الوثيقة | مشاهدة الموضوع - «الكتلة الأكبر» لم تعد مهمة: إدارة ترامب تضع قواعد ما بعد الانتخابات : لأول مرة.. أميركا تبدأ بفصل العراق عن الملف الإيراني
تغيير حجم الخط     

«الكتلة الأكبر» لم تعد مهمة: إدارة ترامب تضع قواعد ما بعد الانتخابات : لأول مرة.. أميركا تبدأ بفصل العراق عن الملف الإيراني

القسم الاخباري

مشاركة » الاثنين أكتوبر 27, 2025 5:40 pm

1.jpg
 
بغداد/ تميم الحسن

تحاول طهران في الأيام الأخيرة التي تسبق الانتخابات العراقية، المقرر إجراؤها بعد 15 يوماً، إعادة اختبار ولاء حلفائها داخل البلاد، وسط مؤشرات على أن الاستحقاق المقبل قد يُنتج معادلة سياسية مختلفة تميل للابتعاد عن النفوذ الإيراني.
وتشير تحليلات سياسية إلى أن تطوراً دولياً غير مسبوق بدأ يتبلور، يتمثل في سعي الولايات المتحدة إلى فصل الملف العراقي عن الإيراني، في توجّه يُسجَّل للمرة الأولى خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة، ضمن مسار السياسة الأميركية تجاه كلٍّ من بغداد وطهران.
وسُجّلت في بغداد، خلال الأسبوع الأخير، تحركات سياسية على مستوى الجبهتين الإيرانية والأميركية، عكست ما يمكن اعتباره حالة من «الشد والجذب» بين الطرفين، مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في 11 تشرين الثاني المقبل.
من يضبط إيقاع الفصائل؟!
وتصف أوساط سياسية ما يجري حالياً بـ»الهرولة السياسية» نحو واشنطن من قبل معظم الأطراف، بما في ذلك أجنحة داخل «الإطار التنسيقي» وحتى «الفصائل».
ويقول السياسي المستقل مثال الألوسي إن الجميع «يبعث رسائل إلى أميركا تفيد بأنهم الوحيدون القادرون على ضبط الأوضاع في المرحلة القادمة بعد الانتخابات».
وأضاف لـ(المدى) أن «إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تختلف عن الإدارات السابقة، فهي لن تقبل بأي مجموعة مرتبطة بإيران، ولن تتسامح مع المراوغات».
وتظهر المتغيرات الجديدة بعد أحداث «7 أكتوبر 2023»، تراجع النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة بشكل عام، بعد خسائر على جبهتي جنوب لبنان وسوريا.
وتلتزم الفصائل المسلحة في العراق والقريبة من طهران منذ نحو عام بهدنة «غير معلنة» مع الولايات المتحدة.
كما قامت تلك الجماعات بإطلاق سراح ما قالت إنها «جاسوسة إسرائيلية» في بغداد، وهي إليزابيث تساركوف، دون أي مقابل، بحسب ما كشفت عنه تساركوف في حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي.
ولا يستبعد، بحسب أوساط سياسية شيعية، أن يكون تراجع «الفصائل» نتيجة نصيحة إيرانية، تحاول من خلالها الاحتفاظ بورقتها الأخيرة في العراق والمنطقة بعد الخسائر على الجبهات الأخرى.
وفي الأسبوع الأخير، زار إسماعيل قاآني بغداد والتقى بزعماء شيعة، فيما تسربت أنباء تفيد بأنه كان يحاول منع «تفتت الإطار التنسيقي»، الذي انقسم إلى 12 قائمة انتخابية، وقد يصعب اندماجه بعد نتائج الانتخابات كما ينوي التحالف الشيعي.
وبدا أن «الإطار التنسيقي» غير مرتاح لقيام رئيس الحكومة، محمد السوداني، بخوض الانتخابات منفردًا، مما اضطره إلى تعديل خطته السابقة، التي كانت تقضي بخوض الانتخابات بقائمة واحدة فقط.
وتلمح أطراف في التحالف الشيعي إلى أن رئيس الحكومة يسعى للحصول على «ولاية ثانية» على حساب قضايا حساسة، مثل حضوره قمة السلام في شرم الشيخ قبل أسبوعين، ولقائه الرئيس الأمريكي ترامب.
ما بعد مصافحة ترامب
وكانت المصافحة السريعة بين السوداني وترامب في القمة الأخيرة قد دشنت ما يُعتقد أنها بداية علاقة جديدة بين بغداد وواشنطن، دفعت الرئيس الأمريكي إلى إرسال مبعوث خاص إلى العراق، ماك سافايا، وهو عراقي من أصول مسيحية.
ويعتقد أحمد الياسري، رئيس المركز العربي - الأسترالي للدراسات الاستراتيجية، أن توقيت إرسال سافايا، ولقاء شرم الشيخ، واحتمال زيارة مرتقبة للسوداني إلى الولايات المتحدة، كلها مرتبطة بصناعة المشهد السياسي ما بعد الانتخابات، والتأثير بشكل مباشر أو غير مباشر على نتائجها.
وأضاف لـ(المدى) أن «إدارة ترامب مدركة تمامًا أن الوضع في العراق يجب أن يسير في مسار محدد بعيدًا عن النفوذ الإيراني»، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لن تسمح باختيار مجموعة مرتبطة بإيران في العراق بعد أن خاضت صراعات ضد أطراف إيرانية في المنطقة وتدخلت في حروب سابقة.
ويرى الياسري أن «الكتلة الأكبر بعد الانتخابات لن تكون مشكلة بعد الآن، بل السؤال هو ما دور وحظوظ إيران في ظل قيادة هذه الكتلة التي ستشكل الحكومة المقبلة، وهذا هو الهاجس الرئيسي لإدارة ترامب».
ويكشف الباحث الاستراتيجي أن واشنطن بدأت الآن تفصل شيئًا فشيئًا الملف الإيراني عن العراق، وهو ما يحدث تقريبًا لأول مرة منذ انسحاب القوات الأمريكية الأول من العراق نهاية عام 2011.
ويتابع: «وهذا يعني وجود خصوصية للمشهد العراقي بعد تعيين المبعوث سافايا. على الأقل، بالنسبة لإدارة ترامب، فإن إرسال مبعوث يعني أن هناك علاقات يجب تنظيمها بعيدًا عن الأطر الكلاسيكية مثل السفارات».
ويجد الياسري أن إرسال مبعوث يعني أن «البلد يمر بأزمة، كما حدث مع أوكرانيا وغزة». ويشير إلى أن هذه ليست قاعدة عامة، «لكن غالبًا عندما يرسل ترامب مبعوثًا، يكون ذلك إلى دول تواجه أزمات، مما يعكس أن إدارة ترامب تولي العراق أهمية خاصة وتستشعر تهديدًا لمصالحها في المنطقة».
وأضاف أن «العراق قد يخرج من دائرة النفوذ الأمريكي في حال حققت إيران أي مكاسب، وهو ما يُعد مؤشرًا خطرًا بالنسبة لإدارة ترامب».
وسبق إرسال سافايا حديث للرئيس ترامب أثار قلق العراقيين بشأن «النفط العراقي»، وانتقاد مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، وجود «المليشيات» خلال اتصال مع السوداني، الذي حذر بدوره من أي إجراء منفرد دون التشاور، فيما فُهم منه احتمال تعرض تلك الجماعات لضربات عسكرية.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار