الوثيقة | مشاهدة الموضوع - السودان.. معارك عنيفة بين الجيش و”الدعم السريع” في بابنوسة.. وواشنطن تدعو أطراف الصراع للموافقة الفورية على الهدنة
تغيير حجم الخط     

السودان.. معارك عنيفة بين الجيش و”الدعم السريع” في بابنوسة.. وواشنطن تدعو أطراف الصراع للموافقة الفورية على الهدنة

القسم الاخباري

مشاركة » الخميس نوفمبر 13, 2025 3:30 am

2.jpg
 
الخرطوم ـ واشنطن ـ الأناضول: دعت واشنطن، الأربعاء، أطراف الصراع في السودان على “الموافقة الفورية وتنفيذ الهدنة الإنسانية المقترحة”.

جاء ذلك في بيان لمستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية مسعد بولس، نشره عبر حسابه على منصة شركة “إكس” الأمريكية.
وقال بولس: “تحثّ الولايات المتحدة أطراف الصراع في السودان على الموافقة الفورية وتنفيذ الهدنة الإنسانية المقترحة”.
وأضاف: “لقد بلغت معاناة المدنيين مستويات كارثية، إذ يفتقر ملايين الأشخاص إلى الغذاء والمياه والرعاية الطبية”.
وتابع بولس: “وكل يوم من استمرار القتال يحصد مزيدا من الأرواح البريئة”.

وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان جراء استمرار حرب دامية بين الجيش وقوات “الدعم السريع” منذ أبريل/ نيسان 2023، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.
وأشار بولس، إلى أنه “تم طرح نص قوي للهدنة على أمل أن يلتزم به الطرفان سريعا، من دون أي مناورة سياسية أو عسكرية تكلّف مزيدا من الأرواح”.
وشدد على أنه يجب على جميع الأطراف احترام التزاماتها ووقف الأعمال العدائية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن ومن دون عوائق.
ad
وأردف، “فليس فقط أن الهدنة ستنقذ الأرواح، بل ينبغي أن تمثل أيضاً خطوة أساسية نحو حوار مستدام وسلام دائم”.
وأشار إلى أن شعب السودان لا يستطيع الانتظار أكثر من ذلك. حان وقت التحرك.
ولم يوضح بولس تفاصيل الهدنة التي تحدث عنها وآلية تنفيذها، غير أن قوات الدعم السريع، أعلنت مساء الخميس الماضي، موافقتها على “الانضمام إلى الهدنة الإنسانية” التي اقترحتها دول “الرباعية” التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات.
وفي 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن بولس، أن “الرباعية” بحثت بواشنطن التوصل إلى “هدنة إنسانية عاجلة ووقف دائم لإطلاق النار” بالسودان، وشكلت لجنة مشتركة للتنسيق بشأن الأولويات العاجلة.
وحينها، قال بولس، في إفادة رسمية، إن الأعضاء المجتمعين (الرباعية) أكدوا التزامهم بالبيان الوزاري الصادر في 12 سبتمبر/ أيلول الماضي.
والبيان الوزاري الذي أشار إليه بولس، دعت خلاله الرباعية الدولية إلى هدنة إنسانية أولية لـ3 أشهر في السودان، لتمكين دخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى جميع المناطق تمهيدا لوقف دائم لإطلاق النار.
يلي ذلك إطلاق عملية انتقالية شاملة وشفافة تُستكمل خلال 9 أشهر، بما يلبي تطلعات الشعب السوداني نحو إقامة حكومة مدنية مستقلة تحظى بقاعدة واسعة من الشرعية والمساءلة.
والثلاثاء، شدد وزير الخارجية السوداني محي الدين سالم، على أن حكومة بلاده “ستواصل مساعيها الجادة لإخراج المليشيا (الدعم السريع) والمرتزقة من البلاد”، موضحا أن “ما يجري غزو مباشر من أعمال قتل وسحل ونهب”.
ولفت سالم، إلى أن “الرباعية لم تَصدُر بقرار من مجلس الأمن أو أي منظمة دولية، وبالتالي لا تتعامل معها الحكومة السودانية بصفة رسمية”.
وأضاف: “نتعامل مع أشقائنا في مصر وفي السعودية، ومع الأصدقاء في الولايات المتحدة بصفات ثنائية، ونجد كل التفاهم، وننسق معهم كما حصل في تنسيقنا اليوم مع مصر والأمم المتحدة”.
وتجددت، الأربعاء، الاشتباكات العنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة والطائرات المسيرة بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان جنوبي البلاد.
وأفادت مصادر محلية للأناضول بأن “الجيش السوداني تصدى لهجوم من قوات الدعم السريع استهدف مدينة بابنوسة ومقر الفرقة 22بابنوسة مشاة التابعة للجيش بالمدينة”.
وأشارت إلى أن “وتيرة الاشتباكات انخفضت بعد ساعات من المعارك العنيفة وانحصرت الهجمات في قصف مدفعي متبادل بين الطرفين”.
في السياق، نشر عناصر بالجيش السوداني على مواقع التواصل، مقاطع فيديو تؤكد سيطرتهم على المدينة وصدهم لهجوم “الدعم السريع”.
في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع في مقاطع فيديو عبر قناتها على تلغرام، عن سيطرتها على 3 محاور في مدينة بابنوسة، وإسقاطها طائرة مسيرة للجيش.
ولم يصدر أي تعقيب رسمي فوري من الحيش بشأن مدينة بابنوسة، باستثناء مقاطع الفيديو التي تداولها عناصر بالجيش .
من جانبها، حذرت “لجان مقاومة الفاشر” (شعبية) من أن تلقى مدينة بابنوسة نفس مصير الفاشر مركز ولاية شمال دارفور، غربي البلاد، جراء استيلاء “الدعم السريع” عليها.
وأوضحت في بيان أن “بابنوسة اليوم تصمد وحدها ولكنها ستلقى ذات مصير الفاشر إذا لم تتحرك القوات للمهاجمة وليس الدفاع في وجه الدعم السريع”.
ومنذ 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تستولي “قوات الدعم السريع” على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر بحق مدنيين، وفق مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
والأحد، تصدى الجيش السوداني، لهجوم قوات الدعم السريع على مدينة “بابنوسة”.
وآنذاك، قالت غرفة طوارىء بابنوسة (لجنة إغاثية)، في بيان، إن “المدينة أصبحت منطقة أشباح حيث باتت خالية من السكان بنسبة 100 بالمئة، بعد نزوح قرابة 177 ألف شخص جراء الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ يناير 2024”.
والسبت، أعلنت “الدعم السريع” بولاية غرب كردفان استعدادها للقتال في مدينة بابنوسة والسيطرة عليها وهزيمة قوات الجيش.
وفي الآونة الأخيرة، ينفذ الجيش مهام إسقاط إمدادات لدعم قواته داخل بابنوسة المحاصرة، والتي تتعرض لهجمات من “الدعم السريع”.
ومنذ أيام، تشهد ولايات كردفان الثلاث “شمال وغرب وجنوب” القريبة من ولايات دارفور، اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و”الدعم السريع”.
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر “قوات الدعم السريع” حاليا على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية في الجنوب والشمال والشرق والوسط، وبينها العاصمة الخرطوم.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية بالسودان جراء استمرار حرب دامية بين الجيش و”الدعم السريع” منذ أبريل/ نيسان 2023، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار

cron