الوثيقة | مشاهدة الموضوع - هل تذهب السعودية لـ”معركةٍ بريّة” تمنع قيام “دولة اليمن الجنوبي” وماذا عن إمكانية “تحالفها” مع “الحوثيين”؟.. “المجلس الانتقالي” سيطر على مساحة “دولته” القائمة حتى العام 90 وجرى قصفه فهل ثمّة خلاف سعودي- إماراتي؟
تغيير حجم الخط     

هل تذهب السعودية لـ”معركةٍ بريّة” تمنع قيام “دولة اليمن الجنوبي” وماذا عن إمكانية “تحالفها” مع “الحوثيين”؟.. “المجلس الانتقالي” سيطر على مساحة “دولته” القائمة حتى العام 90 وجرى قصفه فهل ثمّة خلاف سعودي- إماراتي؟

القسم الاخباري

مشاركة » السبت ديسمبر 27, 2025 9:25 am

5.jpg
 
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
لا بُد أن حركة “أنصار الله” اليمنية، تُتابع باهتمام، ما يجري حاليًّا، في جنوب اليمن، والتي تُسيطر على كامل الشمال، وأزمة تبدو أنها تخدمها، في ظل خلافات بين خُصومها، وتساؤلات حول ما إذا كان الأمر يمتد نحو خلاف سعودي- إماراتي على خلفية دعم كل دولة طرف يمني.
ad
الإمارات التي تدعم “المجلس الانتقالي” نوّهت بجهود الرياض لدعم أمن واستقرار اليمن، ولكن “الانتقالي” اتهم السعودية بشن غارات جوية ضد قواتهم في حضرموت، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول وجود تنسيق سعودي- إماراتي حول هذا القصف، خاصّة أن السعودية لم تتطرّق إلى هذه الغارات المنسوبة إليها حتى إعداد هذا التقرير.
ad
هدف المجلس الانتقالي يبدو ذاهبًا باتّجاه إعادة دولة اليمن الجنوبي، وهو بالفعل بات يُسيطر على أكثر من مساحة هذه الدولة الجنوبية التي قامت من 1967 وحتى 1990، ولكن هذه النوايا “الاستقلالية” لا تُعجب السعودية، والتي طلبت من قوات “الانتقالي” الانسحاب من مُحافظتي حضرموت والمهرة.
المجلس الانتقالي الجنوبي، سيطر على محافظات حضرموت والمهرة وأجزاء أخرى في جنوب شرق اليمن، وهذه المناطق غنيّة بالنفط مما يجعلها أساسًا اقتصاديًّا قويًّا لدولةٍ مستقلة.
ولا تُظهر الإمارات أي خلاف علني مع السعودية، في ظل دعمها للمجلس الانتقالي الذي يسعى للدولة الجنوبية، حيث قالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان لها إن الإمارات تُرحّب بـ”الجهود التي تبذلها السعودية ⁠لدعم الأمن والاستقرار في اليمن، مضيفة أنها تظل مُلتزمة بدعم الاستقرار في البلاد”.
ولكن المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، رفض الانسحاب من حضرموت، والمهرة، خلال مُحادثات مع الوفد السعودي- الإماراتي، حيث كانت أرسلت الرياض، وأبو ظبي وفدًا مُشتركًا لحثّ “الانتقالي” على الانسحاب، ما يطرح تساؤلات حول سـِر هذه الثقة ومنبعها التي يملكها المجلس الانتقالي ليرفض حتى طلب داعميه.
وقال المجلس الانتقالي إنّ قوّاته ستُواصل مواجهة الإرهاب وقطع إمدادات الحوثيين، وتأمين وادي حضرموت والمهرة وكافة محافظات الجنوب.
واعتبر من جهته رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي إجراءات الانتقالي “خرقًا صريحًا لمرجعيات المرحلة الانتقالية وتهديدًا مُباشرًا لوحدة القرار الأمني والعسكري، وتقويضًا لسُلطة الحكومة الشرعية وتهديدًا خطيرًا للاستقرار ومُستقبل العملية السياسية برمّتها”.
ومن غير المعلوم تمامًا، إذا كانت ستذهب السعودية للتصعيد العسكري المُكثّف ضد قوات الانتقالي، حيث بدا بيان وزارة الخارجية السعودية تحذيريًّا، وقالت فيه: “إن المملكة لا تزال تُعوّل على تغليب المصلحة العامة بأن يبادر المجلس الانتقالي الجنوبي، بإنهاء التصعيد وخروج قواته بسلاسة وبشكل عاجل من محافظتي حضرموت والمهرة الشرقيتين اللتين سيطر عليهما مطلع هذا الشهر.
وأضاف البيان السعودي: “وقد آثرت المملكة طيلة الفترة الماضية التركيز على وحدة الصف، وبذل كافة الجهود للوصول إلى حلول سلمية لمعالجة الأوضاع في المحافظتين”، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية “واس”.
“وحدة الصّف” التي يُشير إليها البيان السعودي، شقها في الجنوب يخدم بطبيعة الحال مصالح حركة أنصار الله اليمنية.
وظهرت مُقاتلات سعودية تنفّذ ضربات وُصفت بـ”التحذيرية” فوق محافظة المهرة المُحاذية لسلطنة عُمان، وجرى تداول صور لهذه المُقاتلات على المنصّات التواصلية دون تأكيد من مصادر رسمية.
كما أفادت وسائل إعلام تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي بأن قصفًا نفّذه سلاح الجو السعودي استهدف مواقع لقوات النخبة الحضرمية في وادي نحب بمديرية غيل بن يمين بمحافظة حضرموت جنوبي اليمن صباح اليوم.
فيما كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية، أخيرًا، عن حشد سعودي ضخم قوامه نحو 20 ألف مقاتل من قوات “درع الوطن” اليمنية على الحدود، وهذا يعني أن السعودية قد تُقاتل “الانتقالي” حال عدم امتثاله لتحذيراتها، الأمر الذي قد يفتح صراعًا لا يعرف أحد كيف هو نهاية مشهده.
مشهد أعقد في الخلفية، حين يجري الحديث عن احتمالية تحالف سعودي- حوثي، فنائب وزير الخارجية اليمني مصطفى النعمان، من الرياض، انتقد خطوات الانتقالي ولمّح إلى أن حسابات “الحفاظ على الوحدة” قد تدفع بعض القوى مثل “الوحدويون في الشرعية” إلى خيارات قصوى، قائلا إنه “لا يستبعد شيئًا في السياسة”، الأمر الذي فُسّر إلى تلميح التحالف مع حركة أنصار الله ضد “الانتقالي الجنوبي”.
وأكّد النعمان على شاشة قناة “العربية” على أن “السعودية تصبر وصبرها طويل، لكن إذا غضبت سيكون الرد صعباً”، وأضاف: “نحن متجهون لدويلة صغيرة في جنوب اليمن مثل أرض الصومال”.
وأعربت روسيا عن قلقها البالغ إزاء التصعيد العسكري في محافظتي حضرموت والمهرة جنوب اليمن، ودعت جميع الأطراف إلى التهدئة والحوار الشامل، وأكد البيان الروسي على أن موسكو “تتابع بقلق الاشتباكات الدائرة بين تشكيلات مختلفة ضمن القوات المؤيدة للحكومة اليمنية، بما فيها المجموعات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي”.
يبقى التساؤل المطروح حول موقف واشنطن من هذا الخلاف بين أطراف يمنية، مدعومة من السعودية، والإمارات، فهذا الصّراع إن امتد، فسيُضعف التحالف اليمني ضد خطط أمريكية تنوي إضعاف “أنصار الله”، أو حتى إسقاطهم في صنعاء، فهؤلاء وحدهم من العرب الذين أعلنوا الدعم لغزة بالصواريخ، ولم يتراجعوا حتى وقف العدوان الإسرائيلي على القطاع.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار