكية”، مبينًا أنّ “قيادات في الإطار التنسيقي وأخرى قريبة من إيران أرسلت إلى ترامب تزعم أنّها تريد إصلاح الوضع في الداخل بشرط إبعاد الهيمنة الإيرانية”.
وحملت هذه الجماعات إدارة الرئيس السابق جوزيف بايدن مسؤولية “تمدد إيران في العراق”، فيما أشار الآلوسي إلى أنّ “بعض الرسائل قدّمت طلبات للحصول على دعم أمريكي لشخصيات لشغل منصب رئيس الوزراء القادم”.
وكشف الآلوسي، وهو متواجد حاليًا في الولايات المتحدة، عن رسائل من شخصيات مدنية وتشرينية أُرسلت إلى الإدارة الأمريكية “لا تطلب الانتقام من أحد، ولكنها لن تسمح بأن تُسلم مفاتيح العراق مرة أخرى إلى من سرق وباع البلاد”، على حد وصفه.
الحرب قد تعود
وعن الأوضاع الإقليمية، يقول الآلوسي، وهو عضو سابق في لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان: “رسميًا، الحرب بين إيران وإسرائيل لم تتوقف، لم تكن هناك اتفاقية وإنما إرادة أمريكية”.
وبين النائب السابق أنّ “إيران والجماعات الموالية لها في العراق إذا لم تتوقف عن إثارة الفتن والحرب في المنطقة فإنها ستتعرض لعقوبات”، مشيرًا إلى احتمال “تقييد العائدات المالية العراقية من النفط واستهداف قيادات الفصائل في حال استمرت بالعمل وفق السياسة الإيرانية”.
وخلص الآلوسي بالقول إنّ “الانتخابات المقبلة في العراق، ولو تم تزويرها واستخدام المال والسلاح، فإنها لن تقرر وحدها شكل الحكومة والدولة القادمة”