واشنطن- “القدس العربي”: ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، خطابًا متلفزًا إلى الأمّة من البيت الأبيض، استعرض فيه ما اعتبره إنجازات إدارته خلال العام الأول من ولايته الثانية، مع توجيه انتقادات حادة لسجل سلفه جو بايدن، والتأكيد على تشديد سياسات الهجرة، والدفاع عن الرسوم الجمركية، إلى جانب إعلان حزمة مالية جديدة لأفراد الجيش.

وافتتح ترامب خطابه بمهاجمة إدارة بايدن، معتبرًا أن حكومته حققت خلال 11 شهرًا «تغييرات إيجابية أكثر من أي إدارة في تاريخ الولايات المتحدة»، على حدّ تعبيره، مشيرًا إلى ما وصفه بحملة صارمة ضد الهجرة غير النظامية كأحد أبرز إنجازاته.

وفي الشأن الاقتصادي، شدد ترامب على أن الأسعار «بدأت بالانخفاض بسرعة» في عهده، بعد ارتفاعها خلال فترة بايدن، مستشهدًا بزيادات سابقة في أسعار السيارات والوقود وتذاكر الطيران والفنادق. غير أن بيانات مؤشر أسعار المستهلك تشير إلى صورة أكثر تعقيدًا، إذ تُظهر أن بعض الزيادات التي ذكرها ترامب كان مبالغًا فيها، رغم تسجيل تراجع في بعض الفئات خلال ولايته الحالية.

ودافع الرئيس عن سياسة الرسوم الجمركية، واصفًا إياها بـ«كلمته المفضلة»، معتبرًا أنها العامل الرئيسي وراء عودة الشركات إلى الاستثمار داخل الولايات المتحدة وبناء مصانع جديدة، من دون تقديم أرقام تفصيلية. وفي المقابل، تشير تقارير اقتصادية، من بينها تحليل لغولدمان ساكس، إلى أن المستهلك الأمريكي يتحمّل جزءًا كبيرًا من كلفة هذه الرسوم.

وأعلن ترامب خلال الخطاب عمّا أسماه «عائد المحاربين» (Warrior Dividend)، في إشارة إلى عام 1776، موضحًا أن كل فرد من أفراد القوات المسلحة سيحصل على شيك بقيمة 1776 دولارًا، وأن أكثر من مليون عسكري سيستفيدون من هذه الدفعة، مضيفًا: «لا أحد يستحق ذلك أكثر من جيشنا”.

وقال ترمب: “على مدى السنوات الأربع الماضية، حُكمت الولايات المتحدة من قبل سياسيين قاتلوا فقط من أجل أصحاب المصالح، والمهاجرين غير النظاميين، والمجرمين المحترفين، ولوبيات الشركات، والسجناء، والإرهابيين، وفوق كل ذلك دول أجنبية استغلتنا على نحو غير مسبوق. لقد أغرقوا مدنكم وبلداتكم بالمهاجرين غير النظاميين، ودمّروا مدخراتكم التي كسبتموها بجهد، ولقّنوا أبناءكم كراهية أمريكا”.

وأضاف: «أما الآن فلديكم رئيس يدافع عن المواطنين الملتزمين بالقانون والعاملين بجد، أولئك الذين يجعلون هذه الأمّة تعمل. وبعد عام واحد فقط، حققنا إنجازات تفوق ما كان يمكن لأي شخص تخيّله”.

وقال ترامب إن «الصوماليين سرقوا المليارات في مينيسوتا»، مؤكدًا أن إدارته ستعمل على «إنهاء ذلك».

ويأتي الخطاب في وقت تُظهر فيه استطلاعات رأي حديثة لشبكة NBC News استمرار قلق الأمريكيين من تكاليف المعيشة، وتزايد تساؤلات حتى داخل الحزب الجمهوري حول مدى إحساس المواطنين بتحسن اقتصادي فعلي، وهي مخاوف لم يتطرق إليها ترامب بشكل مباشر، مفضّلًا التركيز على سرد ما يراه إنجازات لإدارته وما يعد به في المرحلة المقبلة.