الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إيران وإسرائيل على شفير التصادم.. و”المقاومة” تختار الصمت الانتخابي.. الإنذار الأميركي الأخير.. ممنوع على الفصائل التحرك
تغيير حجم الخط     

إيران وإسرائيل على شفير التصادم.. و”المقاومة” تختار الصمت الانتخابي.. الإنذار الأميركي الأخير.. ممنوع على الفصائل التحرك

القسم الاخباري

مشاركة » الاثنين نوفمبر 03, 2025 9:33 am

1.jpeg
 
بغداد/ تميم الحسن

تظهر رواية جديدة حول مستقبل العراق، تتزامن مع تسلّم مارك سافايا، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى بغداد، مهامه رسميًا. وتتمحور هذه الرواية حول خطة تهدف إلى عزل إيران تمهيدًا لتوجيه ضربة إسرائيلية محتملة بموافقة أميركية، مع التركيز على ضمان عدم تحرك أي جهة مسلحة داخل العراق خلال تنفيذ تلك العملية.
وكشف مسؤول عراقي رفيع عن “حربٍ قادمة”، محذرًا من احتمال تدخل الفصائل المسلحة أثناء اندلاعها، في وقت كانت إيران قد أبلغت مسؤولين عراقيين قبل نحو أسبوعين بما وصفته بأنه “خطة أميركية لاحتلال العراق”.
في المقابل، تركت الفصائل المسلحة مواقعها منذ نحو شهر، بالتزامن مع تعرض تطبيقات الخرائط على الهواتف لـ”تشويش” لا يُعرف مصدره حتى الآن، فيما لا تلوح أي مؤشرات على نية الفصائل الانخراط في أي حرب مقبلة. فقد أعلنت “كتائب حزب الله” و”كتائب سيد الشهداء” — وهما من أكبر الفصائل المنضوية ضمن ما يُعرف بـ”محور المقاومة” — إلى جانب نحو 18 كيانًا مسلحًا آخر، مشاركتها في الانتخابات المقبلة، رغم زعمها أن الانتخابات تمثل أحد أشكال “المقاومة”، بحسب ما صرّح به زعيم “سيد الشهداء” أبو آلاء الولائي خلال أحد التجمعات الانتخابية.
ويتداول على نطاق واسع داخل الأوساط السياسية، أنباء عن “استئناف الحرب بين إيران وإسرائيل”، وعن “ترتيبات أميركية” تهدف إلى منع تدخل الفصائل المسلحة في تلك الحرب المحتملة.
وأكد وزير الدفاع ثابت العباسي هذه الرواية، مشيرًا إلى أن بغداد تلقت تحذيرًا من وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، خلال اتصال هاتفي بشأن ضرورة منع تدخل الفصائل في أي حرب وشيكة في المنطقة.
وقال العباسي، في مقابلة تلفزيونية، إن هيغسيث أبلغه — عبر اتصال جرى بواسطة القائم بالأعمال الأميركي في بغداد — بوجود عمليات عسكرية مرتقبة في المنطقة، محذرًا من تدخل الفصائل في تلك العمليات، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية.
وأوضح العباسي أن الاتصال، الذي استمر نحو 11 إلى 12 دقيقة، تم بحضور رئيس أركان الجيش، ونائب قائد العمليات المشتركة، ومعاون العمليات، ومدير الاستخبارات العسكرية.
وختم العباسي بالقول إن نظيره الأميركي أنهى الاتصال بعبارة تحذيرية واضحة: “هذا تبليغٌ أخير لكم… وأنتم تعرفون جيدًا كيف سيكون رد الإدارة الحالية”.
وجاء هذا التصعيد بعد تحذير مماثل من مارك سافايا، مبعوث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى العراق، الذي أعلن أمس عبر صفحته على منصة “إكس” تسلّمه رسميًا مهامه في بغداد.
وكان سافايا قد صرّح، الجمعة الماضية، في أول بيان له منذ تعيينه الشهر الماضي، أن واشنطن “لن تقبل بوجود جماعات مسلّحة خارج سلطة الدولة”، مشددًا على أن استقرار العراق يتطلب “قوات أمن موحدة تحت راية واحدة”، وداعيًا إلى “تحييد تأثير إيران ووكلائها”.
وجاء بيان سافايا ضمن سلسلة من الاتصالات والأحداث المتسارعة بين بغداد وواشنطن، بدأت بفرض الولايات المتحدة عقوبات على أربع فصائل مسلّحة وشركات، بعضها رسمية، ثم تلتها توقيع عقود مع شركات النفط الأميركية العملاقة.
ويُعتقد أن هذه التطورات مهدت للمصافحة السريعة بين ترامب ورئيس الحكومة محمد شياع السوداني خلال قمة شرم الشيخ الشهر الماضي، ولا سيما بعد تصريح ترامب الذي أثار انتباه العراقيين بشأن “إدارة النفط العراقي”، أعقبه اتصال من وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بالسوداني شدد فيه على ضرورة “إنهاء النفوذ الإيراني في العراق”.
وعلى صعيد الفصائل المسلحة، حافظت تلك الجماعات منذ أكثر من عام على هدنة “غير معلنة” مع الولايات المتحدة، كما أنها تخلّت الشهر الماضي عن إليزابيث تسوركوف، التي كانت تصفها بـ”الجاسوسة الإسرائيلية”، من دون مقابل.
ويستعد نحو 20 كيانًا يمتلك فصيلاً مسلحًا، أبرزهم “كتائب حزب الله” و”كتائب سيد الشهداء”، لخوض الانتخابات الأسبوع المقبل، في خطوة تُفسَّر على أنها انتقال من “المقاومة الميدانية” إلى “المقاومة السياسية”، وفق ما صرّح به زعيم “سيد الشهداء” أبو آلاء الولائي.
ويرى مراقبون أن هذا التحول يجعل من سيناريو تدخل المسلحين لصالح إيران في حال اندلاع حرب جديدة أمرًا مستبعدًا.
وتفيد معلومات من أحزاب شيعية ومراقبين سياسيين بأن طهران نصحت حلفاءها في العراق بالتهدئة لتجنب فقدان نفوذها بشكل نهائي، مشيرةً إلى أن قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني كان قد زار بغداد الشهر الماضي والتقى عددًا من الزعامات الشيعية البارزة.
كما كشف مسؤولون إيرانيون رفيعو المستوى، خلال زيارة مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي إلى طهران الشهر الماضي، أن واشنطن “تخطط لاحتلال العراق”، مضيفين أن الطائرات الأميركية والإسرائيلية التي شاركت في الهجوم على إيران خلال حرب حزيران الماضي قد استخدمت الأراضي العراقية في عملياتها.
“تفكيك الفصائل”
وتتداول قصص متضاربة بشأن مهمة سافايا وطريقة تنفيذها في العراق. ويقول أثيل النجيفي، القيادي السني، إن مهمة مبعوث ترامب “لم تعد غامضة”، بل أصبحت واضحة ومعلنة، وإن التوقعات الآن تتركز على أدوات التنفيذ ومراحلها وتوقيتها.
يرجّح أثيل النجيفي، محافظ نينوى الأسبق، أن بداية تحركات المبعوث الأميركي مارك سافايا انطلقت من نينوى، وتحديدًا من خلال المكوّن المسيحي، مشيرًا إلى أن يوم تكليفه شهد قرارًا بإخراج لواء بابليون من قضاء الحمدانية وتسليم الملف الأمني إلى جهة مسيحية مقربة من الكاردينال لويس ساكو ومتناقضة مع ريان الكلداني، زعيم لواء بابليون والمُدرج على قائمة العقوبات الأميركية.
ويعتقد النجيفي أن المرحلة المقبلة ستشهد تفكيكًا تدريجيًا للفصائل المناهضة للنفوذ الأميركي من دون إثارة ضجة، إذ لا يرغب الطرفان — الفصائل وواشنطن — في مواجهة مباشرة قد تثير الرأي العام.
كما يتوقع أن تتسارع خطوات واشنطن بعد الانتخابات، مع انحياز القوى السنية نحو المعسكر الأميركي والدولي، في حين ستبقى بعض الأطراف المتورطة بملفات فساد على الحياد حتى تتضح موازين القوى.
أما القوى الكردية فموقفها محسوم مسبقًا، بينما يُتوقع أن ينقسم البيت الشيعي بين جهاتٍ عقائدية متمسكة بالتقارب مع إيران، وأخرى سياسية تميل إلى الانحياز للجانب الأقوى.
ويختتم النجيفي بالقول إن “الصراع الأميركي – الإيراني في العراق يتجه إلى الحسم لصالح واشنطن، ومعظم القوى ستحاول التموضع ضمن الموجة الأميركية الجديدة، باستثناء الجهات المشمولة بالعقوبات”.
“العداء لإيران غير ضروري”
بالمقابل، فإن وائل الركابي، وهو محلل سياسي، يخالف هذا الطرح، مؤكدًا أن الأوضاع في العراق والمنطقة تتجه نحو “الاستقرار”، على حدّ وصفه.
ويضيف أن مارك سافايا أكد أن الولايات المتحدة داعمة للعراق، الذي يجب أن يستعيد موقعه الطبيعي في المنطقة. وأوضح أن “ذلك يتطلب حواراتٍ وتفاهماتٍ جادة، خصوصًا في حال مضيّ عملية انسحاب القوات الأميركية وتحول العلاقة بين بغداد وواشنطن، وكذلك مع دول التحالف، إلى صيغة ثنائية أكثر استقرارًا”.
وتوقع الركابي أن يشهد المستقبل مزيدًا من الاستقرار والتفاهم، وإعادة العراق والمنطقة إلى التوازن، لكن “من دون أن يكون هذا الاستقرار مشروطًا بتنازلاتٍ عراقية أو الاستجابة لمشاريع إسرائيلية تسعى إلى تشكيل شرق أوسط جديد”.
وحول العلاقات العراقية – الإيرانية، شدد الركابي على أنها ليست بالضرورة قائمة على العداء، مبينًا أن “رفض التدخلات الخارجية أمرٌ مشروع ومطلوب، لكن ينبغي أن يشمل جميع الأطراف، بما في ذلك التدخلات التركية”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار