بيروت- “القدس العربي”: شنت إسرائيل مساء الخميس سلسلة غارات على مناطق واسعة في جنوب لبنان، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الضربات استهدفت بنى تحتية تابعة لـ”حزب الله”، بينها مقلع إسمنت وجمعية “أخضر بلا حدود”.

وخلال الهجمات، شن الطيران الإسرائيلي حزاماً نارياً كثيفاً بين بلدتي الزرارية وأنصار، تبعته سلسلة من الغارات العنيفة استهدفت المنطقة الواقعة بين أنصار وسيناي، حيث سُمعت أصداء هذه الغارات في مدينة صيدا وضواحيها.

وأصدر مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة بياناً أعلن أن الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان أدت في حصيلة أولية إلى إصابة ستة مواطنين بجروح، موزعين كالتالي: جريح في بنعفول قضاء صيدا، خمسة جرحى في أنصار قضاء النبطية.

وتم تسجيل أكثر من 15 غارة جوية خلال دقيقة واحدة فقط.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الجيش الإسرائيلي استخدام صواريخ GBU في الغارات على جنوب لبنان. وأعلنت القناة 12 الإسرائيلية أن الغارات استهدفت مصنعاً للأسمنت يستخدمه “حزب الله” لتأهيل بنيته التحتية.

ولاحقاً، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه في “إكس”: “جيش الدفاع هاجم بُنى تحتية لحزب الله وجمعية ‘أخضر بلا حدود’ في جنوب لبنان”. وأضاف: “‏أغارت طائرات حربية على بُنى تحتية لحزب الله في منطقة مزرعة السيناي في جنوب لبنان، استخدمت في محاولات إعادة إعمارها، حيث تم استهداف مقلع استخدمه الحزب لإنتاج الإسمنت بهدف إعادة بناء وإعمار منشآت وبُنى تحتية تم استهدافها وتدميرها خلال حرب ‘السيوف الحديدية’ وخاصة خلال عملية ‘سهام الشمال'”.

وزعم أدرعي أن هذه البنية التحتية مكّنت محاولات “حزب الله” لإعادة الإعمار بغطاء مدني، مضيفاً: “‏كما تم استهداف هدف تابع لجمعية أخضر بلا حدود، والتي استخدمها الحزب لإخفاء أعمال تهدف إلى إعادة إعمار بُنى تحتية”.

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف في وقت سابق بغارتين المنطقة الواقعة بين بنعفول وحومين في صيدا.

من جانبه، دان رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت ليل اليوم بلدات عدة في الجنوب وطالت منشآت مدنية، معتبراً أن “العدوان الإسرائيلي المتكرّر يأتي ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير البنى الإنتاجية وعرقلة التعافي الاقتصادي واستهداف الاستقرار الوطني تحت ذرائع أمنية زائفة”.

وأضاف: “إن هذا السلوك التصعيدي يُشكّل خرقاً جسيمًا للقرار 1701 وللاتفاق على وقف الأعمال العدائية لعام 2024، ويؤكد أن إسرائيل تواصل انتهاك التزاماتها الدولية واستخدام القوة خارج أي إطار شرعي أو تفويض دولي، ما يفرض موقفاً دولياً يضع حداً لهذه الانتهاكات المدانة”.

ويسري منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر اتفاق لوقف إطلاق النار تمّ التوصل إليه برعاية أمريكية وفرنسية، ينصّ على تراجع “حزب الله” من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالي 30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل) وتفكيك بنيته العسكرية فيها، وحصر حمل السلاح في لبنان بالأجهزة الرسمية.

وإضافة إلى الغارات، أبقت إسرائيل على قواتها في خمس تلال في جنوب لبنان، بعكس ما نصّ عليه الاتفاق.